DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

غَدٌ تحتَ أَنْقَاضِهْ

غَدٌ تحتَ أَنْقَاضِهْ

غَدٌ تحتَ أَنْقَاضِهْ
أخبار متعلقة
 
عندما يقف الفارس العربي على ركام وطنه بعد معركته الطويلة معَ أخيه يجر جنازته ويفتش عن غد دفنَهُ الأمس تحت الأنقاض ولم يتبق إلا أملٌ منهكٌ ومقبرة جماعية لمجده السالف. فارسٌ متعبٌ ومجدٌ جديلُ أين مضمارُهُ وأين الخيولُ حافرٌ يضربُ الصدى والتواريخَ وفي حَلْقِهِ استراحَ الصهيلُ غابتِ الأرضُ ليسَ إلا بقايا ومنافٍ وحاضِرٌ مستقيلُ والمسافاتُ عاقرٌ مِنْ خُطاهَا وَضَعَتْهَا مِنَ القُرُوْنِ الوحولُ عادَ مِنْ أمسِهِ الشراعُ خُيُوْطًا نقضَتْ غزلَهُ العريقَ الطُّلُوْلُ سئمتْهُ الرياحُ حتى أشاحَتْ: وَطَرُ الريحِ وانتصابٌ خَجُوْلُ ها هنا تسهرُ الجراحُ على راحَةِ أنقاضِهَا ويغفو الهديلُ ويدورُ الرمادُ وقتًا ويأتي الغَدُ أمسًا ويستتبُّ الذبولُ وتقولُ الحياةُ للأرضِ كُنَّا يومَ كانَ الندى وكانَ الخميلُ لم عُدْنَا وقد تلاشَتْ خطانا وصَدَانَا ورقْصُنَا والطبولُ أينَ غابَ المكانُ لا شيءَ إلا جَفْنُ شمسٍ وعتمةٌ وذُهُوْلُ وخِمَارٌ مِنَ الرمادِ: بقايا خوفِ أمٍّ وخدُّها والعويلُ يعرفُ الحزنُ كلَّ لهجاتِ هذا الحَيِّ فهْوَ الفَمُ الفصيحُ العَجُوْلُ فَتِّشُوا في الركامِ عَنْ بعضِ صدرٍ بعضِ حضنٍ به يَقِرُّ الفسيلُ ربما قُبْلَةٌ على الأرضِ فَرَّتْ قبلَ أنْ يُصْلَبَ الفَمُ السلسبيلُ لم حاربتَ حلمنا واقترفتَ الصحو ما زالَ حُلْمُنَا يستحيلُ لمَ ضَحَّيْتَ بالزمان وأبقيْتَ على جُرْحِكَ احتضارًا يطولُ لم قاتلتَ مُسْتَمِيْتًا أمانِيَّكَ حاصرتها فضاقَ السبيلُ لم أوثقت في الضلالِ مسافاتِكَ والسامريُّ فيها يجولُ لم حطمتَ كلَّ أعتابِ هذا الغدِ والأمسُ عنهُ حانَ الرحيلُ وتكاثرتَ بالمرايا على جلدكَ وَهْمًا تُسَلُّ مِنْه النصولُ ونصبتَ الصليبَ في الضوءِ مِنْ ظلكِ شَيَّدْتهُ وأنتَ القتيلُ ربما اعتدْتَ أنْ تراكَ ذَبَيحًا وعلى كَتْفِكَ المرايا تَسِيْلُ وبَّخَتْكَ الشموسُ، تَمْشِيْ إلى الليلِ ومِنْ خلفكَ الصَّبَاحُ الجَمِيْلُ إنك الآنَ ساعةٌ دونَ وقتٍ وزمانٌ محنطٌ وذبولُ لا تعدْ للمكانِ يكفي صليبٌ واحدٌ للمسيحِ قالَ النخيلُ بِكَ منكَ انكسارُ دَهْرَينِ قل من أي بابٍ مِنَ الخرابِ الدخولُ؟ وإلى أينَ تصعدُ الشمسُ إنّ َ الجرحَ أعلى وصبحهُ يستحيلُ هذهِ الدمعة التي منذُ حواءَ وما زالَ خَدُّهَا يستطيلُ ورثتها الحياةُ جفنًا فجفنًا وكذا يكبُرُ العذابُ السليلُ كلما شَفَّ عَنْ ذراريهِ جَدٌّ بانَ في وَجْهِهَا الشحوبُ الأصيلُ يتربى بفكرةِ الجذبِ حتى الماءُ مَبْكَاهُ غيمُهُ والهطولُ يئد الرملُ أمنياتِ السواقي ونواياه لا تُجيدُ الحقولُ رَكَضَ الجرحُ والتواريخُ تَعْبَى بينَ أحمالها سَرَابٌ ثقيلُ لم توفرْ حكايةً شهرزادٌ سَهِرَ الموتُ وانقضى ما تقولُ وقفتْ تُطْلِقُ الرصاصَ عليها وعلى سَمْعِ شهريارٍ تَحُوْلُ ثم ماذا أنجمعُ الأرضَ بالشعرِ سرابا تغيب فيه العقولُ أنظُر الآنَ للسرابِ وأعتابُ الحياةِ التي قطعنا تزولُ فَرَحٌ شابَ هاكِ جُرْحًا شَبَابًا وامشُطِيْ كربلاءَهُ يا بَتُوْلُ معنا مِنْ غُرُوبِنَا الآنَ ما يَكْفي السماواتِ فامتلئْ يا أصيلُ معنا دربُنَا على نَعْشِ مَجْدٍ ومكانٌ على الزمانِ يَسِيْلُ حانَ هذا الصباحُ إلا زَمَانٌ تحتَ أنقاضِهِ صباحٌ عليلُ كلُّ ألوانِهِ التي منْهُ تعلو فوق أعتابِهَا يَشِفُّ المُحُوْلُ اُعقُروا الوقتَ أسْكِتُوْهُ لكي لا يمتطيْهِ الردى ويعلو الصليلُ عَقْرَبُ الوقتِ حافرٌ دونَ دَرْبٍ وبقايا غَدٍ وأمسٌ طويلُ