منذ تلك الإطلالة لفريق القادسية وسط أندية دوري جميل السعودي للمحترفين هذا الموسم، وتحديدا في الظهور الأول للفريق من خلال مواجهة الفيصلي في الجولة الأولى، والتي انتهت لصالح بني قادس بهدف دون مقابل، كان قطار الانتصارات قد توقف تماما ليبدأ الفريق رحلة تذبذب في المستويات، وكذلك التفريط النقطي حتى بات الفريق يعيش وضعا خطيرا في ظل وجوده في الترتيب الثاني عشر وبفارق نقطة يتيمة عن صاحب المركز الأخير لدوري الدرجة الأولى.
إدارة النادي أقالت مدرب الفريق السابق التونسي جميل قاسم عقب الجولة الخامسة، وأسندت المهمة للبرازيلي الجديد إلكسندر جالو، والذي لم يجلب مع الفريق سوى نقطتين من أصل اثنتي عشرة نقطة، وكأن ذلك التغيير لم يُضف شيئا للفريق حتى باتت أغلب جماهير النادي تخشى أن يعود الفريق مجددا لدوري الدرجة الأولى دوري (المظاليم)، وهو المكان الذي لا يُناسب مكانة وتاريخ القادسية الكبير.
(الميدان) استطلع آراء بعض القدساويين حول ما يحدث للفريق خلال الفترة الحالية، وماذا يحتاج بنو قادس خلال الفترة القادمة لتثبيت أقدامهم ضمن أندية الكبار قبل أن يقع الفأس في الرأس، واستطلع آراء بعض المقربين من البيت القدساوي حول ماهية الآلية أو العمل التي من الممكن أن تُعيد للفريق توازنه وجمالية حضوره الذي بدأ به الموسم.
«نتائج عكسية»
عضو شرف النادي (هاني الحوطي) أوضح أن الفريق تأثر كثيرا عقب إبعاد المدرب التونسي جميل قاسم، خصوصا أن الأخير عاش مع الفريق ظروف دوري الدرجة الأولى واستطاع أن يصعد به لدوري عبداللطيف جميل السعودي للمحترفين، إضافة لكونه عاش معهم فترة المعسكر الإعدادي للموسم الجديد، وكان قريبا من اللاعبين إضافة لكون الفريق يحتاج فترة أطول للتأقلم على أجواء الدوري، وهذا بالتأكيد يحتاج لوجود المدرب مع الفريق لفترة أطول.
وأضاف الحوطي: الأجانب لم يكونوا على قدر تطلعات جماهير القادسية وأبناء الخبر، منوها بضرورة أن يكون اللاعب الأجنبي إضافة قوية للفريق، وهذا يحتاج لخبراء ومتخصصين في جلب هؤلاء المحترفين، مؤكدا أن جهود إدارة النادي والقائمين على الفريق واضحة ويشكرون عليها، إلا أن عشاق القادسية لا يقبلون إلا بلغة الانتصارات ومراكز المقدمة، منوها إلى ضرورة البحث بصورة جدية عن مكامن الخلل من خلال عقد اجتماع بين اللاعبين والإدارة وشرح العمل الذي تم خلال الفترة الماضية، وتوضيح كل الأخطاء التي وقع فيها الفريق كون الفريق أمامه فرصة كبيرة بإذن الله للعودة للمسار الصحيح، فنحن لا نزال في الدور الأول من المسابقة.
«مرحلة طبيعية»
رئيس مجلس جمهور القادسية السابق (بدر الرجيب) أوضح أن المرحلة التي يمر فيها الفريق حاليا هي مرحلة طبيعية، وتحدث لأي فريق بالدوري، وهناك أمثلة على ذلك لكن من أجل علاج هذه المشكلة التي تُحيط بالفريق وإعادته للمنافسة يجب أن يكون هناك دراسة عاجلة لمعرفة جوانب القصور ومحاولة معالجتها، وذلك بالتشاور مع المدرب الكسندر جالو كون الدوري لا يزال طويل والفريق خاض تسعة لقاءات من أصل ستة وعشرين لقاء، مطالبا بضرورة عقد لقاء يجمع إدارة النادي باللاعبين القدامى بالفريق، وذلك من باب الدعم النفسي والتحفيزي حتى يعرف نجوم اليوم القيمة الذهبية لنجوم الأمس، والذين حققوا الأمجاد والذهب ومحاولة إعادة تلك الصورة الجميلة خلال السنوات القادمة، مُضيفا: إن التحكيم ساهم بصورة كبيرة في عرقلة مسيرة الفريق، وهذا يحتاج أيضا لوقفة جادة وصارمة من إدارة النادي سواء إصدار بيان أو تقديم وجهة نظر حتى لا يتعرض الفريق لنزيف نقطي جديد خلال الفترة القادمة.
