أبلغت شركة رويال داتش شل عن أكبر خسائرها الصافية منذ 16 سنة على الأقل بعد أن تخلت أكبر مجموعة للطاقة في أوروبا عن بعض المشاريع وخفضت توقعاتها لأسعار النفط، مما أدى إلى خسارة بلغت تقريبا 8 مليارات دولار.
وتسلط هذه الخسارة الضوء على معاناة شركات الغاز والنفط الدائمة بسبب انخفاض الأسعار، وإجبارها على أكبر عملية تقشف منذ جيل. كذلك وقعت شركة إيني، المجموعة النفطية الإيطالية، في خسارة في الربع الثالث، في حين تراجعت الأرباح في بريتش بتروليوم وتوتال.
وقد قضت اضطرابات سعر النفط على 500 مليار دولار تقريبا منذ نهاية العام الماضي من مؤشر بلومبيرج العالمي للنفط والغاز الذي يقيس أسهم شركات الطاقة على الصعيد العالمي بما في ذلك شل إاكسون موبيل وشركة شيفرون.
شل التي تقوم بشراء مجموعة بريتيش غاز في أكبر صفقة في صناعة الطاقة هذا العام، سجلت خسارة صافية قدرها 7.42 مليار دولار في الربع الثالث، مقارنة مع أرباح قدرها 4.46 مليار دولار في العام السابق. وقالت شل ومقرها لاهاي الخميس في بيان إن الأرباح تراجعت بنسبة 70 في المائة لتصل إلى 1.77 مليار دولار، بعد تعديلها لاحتساب البنود لمرة واحدة والتغيرات في المخزون. وبالتالي فوتت الشركة متوسط تقديرات المحللين الذين استطلعتهم بلومبيرج، الذين توقعوا أن يكون الرقم هو 2.92 مليار.
سجلت شل خسارة مقدارها 4.61 مليار دولار ناجمة عن عمليات الانسحاب من الحفر البحري في ألاسكا ومشروع الرمال النفطية في كندا، و3.69 مليار دولار ناجمة عن خفض توقعاتها لأسعار النفط والغاز الطبيعي.
هذه الخسارة تزيد من الضغوط على أكبر شركة منتجة للنفط في أوروبا، التي خفضت الوظائف وخفضت الإنفاق هذا العام، في الوقت الذي يهيئ فيه الرئيس التنفيذي بن فان بيردن الشركة لأسعار منخفضة بشكل دائم. وانخفضت القيمة السوقية لشركة شل في الشهر الماضي إلى أدنى مستوياتها هذا العقد وسط مخاوف من أن السعر الذي تدفعه للاستحواذ على شركة بريتش غاز هو أعلى مما يجب.
وقال فان بيردن (57عاما): في حين أن التدفق النقدي والأداء التشغيلي لدينا في هذا الربع كان قويا، إلا الأرقام الرئيسية التي أبلغنا عنها اليوم تشمل شطب مبالغ كبيرة. عمليات الشطب المذكورة هي علامة على انخفاض توقعات أسعار النفط والغاز، وعلى الخطوات الثابتة التي نتخذها لمراجعة مجموعة خيارات شل على المدى الطويل وتقليصها.
تخلت شل عن تشييد مشروع الرمال النفطية كارمون كريك في ألبرتا، كندا، لإنتاج 80 ألف برميل باليوم، بعد أن بدأت بالفعل ببنائه، وهذا علامة على وجود قرارات مؤلمة تتخذها الشركة. كما تخلت أيضا عن الحفر في ألاسكا في سبتمبر بعد إنفاق 7 مليارات دولار انتهت بفشل في العثور على النفط والغاز.
وقال أوزوالد كلينت المحلل النفطي في سانفورد بيرنشتاين، إنه في حين أن حجم عمليات الشطب قد فاجأ السوق، يجب على المستثمرين أن يشعروا بالارتياح نتيجة التقدم الذي كانت شل قد بذلته لتحقيق التوازن بين التدفقات النقدية مع الإنفاق لديها. وقال إن الشركة كانت قادرة على تغطية الاستثمارات الرأسمالية وتوزيعات الأرباح من المال الذي حصلت عليه من أعمالها بالإضافة إلى بيع الأصول وهو الهدف "الذي تسعى نحوه الشركات الرئيسية الأخرى جميعا بحلول عام 2017.
وفي يوليو قالت شل، التي تقوم بشراء بريتش غاز مقابل أكثر من 70 مليار دولار، إن الصفقة ستضيف إلى التدفق النقدي عند 67 دولارا للبرميل في عام 2016. وأصر فان بيردن يوم الخميس على أن الصفقة ستفيد شل، مما يؤدى إلى أرباح أعلى. عملية الاستحواذ، المتوقع أن تكتمل في مطلع العام المقبل، سوف تعطي شل أصولا في المنطقة المغمورة في البرازيل، وتعزز مكانتها في الغاز الأسترالي، وتوسع قدرتها على الوصول إلى صناعة تصدير الغاز الطبيعي المسال الناشئة في الولايات المتحدة.
ايني، التي تعتبر أكبر منتج للنفط في إيطاليا، أبلغت أيضا عن تعرضها لخسارة صافية للربع الثالث يوم الخميس. وحققت توتال الفرنسية أرباحا مقدارها 1.08 مليار دولار، وهي أقل بنسبة 69 في المائة عن العام السابق، كما ساعد ارتفاع إنتاج النفط والغاز وتزايد الأرباح من عمليات التكرير في تعويض تراجع أسعار النفط الخام.
انخفض الربح المعدل لبريتش غاز في الربع الثالث بنسبة 40 في المائة ليصل إلى 1.82 مليار دولار، إلا أنها تجاوزت توقعات المحللين بنسبة 44 في المائة حول أعلى الأرباح من تداول الغاز الطبيعي وتكريره. انخفض صافي الدخل المعدل لستات أويل النرويجية بنسبة 59 في المائة، ما يعني أنها لم تكن بمستوى التوقعات.