خسرت "شركة إدارة استثمارات الهادي" (بيمكو) لقبها كمدير لصندوق سندات الأسواق الصاعدة الأضخم في العالم، مضروبة بالرهانات سيئة التوقيت التي غذت هروب المستثمرين.
والأصول التي يديرها صندوق بيمكو للسندات المحلية الصاعدة هبط بنسبة 62 بالمائة من قمته في أبريل 2013 إلى 6 بليون دولار في نهاية أكتوبر. وقد كان أصغر حوالي 150 مليون دولار من صندوق إيرلندا للشركات الذي يديره "شركاء استثمار ستون هاربر ل ب ".
وبينما صناديق قليلة للأسواق الصاعدة قد هربت من الخسائر كأسعار للسلع التي هبطت والدولار القوي حطم عملات الدول النامية، ولا أحد خسر مالاً بقدر ما خسرت بيمكو. وبعد جذب أصول أكثر من أي من منافسيها في أعقاب الأزمة المالية عام 2008، تركت استثمارات بيمكو الضخمة في أماكن مثل البرازيل تقطر أساس معيارها وهزت صراعات السلطة في بيمكو ثقة المستثمرين إلى أبعد مدى حيث ترك بيل جروس الرئيس التنفيذي السابق للموظفين ومحمد العريان الشركة.
يقول فيليب شميت محلل البحث الرفيع في الشركة الاستشارية "فيروس"للاستثمارات في سياتل:" بالتأكيد تم تحدي الأداء في بيمكو في السنوات القليلة الأخيرة. فالناس يصوتون بأقدامهم!" وأضاف أن صناديق الأسواق الصاعدة بمجملها قد عانت من تقوية الدولار. يميل أنجس كرين المتحدث باسم "بيمكو" للتعليق على هبوط الأصول. الصندوق أثناء الأداء
خسر صندوق بيمكو للسندات المحلية الذي يديره "مايكل جوميز"، من نيو بورت بيتش، كاليفورنيا، 25 بالمائة في ثلاث سنوات خلال 16 نوفمبر على أساس عودة إجمالية، بالمقارنة مع هبوط 22 بالمائة في معدل الأساس لـِ "ج ب مورجان تشيز وشركاه" لسندات الأسواق الصاعدة. والصندوق الذي يستثمر في سندات العملة المحلية في الدول النامية يتلكأ بنسبة 69 بالمائة مما عند أنداده وفق تعقب بلومبيرج. وكذلك "صندوق ستون هاربر لدين العملة للأسواق الصاعدة" تحت الأداء يفقد 27 بالمائة في ثلاث سنوات. لكنه حمل للمستثمرين ما هو أفضل وفقاً لبابلو سيسيلينو الذي يساعد بتنبؤ الصندوق، يفقد 40 بالمائة من الأصول منذ مايو 2013 حتى 6,2 بليون دولار. وقد كان الصندوق بمقدار 6,7 بليون أصغر من بيمكو. يقول سيسيلينو :" لقد كان قاسياً للجميع في الصناعة". "ستون هاربر" التي أسسها بيتر ويلبي وفريقه السابق لسيتي جروب مانجمنت في عام 2006، تخصصت بالأسواق الصاعدة وسندات ذات معدل فائدة مرتفع.
إن مقياس "ج ب مورجان" لسندات العملة المحلية للأسواق الصاعدة ارتفعت بنسبة 0,2 بالمائة، يوم الثلاثاء، مخفضة خسارتها هذه السنة إلى 12,5 بالمائة.
ويلات السوق إن الارتفاع والانخفاض لصندوق بيمكو يعكس أيضاً الانتعاش والإفلاس الواسع للأسواق الصاعدة خلال السنوات الست الأخيرة. إن الأصول في صندوق بيمكو للعملة المحلية اندفعت إلى 15,6 بليون دولار في أبريل 2013، من 778 مليون دولار في يوليو 2009، الفترة التي قادت الدول النامية النمو العالمي في حين هبطت أوروبا إلى الصفر. عندما يشير الاحتياطي الفيدرالي لخطط بسحب الاستجابة المالية في مايو 2013، تلامس اندفاعاً خارجاً من صناديق البلدان النامية.
يقول "كارين أندرسون" ، محلل في "مورنينج ستار أي إن سي": " إن الخسائر، على الأرجح، تقرن بين أداء الصندوق وعصبية الناس تجاه الأسواق الصاعدة".