«العقم الهجومي»
مدير الاحتراف السابق في النادي محمد الضلعان أكد أن الجميع يجب أن يقفوا مع القادسية، خصوصا أن الفريق يمر بظروف صعبة تحتاج تكاتف الجميع حتى لا يهبط الفريق لدوري الدرجة الأولى مجددا، منوها بضرورة إيجاد حل للعقم الهجومي الذي يعيشه الفريق خصوصا في ظل تسجيل سبعة أهداف فقط من خلال تسع مواجهات خاضها الفريق، والغريب أن 3 أهداف سُجلت عن طريق المهاجمين متعب النجراني ومازن ابوشرارة وهما لا يشاركان كثيرا ضمن التشكيلة الأسياسية، مما يضع أكثر من علامة استفهام حيال ذلك، مؤكدا في الوقت نفسه أن الفريق ينقصه مهاجم يُنهي الهجمة في الشباك، وهذا الأمر يجب أن يُحل سريعا حتى لا يفقد الفريق الكثير من النقاط، مطالبا بضرورة استقطاب محترفين أجانب على مستوى عال خلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة واستبدالهما بأسماء أجنبية أخرى قد تضيف للفريق الكثير وتُعيده للمنافسة مجددا، مشددا على ضرورة بقاء المدرب كون تغييره لن يُجدي نفعا، فما يحتاجه الفريق هو مجرد إحضار هداف قناص يُجير الهجمات إلى أهداف.
«الاختيارات الخاطئة»
النجم الدولي وقائد الفريق السابق أحمد البيشي أفاد بأن المشوار لا يزال طويلا حتى نهاية الموسم، والفريق يملك عناصر فنية مميزة، لكنها للأسف جديدة على مسابقة كبيرة بحجم دوري عبداللطيف السعودي للمحترفين، مؤكدا أن مشكلة الفريق بدأت مع الخيارات الخاطئة للأسماء الأجنبية للأسف، وهذا الأمر يتحمله المدير الفني للفريق والذي قام باختيار هذه الأسماء التي لم يستفد منها الفريق خلال الجولات الماضية، ويجب أن يُعالج هذا الأمر خلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة، وذلك بجلب أسماء أجنبية على مستوى عال مثل صانع اللعب، وكذلك رأس الحربة؛ كون الفريق لا يملك صانع لعب مميزا من الممكن أن يصنع الفارق خلف المهاجمين، مضيفا: إنه متفائل ببقاء القادسية في دوري الأضواء لكن يجب أن يتكاتف الجميع من أجل ذلك، مطالبا في الوقت ذاته بأن يستفيد الفريق من المباريات التي تُقام على أرضه كون نتائجها الايجابية سوف تخدمه كثيرا خلال الجولات القادمة.
«النقد يفاقم المشكلة»
المدرب الوطني حمد الدوسري أشار إلى أن معظم لاعبي الفريق من فئة الشباب وهم أصحاب إمكانيات فنية عالية، وهذا الأمر لا يخفى على الجميع، بدليل الإشادات المتواصلة التي انهالت على لاعبي الفريق خلال الجولات الماضية، لكن المشكلة التي أفقدت الفريق العديد من النقاط هي كيفية إنهاء الهجمة وسط الشباك، وشاهدنا ذلك في مناسبات عديدة، لكن نأمل كمحبين للقادسية أن يكون هناك وقفة حقيقية وجادة خلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة، ليتم جلب لاعب هداف يستطيع أن يعالج هذه المشكلة للفريق، مضيفا: إن الفريق يحتاج التفاتة من الجميع سواء إدارة أو جهازا فنيا ولاعبين وكذلك أعضاء شرف كون علاج المشكلة مبكرا سوف يساهم بشكل كبير في إعادة توازن الفريق، مؤكدا على ضرورة الابتعاد عن نقد الفريق سواء إعلاميا أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؛ كون ذلك سوف يفاقم من المشكلة بدلا من حلها.
«جهود واضحة»
عضو شرف النادي (ماجد الجميح) نوه إلى أن جهود الإدارة واضحة سواء من قبل الرئيس معدي الهاجري أو نائبه عبدالله بادغيش، وهما من المكاسب الحقيقية للنادي خلال الفترة الماضية، ويجب أن يعرف الجميع أن الفريق مر بظروف صعبة طوال الجولات الماضية، حيث إن التحكيم قصم ظهر الفريق في عدد من اللقاءات، وسبق وأن تحدثت الإدارة في أكثر من مناسبة، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي. مضيفا: إن على الإدارة أن تعمل جاهدة لجلب أسماء محترفة خلال فترة الانتقالات القادمة خصوصا أن المحترفين الأجانب للأسف لم يضيفوا للفريق ومستوياتهم عادية بالرغم من المبالغ المادية التي صرفت لجلبهم، ولا تزال الفرصة قائمة خلال فترة الانتقالات الشتوية متى ما أراد الفريق العودة لوضعه الطبيعي، مطالبا بالوقت نفسه بضرورة عقد اجتماع عاجل بين أعضاء الشرف وإدارة النادي لبحث سبل الخروج من هذه الأزمة قبل أن تعصف بالفريق، منوها إلى ضرورة تواجد الجماهير القدساوية خلال الجولات القادمة من أجل دعم الفريق بصورة أكبر من أجل تثبيت أقدامه بين أندية جميل.
الكسندر جالو
جميل قاسم