استضافت أرامكو السعودية مؤخرًا، الاجتماع السابع والثلاثين لفريق الصيانة والإنتاج في اللجنة التنسيقية لشركات النفط الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في سعيها نحو التكامل الخليجي وتبادل الخبرات بين هذه الشركات.
وتبادل المشاركون في الاجتماع خبرات شركاتهم في كيفية حل المشكلات المختلفة أثناء الإنتاج وصيانة المنشآت النفطية، كما جرت نقاشات حول كيفية الوصول إلى الموثوقية والتميّز التشغيلي.
وبهذه المناسبة قال مدير عام الإنتاج في منطقة السفانية بأرامكو السعودية، ورئيس فريق الصيانة والإنتاج لشركات النفط الوطنية الخليجية، المهندس علي النجيم: «إن هذا اللقاء يعكس التكامل الخليجي في هذه الصناعة المهمة، التي تمثل مصدر الدخل الرئيس لدول الخليج».
وأضاف النجيم إن هذه الاجتماعات تهدف إلى تبادل الخبرات بين المشاركين ونقل تجاربهم، والبحث عن حلول للمشكلات المختلفة ومعرفة أفضل الممارسات في مجال الصيانة والإنتاج، مشيرًا إلى أنه وعلى مدار السنوات الماضية، قد تحقق الكثير من هذه الأهداف، ولا يزال الجميع يسعى للبحث عن حلول غير تقليدية لمواجهة المشكلات التي تطرأ خلال الإنتاج والصيانة. كما طوَّر المشاركون الكثير من الأدوات التي مهّدت الطريق نحو تحقيق الموثوقية لشركاتهم.
من جانبه تحدث رئيس اللجنة التنسيقية لشركات النفط الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي، خالد زين العابدين، الذي ألقى الضوء على الجهود التي تبذلها اللجنة من أجل تحقيق تكامل الخبرات بين شركات النفط الوطنية، مشيرًا إلى أن فريق الإنتاج والصيانة يقوم بدور كبير في هذا الأمر خاصة أن الإنتاج هو العصب الرئيسي لكل شركة.
وعقب الجلسة الافتتاحية، كرّم مدير قسم خدمات الصيانة العامة في أرامكو السعودية، نزار الشماسي، رئيس فريق الصيانة والإنتاج لشركات النفط الوطنية، علي النجيم، بمناسبة انتهاء رئاسته الحالية للفريق، كما تم تكريم المشاركين من شركات النفط الوطنية الخليجية.
الموثوقية في أرامكو السعودية
بعد ذلك تحدث المهندس حاتم الحمراني، وهو أحد مهندسي أرامكو السعودية في مصفاة رأس تنورة، عن الموثوقية في أرامكو السعودية، معرّفًا الموثوقية بأنها قدرة العنصر على أداء وظيفته، في ظل الشروط المنصوص عليها، لمدة معينة من الزمن.
وقال الحمراني: «إنه وفق هذا التعريف فإن مجلس الصيانة في أرامكو السعودية قد وضع هدفًا له، وهو أن تجرى الصيانة في أرامكو السعودية وفق معايير عالمية وبأداء مشهود»، مضيفًا إنه من ضمن الأدوات التي ابتكرتها الشركة لتحقيق هذا الهدف، والتي تقع تحت تصنيف العمل الوقائي، هي أداة الاعتمادية والإتاحة والقابلية للصيانة (RAM) وهي أداة لتطوير أداء الأعمال تُستخدم لتحسين الربحية التجارية والأداء المالي. ويتم استخدامها سواء في مجال المشاريع الجديدة أو المرافق القائمة.
وبيّن الحمراني أن من بين الأدوات الأخرى التي ابتكرتها أرامكو السعودية أيضًا أداة تقييم المعدات الحرجة، وهي مقاربة منهجية لتحديد النظام والمعدات الحرجة، وكذلك أداة PMO 2000، وهي منهج علمي لزيادة فاعلية عملية الصيانة الوقائية، ومن أهم فوائد هذه الأداة تعظيم موثوقية الأصول، وتقليل وقت التوقف عن العمل، وتخفيض تكاليف الصيانة، وبالتالي توفير التكاليف.
كما عرض الحمراني إحدى الأدوات التي تستخدمها الشركة لتحقيق الموثوقية، وهي تقنية الأشعة تحت الحمراء الحرارية، التي تُستخدم أساسًا لتفقُّد العيوب داخل المعدات الكهربائية. وفي مجال التطوير المستمر، تعتمد الشركة لوحة الصيانة العامة والتي تقيس مؤشرات الأداء الرئيسة في مجال الصيانة على مستوى الشركة ككل. وفي نهاية عرضه، قال الحمراني: «إن من أهم التحديات التي تواجه أرامكو السعودية في مجال الصيانة هي بناء منصّة موحّدة لأدوات الموثوقية، وإعداد جيل جديد من الفنيين، وبناء تقنيات جديدة للمرافق القديمة».
وقدّم المشاركون في نهاية الاجتماع الشكر لأرامكو السعودية على استضافتها هذا الاجتماع في دورته الحالية، وأكّدوا، من خلال المناقشات التي جرت على مدار يومين، استفادتهم الكاملة من هذه الاجتماعات في تطوير أدوات الموثوقية في الإنتاج والصيانة.
