كشف مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام بالجمعية السعودية لمكافحة التدخين "نقاء" بالمنطقة الشرقية بالدمام تامر العطي لـ"اليوم" أن الإحصائيات تشير إلى أن نسبة المدخنين بالمملكة تشكل من اجمالي عدد السكان (21.6%) البالغ عددهم من المدخنين للتبغ بالمملكة (6) ملايين مدخن، وأشار إلى أن السيدات المدخنات يحتللن نسبة (5.7%) من اجمالي عدد السكان، مؤكداً أنه قد ذكرت الاحصائيات أن عدد الوفيات وضحايا التدخين في المملكة يقدر بـ (30) الف ضحية سنوياً جراء التدخين.
21% من الطلاب مدخنون و9% مدخنات
فيما كشف المكتب الإقليمي للشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية أن نسبة (21.2%) من سن (13- 15) من طلاب المدارس الذكور في السعودية يتعاطون التبغ و(9.1%) من طالبات المدارس الإناث في نفس السن يتعاطينه وذلك وفقاً للدراسات التي أجرتها المنظمة عام (2013) والمثبتة لديها.
وذكر تامر: ان اصغر مدخن قد زار الجمعية يبلغ من العمر (10) سنوات وبفضل الله وبحمده اقلع عن التدخين، واوضح تامر انه يتراوح اعمار السيدات المدخنات للسجائر ما بين (13) سنة وما فوق ذلك وان اكبر مدخنة تبلغ من العمر (70) عاماً ومن الله عليها واقلعت عن هذه العادة السيئة، وأكد تامر أنه وفقاً لعمل الجمعية فإن حجم استهداف شركات التبغ للمملكة كبير جدا ويحتاج الى جهود متضافرة للتصدي لها، فقد اجرت مؤسسة أوروبية متخصصة في دراسة الاسواق "يورومنيتر انترناشونال" دراسة كاملة عن سوق المملكة ومؤشراته المستقبلية تبين في ذلك حجم وكمية استيعاب المملكة لمنتجات التبغ للسوق السعودي، فيما اوصت مزارعي ومنتجي لفافات التبغ الأوربيين باستهداف السوق السعودي نظراً لحجم وكمية الاستيعاب في المملكة.
التدخين بوابة مظلمة
قال أستاذ الإرشاد النفسي الدكتور عبدالعزيز المطوع: إن التدخين وبلا ادنى شك هو مدخل لبوابة مظلمة وواسعة في عالم المخدرات والمسكرات، وان التدخين له تأثير على النفس والجوانب الاجتماعية والنفسية سواء لجنس الرجال او جنس السيدات.
مضيفاً: "إذا تقصينا وبحثنا عن شخصية المدخن أو المدخنة نجد انها شخصية غير راشدة واعتمادية وغير متزنة ولا تتمتع بالصلابة النفسية ولا قيادة الذات وبذلك يكون الملجأ هو التدخين، ويعتقد أنه لا يستطيع أن يقلع عن هذه العادة القبيحة والسلوك اللا حضاري، وأن أسباب الانخراط في متاهات التدخين هو نوع من التراخي في المنكر وضعف القوة الإيمانية وتجاهل اهمية دور الأسرة في التوعية والإرشاد من مخاطر هذه الآفة وعدم إشباع الأغراض النفسية داخل دار الأسرة من اختلاف أساليب الحوار والنصح والتقرب من الأبناء وتحديدا في عمر المراهقة فتعتبر هذه المرحلة الأخطر وتشتت البيئة الاسرية فيبحث وهو تائه عن بيئة مختلفة عن بيئته يجدها مع الاقران واصحاب السوء لينجرف خلفهم ويتشبع بسلوكياتهم المتأخرة".
السبب في الأورام السرطانية
أكد أخصائي طب الطوارئ والحالات الطارئة بمستشفى الملك فهد التعليمي بالخبر الدكتور سعد ظافر الشهراني، أنه لا يخفى على عاقل ما هو منتشر مؤخراً بين أوساط الشباب والمجتمع من تفشي ظاهرة التدخين بشكل ممتد وواسع، معبرا عن أسفه بأن هذا الانتشار لم يعد سهل المقاومة على الرغم من انتشار الحملات التوعوية والملصقات التحذيرية على علب السجائر بمخاطر هذه الظاهرة.
وقال الشهراني:" انتشار ظاهرة التدخين ينذر بحدوث أزمة صحية إن لم يتم تدارك تفشي هذه الظاهرة ونشر الثقافة والوعي المجتمعي بصورة اكبر، موضحا انه لا يمكن حصر المخاطر الناتجة عن تدخين السجائر ولكن لا بد من تسليط الضوء على أكثرها انتشاراً وأشدها خطورة والتي تشكل تهديداً على الحياة".
وأضاف: "هناك دراسات أثبتت أن التدخين هو عامل الخطر الأكثر شيوعا في مرضى الجلطات القلبية لمن هم اقل من (40) سنة، ومن خلال بحث أقوم به شخصياً من إحصاء نسب حالات الجلطات والأزمات القلبية ما بين العامين (2005) و(2015) تصل إلى (16%) كان عامل الخطر الرئيسي هو التدخين والسمنة، كما وأن التدخين هو السبب الرئيسي لأكثر أنواع الأورام السرطانية انتشارا مثل سرطان الرئة وسرطان الدم وسرطان المثانة وسرطان الثدي، حيث إن التدخين يتسبب بالانسداد الرئوي المزمن كما انه يضاعف احتمالية الوفاة من هذا المرض وانسداد الشرايين أيضا بين الرجال والنساء، فلفافة التبغ تشكل خطراً اكبر على الأطفال المدخنين حيث إن عددا من الدراسات أثبتت أن الأطفال يمتلكون شعبا هوائية اضعف من الكبار وهم أكثر عرضة لأمراض الربو والشعب الهوائية والالتهابات الشعبية بصورة اكبر وهذا سبب مباشر للوفاة المبكرة للأطفال إذا تم ممارسة سلوك التدخين مما يشكل خطراً عارما لا حدود له، وأن السيدات المدخنات يأخذن النصيب الاكبر من اخطار التدخين مما يسبب إضعاف الخصوبة لدى المرأة فينتج عن ذلك تأخر في الحمل، والنزيف والاسقاط اثناء الحمل والولادة المبكرة قبل نضج الجنين وانقطاع وانفصال المشيمة والوفاة المفاجئة خلال فترة الحمل وغيرها من الاضرار"، مبينا أن التبغ الموجود في السجائر يحتوي على اكثر من (2500) مادة كيميائية خطيرة يتعرض لها الجنين في مرحلة التكوين الخلقي، فينتظره الكثير من المخاطر والتهديدات مثل التشوهات الخلقية في القلب والرئة والعظام، فكل هذه مخاطر محتملة تنتظر الجنين بسبب ممارسة سلوكيات وعادات التدخين لدى النساء اثناء فترة الحمل".