تُخيم الأحداث بظلالها على مصر، في وقتٍ تُعاني فيه الكثير من الأزمات، فمن أزمة سد النهضة الإثيوبي المستعرة، إلى هجرة السائحين، مروراً بسيول تُغرق محافظات بأكملها، وبين كل هذا الركام، تقف القاهرة لتواجه التحديات وحدها.
وبينما أعلن في القاهرة، الليلة قبل الماضية، تفاصيل سير المحادثات في أخطر ملف يواجه الحكومة المصرية والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي (سد النهضة الإثيوبي)، بدا واضحًا تمسك الجانب الإثيوبي بإقامة السد دون النظر لما قد يجلبه على مصر من دمار، على اعتبار أن السعة التخزينية للسد الإثيوبي ستسبب وقت ملء خزانه جفافًا في مجري نهر النيل ما يؤدي للإضرار بـ 88 مليون مصري.
وخلال اجتماع اللجنة الوطنية المشكلة من وزراء الموارد المائية في كل من (مصر والسودان وإثيوبيا)، السبت الفائت، عرض الجانب الإثيوبي، اختيار مكتبين استشاريين جديدين لدراسة الآثار السلبية المترتبة على بناء السد بدلاً من المكتبين الحاليين "الهولندي والفرنسي"، غير أن المسئولين المصريين اعتبروا أن العرض الإثيوبي يُعد التفافا على مطالب مصر.
ويتخوف محللون من النوايا الإثيوبية، إذ أجمع خبراء الموارد المائية على ضرورة إيجاد حل للازمة قبل موسم الفيضان في يوليو القادم، وقال خبير السدود بالأمم المتحدة الدكتور أحمد الشناوي، إن القاهرة أصبحت في مواجهة مباشرة مع "الفيضان أو الجفاف"، مطالبًا بتوجيه ضربة عسكرية للسد الإثيوبي قبل بدأ إثيوبيا في ملء الخزان في يوليو القادم.
يُضيف الشناوي قائلاً: "سد النهضة الإثيوبي في حالة ملء الخزان لن يكون هناك طريقة للتعامل معه سوى الرضوخ للأمر الواقع، أما الآن فهناك فرصة.. السد مقام على فالق جيولوجي خطير، وإذا صممت إثيوبيا على المساحة التخزينية الحالية، فإن الأمر سيكون أخطر مما نظن.. سيكون ارتفاع الماء في بحيرة السد تقريبا 150 مترا، والفالق لن يتحمل كل هذا الضغط وسينفجر السد".
يستكمل حديثه لـ(اليوم) قائلاً: "حدثت الرئيس السيسي عن حجم الكارثة، ولكنه مستمع جيد لمستشاريه"، قلت له حرفيًا "إن مجموعة العمل الحالية المكلفة بإدارة الملف ستُغرق مصر ووعدني بحلول عاجلة".
لجنة التحقيق
وفي مؤتمر صحفي، مساء السبت، أصدرت لجنة تحقيق الحوادث الخاصة بالطائرة الروسية، التي سقطت في سيناء، قبل 9 أيام، بياناً للتأكيد على أنه "لم يتم حتى الآن الوقوف علي سبب تحطم الطائرة"، وطالبت الإعلام المصري والغربي بضرورة التأني حتى الانتهاء التام من عملية جمع البيانات.
واختتمت اللجنة تقريرها المفصل بذكر عدد من نتائج تفريغ الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، اهمها أن حطام الطائرة تناثر على مساحة واسعة قطرها أكثر من 13 كم، وهو ما يتسق مع احتمالية وجود تفكك في جسم الطائرة، إضافة إلى أن الملاحظات الأولية على حطام الطائرة لا يسمح حتى الآن بتحديد أصل هذا التفكك.
وأكد التقرير، أنه تم انتشال مسجلات الطيران في اليوم الأول من وقوع الحادث، وتم تحميل بياناتها بنجاح، وبشكل مبدئي أشار مسجل بيانات الطائرة FDR إلى أن الطائرة أقلعت في تمام الساعة 03:50:06 بالتوقيت العالمي، وتوقف مسجل البيانات في الساعة: 04:13:20 وبالتالي تصبح مدة التسجيل هي 23 دقيقة و14 ثانية، كما أن آخر ارتفاع مسجل للطائرة هو 30.888 قدم وكانت الطائرة لا تزال في وضع التسلق، بينما سُجلت آخر معايرة لسرعة الطائرة 281 عقدة، بينما كان الطيار الآلي رقم 1 متصلاً حتى نهاية التسجيل.
