منذ أن وحد الملك عبدالعزيز رحمه الله الجزيرة العربية ومساجد الطرق الواقعة في محطات الوقود على طرق السفر تئن وتعانى الإهمال وعدم المسئولية منذ سنوات طويلة وتشتكي والمواطنون والمسافرون أيضا يشتكون سوء تنفيذ المساجد وانعدام النظافة وسوء دورات المياه.. عندما تسافر الى اى وجهة برا داخل المملكة تجد الاستراحات ومحطات الوقود فاخرة بمطاعمها وبقالاتها وخدماتها المتعددة وإنارتها تشاهدها من بعد وكأنك مقبل على قاعة مؤتمرات او أفراح كل شيء جميل فيها إلا المساجد بيوت الله ودورات المياه أسوأ شيء وكأن أصحابها يتعمدون إيذاء المسافرين لان هذا المشروع لا يدر عليهم أموالا. أكثر من ثمانين عاما والمسافرون يشتكون والصحافة تكتب والإذاعة تعلن والتلفزيون يعرض المسلسلات والمقاطع التي تتحدث عن تلك المشكلة وللأسف وزارة الحج والأوقاف المسمى السابق قبل الفصل تقول ان ترميمها ومتابعتها مسئولية وزارة النقل والمواصلات لأنها لا تقع داخل التخطيط العمراني ووزارة النقل تقول إنها مسئولية وزارة الشئون البلدية والقروية وآخر يرميها على وزارة التخطيط والكل يرمى على الآخر حتى وصلت بأن شركة ارامكو السعودية المتخصصة بالبترول والبعيدة عن هذا المجال أن تقوم بمسئوليتها تجاه الوطن ومسئولية اجتماعية وتشرف عليها بالكامل كما فعلت فى إستاد الجوهرة إستاد الملك عبدالله بجدة.
مهما طال الليل لا بد أن ينجلي الصباح ولو بعد حين وهذا ما حصل بعد أن قيض الله لها رجلا بعيدا عن هذا التخصص وأخذته الغيرة وحب الخير وتعلق قلبه بمخافة الله هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعاقين ابن سلمان الملك الإنسان مستفيداً من مشاريع السياحة عندما وقع اتفاقية مؤخرا مع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بأنه لا يسمح بملكية الأفراد لاستراحات الطرق إنما تملكها شركات معتمدة لها خبراتها في مجال استراحات الطرق وان هناك فريقا متكاملا للعمل على تنفيذ المهمة بأن يكون المسجد في أعلى درجات التميز وأجملها وأفضلها من خلال إطلاق البرامج التي تساعد المواطنين على الإبلاغ عن الملاحظات التي يواجهونها في المساجد على الطرق.
سمو الأمير حفظك الله أبناؤكم يريدون عرض تلك الاتفاقية بتفاصيلها وسرعة التنفيذ.. الأمور لا تحتمل التأخير فأصحاب تلك المحطات يكسبون الملايين ويبخلون على بيوت الله والعناية بها الا من رحمه الله فأنت صاحب اياد بيضاء يشهد لك أبناؤك المعاقون في الجمعية التي ترأسها وتشرف عليها.
إن تلك المحطات روادها ليس المسافرين المواطنين والمقيمين فقط بل الحجاج والمعتمرون الذين يأتون من كل دول العالم طوال أيام السنة.
إنها بشائر خير ينتظرها المسافرون عانى ومات الكثير منهم ولم يشاهد شيئا، ولعل من أعطاه الله العمر المديد أن يشاهد بيوت الله في تلك المحطات والاستراحات ويرتاح في اداء الصلاة والعبادة وذكر الله وهي في أحسن حال بعدها ستتنفس مساجد الطرق الصعداء.