ناقش خبراء خليجيون ودوليون أحدث التقنيات في مجال الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية واستعمالاتها في مختلف القطاعات، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للجيومعلوماتية وعلوم الأرض الذي تنظمه جامعة الخليج العربي، فيما يسعى المؤتمر -الذي يحتفل كذلك بسنة 2015 سنة عالمية للتربة- لتأسيس قاعدة علمية للمتخصصين والباحثين والأكاديميين والطلبة في هذا المجال.
وأكد الدكتور خالد العوهلي رئيس جامعة الخليج العربي أن مؤتمر الجيومعلوماتية الذي تنظمه الجامعة في دورته الرابعة، يأتي تزامناً مع احتفال الجامعة بمرور 35 سنة على تأسيسها، استجابة لرؤية قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين سعوا حين تبنوا فكرة تأسيس جامعة الخليج العربي، لأن تكون الجامعة وجهة لأبناء دول الخليج للدراسة والتدريس والعمل في فضاء رحب، بروح واحدة تمثل أنموذجاً للاتحاد الخليجي، مشيراً إلى أن المؤتمر يمثل استضافة للعلوم الواعدة والنادرة لتعزيز التنمية ولخدمة دول الخليج العربية، ومباشرة القضايا الاستراتيجية والتحديات الخليجية بالدراسة والبحث لإيجاد الحلول ولاقتناص الفرص الوطنية والإقليمية والدولية.
وأضاف: "إن دول الخليج قطعت شوطاً طويلاً وتطوراً غير مسبوق في مجال التنمية والاستدامة، ولكن هناك العديد من التحديات التي تواجه الحكومات الخليجية في استمرارية الاستدامة ومنها زيادة التعداد السكاني، حيث إن عدد سكان الخليج كان 9.5 مليون في عام 1970، ليصل في العام الجاري إلى 45 مليون نسمة، ويتوقع أن يصل إلى 60 مليونا في عام 2050، بالإضافة إلى التحديات الصحية بظهور أمراض جديدة والتصحر والتملح والتغير المناخي وانجراف التربة ونقص المياه والطاقة، وبالتالي فإن كل هذه القضايا بحاجة إلى حلول من خلال الخبراء والمختصين، وهذا المؤتمر يأتي لتقديم العديد من الحلول لعدد من هذه المشاكل والتحديات".
وتابع: "إن المؤتمر الذي تقيمه الجامعة بالتعاون مع المنظمة العربية للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية يضم خبراء متخصصين في هذا الجانب من البحرين ودول أوروبية وأمريكية، ضمن أنشطة كرسي صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد".
من جهته، قدم البروفيسور محمد الدهماني فتح الله عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي خلال الافتتاح لمحة حول أنشطة كلية الدراسات العليا احتفالاً بمرور 35 عاماً على تأسيس الجامعة، مشيراً إلى أن الكلية دشنت سلسلة من المنتديات العلمية، في اطار احتفالاتها بمناسبة مرور 35 على تأسيس جامعة الخليج العربي، بمشاركة نخبة من العلماء في دول الخليج، والمنطقة العربية والعالم.
مبيناً أن هذه المنتديات نجحت في استقطاب عشرات الأكاديميين والباحثين والمتخصصين في المجالات التربوية، والتقنية، والطبية الذين تناولوا خلال مشاركتهم في أكثر من 11 منتدى علميا العديد من القضايا العلمية العصرية التي تشكل بوابة لمدخلات التنمية في مجتمع الخليج العربي.
من ناحيته، لفت الدكتور علي البطاي رئيس المؤتمر أستاذ الاستشعار عن بعد والجيومعلوماتية في جامعة الخليج العربي إلى أن المؤتمر يضم 40 ورقة علمية منها خمس بحرينية، لـ16 متحدثاً من الخليج وأستراليا وأمريكا وكندا. موضحاً أن المؤتمر سيقوم بتنظيم جلسات خاصة للأوراق المقدمة باللغة العربية للباحثين الشباب من العالم العربي والطلبة منهم خاصة، لتشجيعهم على التفاعل والبحث العلمي، مشيراً إلى أن المؤتمر سيمنح جائزة خاصة لأفضل ورقة علمية عن فئة الطلبة، وأفضل ورقة علمية عن فئة الباحثين المحترفين، منوهاً إلى أن المؤتمر خلال أيامه سيشهد مشاركة نخبة واسعة من الأكاديميين والباحثين والقيادات في هذا المجال من الولايات المتحدة الأمريكية، والعراق، والسودان، والمغرب، والمملكة العربية السعودية، واستراليا، والجزائر، والأردن، ولبنان.
وكان اليوم الافتتاحي للمؤتمر قد شهد تكريم الرئيس للمتحدثين الرئيسيين، ثم عرضت أوراق علمية افتتاحية قدمها نخبة من الأكاديميين والباحثين في مجال الجيومعلوماتية وعلوم الأرض وهم: البروفيسور ديريك بيديل، أستاذ الجغرافيا ومدير مركز الاستشعار الفضائي عن بعد في جامعة ليث - بريدج في كندا الذي قدم ورقة بعنوان (تقييم أضرار الحشرات على الغابات باستخدام الاستشعار عن بعد الفضائي والجوي.. طرق جديدة في التحليل)، والبروفيسور مزلان هاشم مدير معهد العلوم والتكنولوجيا الجيومكانية في جامعة التكنولوجيا الماليزية، ورئيس منتدى نظم المعلومات الجغرافية في ماليزيا الذي قدم ورقة بعنوان (رصد الغطاء النباتي باستخدام الاستشعار الفضائي عن بعد كمؤشر لتأثيرات تغيرات المناخ في القطب الجنوبي)، والدكتور عبدالله الشنقيطي عضو المركز الدولي للزراعة الملحية في الإمارات الذي قدم ورقة حول (الوضع الراهن والنظرة المستقبلية عن وضعية التربة في دول مجلس التعاون الخليجي)، وقدم الدكتور برشانث ماريو ورقة بعنوان (لمحة عن التطورات في استخدام الطرق الإحصائية لرصد التغيرات في مرئيات الاستشعار عن بعد).