أبقت بكين على التحذير "البرتقالي" من التلوث وهو ثاني أعلى المستويات، أمس، فأغلقت طرقا سريعة وعلقت أو أوقفت أعمال بناء ونصحت سكانها بعدم الخروج فيما تنطلق في باريس محادثات بشأن تغير المناخ.
وقالت وزارة الحماية البيئية أمس الأول إن التلوث الخانق كان بسبب طقس "سيئ". وتزداد الانبعاثات فوق شمال الصين أثناء الشتاء مع تشغيل أنظمة التدفئة في المدن علاوة على أن بطء حركة الرياح يعني أن الهواء الملوث لا ينقشع.
وهذه هي المرة الأولى هذا العام التي ترفع فيها السلطات الصينية التحذير إلى المستوى "البرتقالي" وهو الثاني بعد الأحمر شديد الخطورة مما يعني أن الضباب الدخاني الكثيف متوقع لمدة ثلاثة أيام.
ويسلط الهواء الخطير الضوء على التحدي الذي يواجه الحكومة فيما تسعى لمحاربة التلوث الذي يسببه حرق الفحم لتوليد الكهرباء كما يثير تساؤلات بشأن قدرتها على جعل الاقتصاد الصيني صديقا للبيئة بينما تنطلق محادثات المناخ في باريس هذا الأسبوع.
وبالنسبة لسكان بكين البالغ عددهم 22.5 مليون شخص فإن الهواء الملوث يجعل التنفس صعبا.
وارتفع مؤشر جودة الهواء في بعض أنحاء بكين أمس الاثنين إلى 500 وهي أعلى قراءة ممكنة له. وعند المستويات الأعلى من 300 ينصح السكان بعدم الخروج وفقا لإرشادات الحكومة.
وقال مكتب الحماية البيئية في بكين أمس الأول إنه طلب من المصانع الحد من إنتاجها أو تعليقه كما أوقف أعماء البناء في العاصمة.
وذكرت الوزارة أن عدد المدن المتضررة من التلوث الشديد وصل إلى 32 مدينة على مساحة 530 ألف كيلومتر لكن موجة باردة تبدأ يوم الأربعاء قد تؤدي إلى تحسن الوضع.
بدورها، ذكرت دراسة أمريكية أن تلوث الهواء في الصين يتسبب في وفاة أكثر من 1.6 مليون شخص سنويا، ما يعادل 4400 في اليوم الواحد.
وأكد الباحث ريتشارد مولر، الباحث بجامعة كاليفورنيا –بيركلي المشارك في الدراسة مع زميله روبرت رود، أن التعرض للهواء الملوث في الصين لساعة واحدة من شأنه أن يقلل العمر الافتراضي للإنسان نحو 20 دقيقة.
وبحسب الدراسة، التي أشرفت عليها منظمة بيركلي إيرث المعنية بتحليل بيانات المناخ حول العالم، فإن تلوث الهواء مسؤول بصورة أو بأخرى عن سُدس الوفيات في البلاد.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات البرنامج الوطني لمراقبة جودة الهواء في الصين، إلى جانب بيانات من مصدرين مستقلين، حيث جرى تحليل بيانات تخص أكثر من 1500 موقع في الصين وتايوان وكوريا الجنوبية.
ووفقا للدراسة، المنشورة في دورية "بلس وان"، فإن 92 بالمائة من الصينيين تعرضوا لهواء ملوث لأكثر من 120 ساعة خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.