كثر الكلام عن حال الاندية السعودية، وهل تدار باحترافية عالية أو تعتمد فقط على دعم وفكر الرئيس ومن سانده في اعتلاء كرسي الرئاسة؟، ويبدو لي أن أزمة الفكر في إدارة الأندية السعودية قد سبقت أزمة الفكر في وزارة الإسكان، الاندية عندنا تُدار بمزاجية الرئيس أو الداعم الخفي ولا أعرف من أطلق على دورينا دوري المحترفين والأندية المحترفة لا تطبق شروط الاحتراف مثل ما هو معمول به في أندية العالم المحترفة؟
رؤساء الأندية عندنا انتهجوا أسلوب التصاريح الإعلامية والفهلوة والوعود واللعب على اوتار الجماهير بالتعاقد مع المدرب العالمي أو التوقيع مع اللاعب الدولي.
للأسف، رعاية الشباب تأخرت كثيراً في تطبيق خصخصة الأندية وتطبيق شروط الاحتراف بشكل صحيح، فمن حق المشجع ان يحلم ببطولة لناديه المفضل ولكن هذا الحلم لن يتحقق بسهولة كما يتوقع البعض، ولو لاحظنا أن إدارات انديتنا تبذل كل ما تستطيع من التعاقد مع لاعبين ومدربين وإقامة معسكرات خارجية مُكلفة مادياً؛ لكي يكون الطريق مفروشا لها بالورود للتقدم خطوة خطوة، ولكن في النهاية تخفق في الحصول على مراكز متقدمة في سلم الدوري؛ لأنها لا تدار باحترافية، نتفق ان الرياضة وخاصة كرة القدم محتاجة الى المال والفكر والتخطيط، فما يحصل الآن في أغلب أنديتنا أن الرئيس أتى إلى الرئاسة بماله، ولكن غاب عنه الفكر الرياضي والتخطيط السليم؛ لذا قد يكتب له النجاح موسما ويخفق مواسم!
أنا شخصيا أعجبتني الطريقة التي يُدار بها نادي الاتفاق حالياً، مجموعة من الشباب أصحاب فكر وعلم ومال، وزعوا الأدوار بينهم وبداياتهم توحي بأنهم يعملون باحترافية، حيث وقعوا إلى حد الآن عقود رعاية للنادي مع سبع شركات، ومتفائل مع هؤلاء الشباب بعودة فارس الدهناء إلى دوري المحترفين قريباً.
وحتى يكون لدينا أندية مُحترفة يجب أن تُدار تلك الأندية بفكر احترافي من خلال:
1- معظم الاندية المحترفة في كل دول العالم تحافظ على قوام فريقها من لاعبين وأجهزة فنية لسنوات، ولا تجد من بينها تغيرات عشوائية كما يحدث في أنديتنا (مدرب لكل نصف موسم ودستة لاعبين كل سنة).
2- اللائحة الداخلية لكل ناد هي التي تحكم وليست إدارات الاندية وخاصة في الجوانب المالية والعقوبات (ليست بالطلبات وعفى الله عما سلف كما يحصل الان في أنديتنا).
3- الأندية بمفهومها الاحترافي عبارة عن مؤسسات تدار باحترافية عالية، ولا بد أن من يترأسها يكون صاحب فكر رياضي عال (وليس كما يحصل في أنديتنا أنا أدفع إذاً لا أحد يتكلم).
4- مما تقدم أرى أن أزمتنا الحقيقية في الأندية السعودية وتراجع مستوى دورياتنا يرجع إلى انعدام الاحترافية في إدارة الأندية، يعني مشكلتنا إدارية ثم إدارية ثم إدارية ثم نبحث بعدها عن اللاعبين والمدربين!.