من غير المنطق عندما يُسأل الشاعر عن مستوى ماقدمه من قصائد شعرية ان يقول في مستوىً عالٍ ووجدت قصائده قبولاً ونجاحاً او العكس، في حال المتلقي قارىء او مستمع او مستمع ومشاهد معاً، فيجبُ عليه ألا يُجيب بأفضلية ورضا عما قدم أو بعدم الرضا، يُترك كل هذا التقييم وتحديد مستواه للمستقبل، والأيام تمضي بِحقبِها الزمنية وهي الكفيلة والحَكم المُنصف، وتضع له النقاط على الحروف دون مجاملة ونتائج مُحرفة، وما عليه سوى ان يفعل ما يراهُ يلامس ذائقة العدد الأكبر من شرائح المجتمع الراقي والمُفكر في تحديد حقائق الأمور، فكم من الشعراء يعيشون في واقع مزيّف وهم من صنعوه لأنفسهم متجاهلين جماهير الشعر الذواقة التي تمتلك حسا ادبيا عاليا قادرا على تمييز الشعر الجيد من غير الجيد، اضافة إلى فئة من المتلقين تعمقت في القراءات النقدية، مُستقطبةً فن النقد عندما اجتاحت موجة المسابقات الشعرية نوافذ وابواب غالبية منازل المجتمع الشعبي الخليجي وكذلك الجوار العربي.
لذلك ومن اجل المحافظة على حجم لغة الشعر وتطويرها، فعلى الشعراء خوض التجربة الثقافية، هم ينظرون للساحة الأدبية كمثل الحديقة العامة المُعتنى بِها، وعندها من المؤكد ان تتصدر الكلمة الراقية غيرها وتصبح مفيدة ومثمرة.
ختاما وجب التنويه الى أن تزايد وتسارع كثافة اعداد الشعراء إعلامياً دون ادراك المسؤولية قد يقلل أهميتهم وافتقاد اصالة الكلمة وجودتها، وبذلك تتسع عشوائية الطرح وترتفع بالشعر نبرة التسلية والترفيه.
همسة
تدري وش اللي بالزمن يعتبر درس
درسٍ ما غيره في جميع المدارس
لا من غرست وما طلع للوفاء غرس
في من تحسبه للمواجيب فارس