لاشيء أبدا كخوف الله وحده هو الذي يحصن البشر، والشباب خاصة من مزالق الهوى، ويروضهم لخير مجتمعاتهم ويعمق ولاءهم لأوطانهم وحبهم لمليكهم وقادتهم.
ونحن اذ نعود بالذاكرة إلى مطلع الثمانينيات الميلادية نرى شبابنا بخير وراحة نفس ونفع كثير للمجتمع، بفضل الله ثم بفضل المراكز الصيفية والنشاطات الدينية التي تعزز الايمان بالله ونبذ المنكرات، فالنفس ان لم تشغلها بالطاعة، شغلتك بالمعصية، ولا ننكر أن الشباب من الجنسين طاقة وحيوية، والطاقة اما بناءة، وإما مدمرة، فإن لم توجه للخير والبناء والعطاء، توجهت للشر والخراب والدمار.
هذه هي الحقيقة ولا يرد هوى النفس الجامح إلاِّ خشية الله وتقواه المتمركزة في النفس الإنسانية وهو الذي يرتد لخير المجتمع.
ونحن شهود على مايعتلج في المجتمعات الإنسانية كافة من توجهات متناقضة ونرى مجتمعنا أقلها شرا وخطرا وأكثرها حبا للخير.
غير أنه في السنوات الأخيرة بدأ بعض شبابه يلوّح بيد العصيان لولاة أمره ولأسرته ومجتمعه ويأخذ منحى لم نعهده ابدا في شبابنا الذي اعتاد من الطفولة على بذل الخير وكف الأذى واماطته عن الطرقات، فكيف بمن نشأ في احضان مجتمع مسلم أن ينحرف به المسار إلى هاوية الإرهاب ويكون ألعوبة بيد غيره ويعيش، كريشة في مهب الريح ساقطة لا يستقر بها حال من القلق؟!
حوادث ارهاب كثيرة عانى منها مجتمعنا (الطيب) الذي لم يعتد الإرهاب ولم يتخذه منهجا له، كانت بدايتها ووقود نارها منذ حادثة الحرم في نهاية السبعينيات الميلادية مواكبة سقوط الملكية في ايران ثم تلتها الثمانينيات وماتلاها، والمصيبة أنها بيد شبابنا الصغار الذين يحدوهم الأمل إلى أجمل سنوات العمر وزهرة الشباب وطيبه، لا ننكر أن هنالك جزءا من المنغصات في الموضوع وحقيقة الأمر، ولكنه لايعتبر الدافع المؤكد لما حدث ولا يزال يحدث منذ تلك السنوات التي تحولت إلى عجاف وكانت في حقيقتها سمانا ترفل في خير الدنيا والآخرة.
نحتاج لتكثيف جرعات الدين الإسلامي الصحيح وتعليم سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه وكيفية تعاملهم بعد أنه اتسعت رقعة العالم الإسلامي كما يحدث في بلادنا اليوم وكيف تآخى وتعايش الإنسان المسلم مع غيره من المواطنين من الملل والنحل التي لم تدخل في الإسلام ولكنها بقيت في الوطن وساعدت على بنائه ونهضته ورقيه من كل المناحي.
الدين حتما لا يأتي إلا بالخير ومن أخبرك غير ذلك فلا تصدقه وتأكد من أن يتبع فكرا منحرفا يمليه عليه المال او المخدرات ووقوده طاعة لأشياء لا نحيط بكنهها ولكنها حتما ليست في سبيل الله ولا خير المجتمع.
نافذة ضوء
إلى كل المواطنين وإلى الأمهات الثكالى خاصة والآباء أيضا في الحوادث التي أحاطت بمجتمعنا مؤخرا ومن غير ذكر أسماء، جبر الله قلوبكم وأعانكم على البلاء وألهمكم الصبر والسلوان وتذكروا أن لا شيء عاقبته حسنة وإن كانت موجعة كالصبر والدعاء بالخير لأبناء ولقادة الوطن.