عندما نستنشق عبق رياضتنا الأصيلة في الماضي فاننا نقف أمام كوكبة من كبار اللاعبين الذين قالوا كلمتهم في ملاعبنا وصنعوا لهم أسماء وإن كان هذا الجيل من الجماهير لا يتذكرهم إلا ان اسما كسعود الفصمة لا يمكن تجاهله من خلال العطاء الكبير الذي قدمه في جيل اللا احتراف الذي شهد الكثير من ولادة النجوم ممن قالوا كلمتهم، ومن بينهم ضيفنا هذا الاسبوع الذي صال وجال بذكرياته عبر (الميدان)، وكشف لنا العديد من الذكريات الجميلة التي نترككم معها: تحدث الفصمة عن بداياته، وقال : بدايتي كانت من خلال اللعب مع فرق الحواري رغم وجود عدد قليل من هذه الفرق خلال فترة البدايات وكان عمري حينها 14 سنة، وأذكر والدي - رحمه الله - كان يشجعني على مواصلة الدراسة بكل نجاح، وبالفعل كنت حريصا على تنفيذ رغبة الوالد في النجاح الدائم.
أما عن بروزي بشكل لافت للنظر فكان اثناء دراستي في المرحلة الابتدائية بمدرسة الدمام الأولى وكان يشرف على تدريبنا في هذه المدرسة النموذجية خليفة الرميح وهو ايضا أحد اللاعبين البارزين في فريق كرة القدم بنادي الاتفاق وهو كذلك قدوتنا في ملاعب كرة القدم نظرا للشهرة الكبيرة التي كان يتمتع بها.
وأذكر ان مدرستنا كانت محتكرة لبطولات المدارس على مستوى المنطقة الشرقية لوجود كوكبة من النجوم الواعدين مثل شقيقي الاكبر ابراهيم - رحمة الله - ومحمد الكيال، وخالد النفيعي وغيرهم من اللاعبين الذين اصبحوا بعد ذلك من نجوم الكرة بنادي الاتفاق والنهضة. وعن بداياتي الحقيقية كلاعب معروف فقد كان ذلك بعد انضمامي لنادي الشعب الذي كان مقره (فريج العمامرة) أما سبب انضمامي الى نادي الشعب وعدم انضمامي الى نادي الاتفاق رغم وجود شقيقي الاكبر ابراهيم كنجم كبير في فريق الاتفاق يرجع لوجود عدد كبير من الاصدقاء المقربين في نادي الشعب الذين كان لهم الدور الكبير في تسجيلي وكان عمري 17 سنة. في أوائل الثمانينيات تم دمج الشعب والنهضة تحت مسمى (نهضة الشعب) بعد هذا الدمج وبتشجيع من الاستاذ خليفة الرميح وأخي ابراهيم انتقلت الى نادي الاتفاق الذي بدأت معه مرحلة النجومية كمهاجم هداف الى جوار شقيقي ابراهيم وشقيقي الاصغر محمد، حيث شكلنا ثلاثيا خطيرا في الهجوم الاتفاقي خاصة بعد تألقي في المباراة الاولى أمام شعلة الخبر وفوزنا بهدف واحد كان من نصيبي. وكان يشرف على تدريبي اللاعب والمدرب البحريني أحمد الذي كان يتولى مهمة تدريب فريق الشباب، وأوصى المدرب التونسي للفريق الاول رضا السايح بالاهتمام بموهبتي كلاعب واعد.
أما بخصوص لقب الفصمة فقد تم إطلاقه وراثيا وكان أول من أطلق هذا اللقب اللاعب السوداني الكبير محمد زايد على أخي ابراهيم لتتوارثه العائلة بعد ذلك، ويعني لقب الفصمة (نواة التمر) صغيرة الحجم، حيث كان صغير الجسم عند بداياته لعب كرة القدم، لذلك أطلق عليه محمد زايد لقب الفصمة وتوارثناه كلاعبين بعد ذلك. ويعتبر الانضمام الى المنتخب من الامنيات التي تشرفت بها، وكان ذلك استعدادا لدورة الخليج الاولى بالبحرين عام 1970، حيث لعبنا عدة مباريات تجريبية لمنافسات هذه الدورة العزيزة على قلوبنا جميعا، إلا ان الاصابة التي تعرضت لها قبل بداية هذه البطولة حرمتني من المشاركة مع زملائي في هذا التجمع الخليجي الكبير.
كما شاركت مع منتخب المنطقة الشرقية، وأذكر ان آخر مباراة لعبتها أمام منتخب المنطقة الغربية على ملعب يعقوب بالخبر وفزنا 5-2. التنافس بين الاتفاق والنهضة سيظل قائما للابد نظرا للتنافس التقليدي بين الناديين والجماهير الكبيرة التي يتمتعان بها في أرجاء المنطقة الشرقية. وأذكر ان مباريات النهضة والاتفاق كانت لها هيبتها وأهميتها لدينا كلاعبين ولدى الجماهير في الناديين والاندية الأخرى في المنطقة.
وأتمنى ان يعود النهضة والاتفاق الى مصاف دوري عبداللطيف جميل للمحترفين مجددا، حيث تعود لكرة الشرقية إثارتها وبهجتها لدى جميع المتابعين. وأضاف سعود الفصمة أنه من الذكريات الجميلة والعزيزة على قلبه الفوز ببطولة كأس الملك عام 1388هـ أمام فريق الهلال بالرياض وعلى ملعب الصائغ بحضور المغفور له - بإذن الله - الملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله - حيث فزنا 4-2 وكان نصيبي من هذه الاهداف الاربعة هدفين، وأخي محمد هدفا، وسالم المخيزيم هدفا. ومن المواقف الطريفة في هذه البطولة اننا لم نتمكن من الحصول على حجز في الطائرة الى الرياض قبل المباراة بيوم واحد ما اضطرنا للسفر بطائرة البريد المخصصة لحمل الرسائل، لذلك اعتبرنا هذه (الطائرة البريدية) من ذكريات البطولة التي لا يمكن نسيانها. وعن مكافأة بطولة كأس الملك عام 88هـ أشار الفصمة الى انه لم يستلم المكافأة بسبب عزم الادارة شراء أرض باسم النادي، فطلبوا منهم التنازل عن مكافأة الفوز لشراء هذه الارض التي لم نر لها وجودا فراحت المكافأة ومعها الأرض.
وأشار الفصمة الى ان علاقته بنادي الاتفاق لم تنقطع منذ اعتزاله حتى الآن، وأشار الى ان علاقتهم كأسرة اتفاقية رائعة خاصة اننا لاعبون مميزون في الاتفاق. وانتقلت الى الرياض مع نادي الاهلي وكان رئيسه محمد الصائغ بعد معارضة من الوالد - يرحمه الله - قد استلم شيئا ولعبت معهم ثلاث سنوات ورحلت لظروف عائلية. ومن اللاعبين الذين تأثرت بهم حسن سعد الدوسري خال عبدالعزيز الدوسري رئيس الاتفاق السابق ومحمد زايد السوداني ومحمود فقيهي وخليفة الحبيب وسلطان بو مجيد.
الضيف الأول وقوفا من اليسار