وقد خفضت "فولتون فايننشيال أدفايزرز" أرصدتها في "صندوق سندات بيمكو للأسواق الصاعدة" بأكثر من 90 بالمائة في 12 شهراً حتى سبتمبر، محولة بعض أموالها إلى صندوق آخر في بيمكو متخصص بسندات الرهن والشركات.
"فرصة سيئة"
يقول "كيث أليردي" المسؤول الرئيس للاستثمار في فولتون في تصريح على الهاتف من لانكستر، بينسلفانيا: هناك ضربة مزدوجة في دين الأسواق الصاعدة. فأنت لديك أسواق صاعدة وشركات فيهم قد استدانوا بطريقة كثيرة جدا وأسعار السلع قد انخفضت، وبالتالي صار لدينا دولار قوي، وإذن فالفرصة سيئة جداً الآن".
فإذا أضفنا ويلات بيمكو، فإن مفاجأة استقالة العريان في يناير 2014 كشفت أن الصراع على السلطة وصل ذروته بإقصاء جروس بعد ذلك بثمانية أشهر. وقد انخفضت الأصول بيمكو الإجمالية تحت الإدارة إلى 1,5 تريليون دولار في سبتمبر من 2 تريليون دولار في عام 2013. وخسر صندوق عائدات بيمكو الإجمالي أيضاً تاجه كأضخم صندوق سندات في العالم إلى صندوق تبادل تجاري في "مجموعة فانجارد"، وهبط إلى 93,7 بليون دولار في أكتوبر، أقل من ثلث قمته في أبريل 2013 ومع شعور المستثمرين الخارجيين، صار صناديق بيمكو للأسواق الصاعدة يعتمد على الشركة نفسها للقبض على الأصول. وتظهر التسجيلات أن حوالي ثلثي صندوق السندات المحلي كانت تملكه عربات استثمار بيمكو الأخرى من يونيو، بما فيها 2,8 بليون دولار في صندوق أصول بيمكو الكلي، الذي يستثمر في منتجات الشركة.
رهانات البرازيل
إن خروج المستثمرين من صناديق بيمكو للأسواق الصاعدة قد تأسس على نحو واسع. وقد راقب جوميز الأصول في الـ 11 صندوقا، فوجد أنها تقلصت إلى 20 بليون دولار، من أكثر من 50 بليون دولار عندما كانت في القمة في أبريل 2013، وهذا تبينه معلومات بلومبيرج المُعَالجة. وقد خسر الصندوق الذي يستثمر في سندات يسيطر عليها الدولار في الأسواق الصاعدة ثلاثة أرباع من أصوله إلى حوالي 2 بليون دولار في ثلاث سنوات، بينما صندوق سندات الشركات انهار إلى 222 مليون دولار، من قمة كانت 1,6 بليون دولار.
لقد كانت الاستثمارات الكبرى في البرازيل في قلب رحلة دفة سفينة صناديق بيمكو. وقاد رهان مضاربي 2002 محمد العريان ليساعد الاقتصاد الأضخم في أمريكا اللاتينية في تحسين سمعة أسواق بيمكو الصاعدة التي تميل للاحتراق. وفي هذا العام، فقدت سندات البرازيل 28 بالمائة بالدولار كفضيحة فساد شلّت حكومة الرئيس ديلما روسيف وأعاقت جهوده للجم الدين والعجز الجامحين
وأمسك صندوق بيمكو المحلي 14,6 بالمائة من أصوله في السندات البرازيلية في يونيو، لما تُقاس بالاستمرار، قبل تخفيضها إلى 13,9 بالمائة في الربع الثالث وفقاً لموقع الشركة على الشبكة. وذلك بالمقارنة مع 10بالمئة من وزن البرازيل في معيار أساس الأسواق الصاعدة لـِ "جي بي مورجان".
وفي ملاحظة نُشرت في موقع بيمكو الشهر الماضي، أعلم جوميز وزميله لوبين رحمن أن الأصول البرازيلية ستبقى "متطايرة بشكل عالٍ وعرضةً لتجاوزات في كلا الاتجاهين" بسبب المخاطر السياسية.
ويقال أيضاً أنهم "حذرون بشكل دوري" تجاه الأسواق الصاعدة، بينما يتم الحفاظ على "البودرة جافة" والانتظار لفرص مستقبلية.