وأضاف التقرير، تم تفريغ مسجل صوت غرفة القيادة CVR بنجاح، وتم الاستماع له بشكل مبدئي. وعلى الرغم من أن فريق العمل لا يزال في مرحلة كتابة النص المسجل والذي سوف يستغرق بعض الوقت، فقد سمع صوت في الثانية الأخيرة من التسجيل يستلزم إجراء تحليل طيفي له في مختبرات متخصصة من أجل تحديد طبيعة هذا الصوت.
إجلاء السائحين
إلى هذا، تواصل ثماني دول أوروبية إجلاء سائحيها من مصر، على خلفية مخاوف من تحطم الطائرة الروسية مطلع الأسبوع الماضي وعلى متنها 224 راكبًا، نتيجة قنبلة زرعت على متنها، حيثُ أرسلت موسكو، السبت، 44 طائرة فارغة إلى شرم الشيخ والغردقة، المنتجعين السياحيين على البحر الأحمر حيث لا يزال هناك نحو 78 ألف سائح روسي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية، امس الأحد، عن اركادي دفوركوفيتش، نائب رئيس الوزراء الروسي قوله، إن موسكو أعادت 11 ألف سائح روسي من مصر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.. بينما قامت "بريطانيا" بإجلاء حوالي 3500 في 17 طائرة خلال 48 ساعة، من أصل نحو عشرين ألفا موجودين في مصر.
سلاح روسي
على صعيد اخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية الأحد عن سيرجي تشيميزوف رئيس مجموعة روستيك الروسية للصناعات العسكرية قوله إن موسكو تبحث تزويد مصر بأنظمة دفاع جوي.
وقال تشيميزوف خلال معرض دبي للطيران إن روسيا تجري محادثات مع مصر لتزويدها بأنظمة أنتي-2500 (اس-300 في.ام) وبوك.
زيارة مفاجئة
بالتزامن، أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسي، زيارة سريعة مفاجئة لمحافظة الإسكندرية، قام بها صباح الأحد، وذلك قبل لقائه، بالرئيس محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، الذي وصل إلى القاهرة، السبت، حيثُ تناول اللقاء آخر التطورات في القضية الفلسطينية، وذلك في إطار اللقاءات والتشاور المستمر بين الرئيسين.
وتفقد السيسي خلال جولته المفاجئة، محطة التنقية الشرقية للصرف الصحي للوقوف على عمل المحطة، كما وجه السيسي بتخصيص مبلغ مليار جنيه من صندوق تحيا مصر لمعالجة شبكات الصرف وتطويرها بالمحافظة، كما أمر بالانتهاء من رفع كفاءة شبكة الصرف بالإسكندرية خلال 10 أيام تحت الإشراف المباشر من القوات المسلحة.يُشار إلى ان محافظتي "الإسكندرية والبحيرة"، شمال مصر، قد تعرضتا لطقس سيئ منذ عدة أيام ترك خلفه عددا من الوفيات والإصابات، إضافة لانهيار عدد كبير من المنازل.
محاربة الفساد
امنيا، قالت مصادر أمنية إن الشرطة بمصر ألقت القبض الأحد على رجل الأعمال البارز صلاح دياب أحد كبار المساهمين في صحيفة المصري اليوم اليومية وذلك بعد يومين من قرار أصدرته النيابة العامة بالتحقظ على أمواله.
وقال مصدر إن الشرطة ألقت القبض عليه بمنزله في محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة كما ألقت القبض على نجله. وأضاف أن ذلك تم بقرار من النيابة العامة.
وكان مصدر قضائي قال الجمعة إن النائب العام نبيل صادق أمر بالتحفظ المؤقت على أموال دياب وزوجته وشركاء له وزوجاتهم وأبناء لهم بعد تحقيق في بلاغ قدم ضد دياب عام 2011 بشأن إقامة مساكن على قطعة أرض صحراوية اشتراها من الدولة بسعر مخفض لاستصلاحها وزراعتها.وأضاف المصدر ان قرار التحفظ المؤقت على الأموال يتصل بشركة تكونت لإنشاء مساكن على الأرض وأن القرار سينظر أمام محكمة الجنايات يوم الثلاثاء ولها أن تؤيده أو تلغيه.
ويقول مسؤولون إن النزاع يمكن أن يسوى إذا دفع رجل الأعمال وشركاؤه فرق سعر الأرض لخزانة الدولة.