استلمت هيئة الهلال الأحمر في المملكة مبدئيا "مهجعا" ومهبطا في محافظة الجبيل لطائرات "الإسعاف الجوي"، ويعنى بالصيانة والمبيت والإقلاع متى ما دعت الحاجة لنقل مصابي الحوادث المرورية. ويعد "المهجع" هو الأول الذي يتم استلامه في الشرقية.
وأكد مساعد رئيس الهيئة للشؤون الفنية، الدكتور رشيد العيد لـ"اليوم"، أن لجنة مكونة من مختصين من الهلال الأحمر التقت مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ومسئولي لجنة السلامة المرورية مؤخرا، وتم شرح أبرز العوائق التي تواجه تشغيل خدمة الإسعاف الجوي في الشرقية، والتي تمثلت في عدة عوامل، من أبرزها: عدم وجود مهاجع للطائرات المستخدمة في نقل المصابين، حيث وجه سموه أعضاء اللجنة بتذليل العوائق التي تواجه الخدمة والتنسيق مع الجهات وذات العلاقة لتوفير قاعدة جوية أو مهبط، وبناء على ما تم قامت الهيئة الملكية في محافظة الجبيل بعرض موقع مبدئي في مطار الهيئة الملكية، وتم تشكيل لجنة فنية مختصة بصفه عاجلة بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، للوقوف على الموقع المقترح، والرفع بالتوصيات لمعرفة مدى إمكانية الاستفادة منه وجاهزيته، موضحا أن طائرات الهيلوكوبتر للإسعاف الجوي لنقل مصابي الحوادث المرورية على الطرق السريعة التي تربط المنطقة بعضها ببعض، وتصل حتى الرياض، جاهزة بطائرة واحدة أساسية وأخرى مساندة من العاصمة الرياض للمواقع القريبة من الطريق السريع باتجاه الرياض.
وعن المراكز الإسعافية الجاهزة للتشغيل للعام 1437هـ، قال: إن عدد المراكز الاسعافية المعتمدة لها قوى عاملة ويجري العمل على تشغيلها ما يقارب 37 مركزا اسعافيا لتقديم الخدمة الإسعافية الطارئة لجميع المصابين، ولتكون إضافة للخدمات على الطرق السريعة وداخل المدن، وتم دعم تلك المراكز من قبل هيئة الهلال الأحمر السعودي بالكوادر البشرية والآليات ووسائل الاتصالات، وترتبط تلك المراكز مباشرة بعمليات الهلال الأحمر السعودي، إذ ترد جميع المكالمات الهاتفية عند طلب الخدمة الإسعافية على هاتف الطوارئ (997)، وبعدها يتم توجه الفرق الإسعافية لأقرب منشأة صحية، وقد تم اختيار هذه المواقع بعناية تامة حتى يتم تغطية أكبر قدر ممكن من المساحة الجغرافية.
وقال الامين العام للجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية المهندس سلطان الزهراني: إن ما يقارب 60 % من وفيات الحوادث المرورية تحدث خارج المستشفيات في موقع الحادث، في حين تصدرت فئة الشباب من أقل عمر 30 عاما وفيات الحوادث المرورية، ومع تدشين الخدمة ستتقلص هذه النسبة؛ لأن الأصل في سرعة الاستجابة لنقل المصاب هو تقديم الخدمات الطبية ما قبل المستشفى وسرعة الاستجابة، وما يقدم للمريض أوالمصاب من عناية طبية وإسعافية يعتبر جزءا أساسيا في سرعة الشفاء وتقليل المضاعفات، لأنها الساعات الأولى للمصاب والحرجة لإنقاذ حياته، كما أن مشروع الإسعاف الجوي في المملكة يعتبر نقلة نوعية في الخدمة الإسعافية المقدمة حالياً وأنها دعم للإسعاف الأرضي للاستفادة من عنصر السرعة بنقل الحالة الحرجة بشكل عاجل إلى المستشفى المعالج لها، موضحا أن اللجنة ناقشت أزمة الاسعاف الجوي في المنطقة الشرقية التي تعد من القضايا المهمة والملحة.
وأضاف الزهراني: ان الاسعاف الجوي يندرج ضمن الاستراتيجية المعتمدة التي شرعنا في تنفيذها، وتشير إلى أن السلامة المرورية هي نظام متعدد العناصر يحتاج إلى عمل مشترك من قبل الجهات الحكومية والقطاع الخاص وأفراد المجتمع، من أجل رفع مستوى السلامة المرورية، لذلك فإن إستراتيجية المنطقة الشرقية تتطلب تفعيل التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية المعنية بصفة مستمرة للحد من الوفيات والإصابات والخسائر الناجمة عن حوادث الطرق فى المنطقة، في الوقت الذي تزيد فيه نسبة الحوادث المميتة والإصابات.
يذكر أن المهندس سلطان الزهراني قد قام بعرض إحصائيات الحوادث الجسيمة ومواقعها، وذلك في اجتماع لجنة السلامة المرورية الذي عقد مؤخرا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير الشرقية رئيس لجنة السلامة المرورية. وتطرق الزهراني لحوادث الوفيات على الطرق السريعة المغطاة من قبل أمن الطرق، حيث شهدت المنطقة انخفاضاً في معظم طرق المنطقة باستثناء طريقي الرياض وبقيق. بالمقابل شهدت معظم طرق المنطقة ارتفاعاً في أعداد حوادث الإصابات البليغة.
وأشار الزهراني في سياق استعراضه لتقرير أعداد الحوادث الجسيمة والمخالفات للفترة السابقة الى أن الجهود المبذولة منذ بدء تنفيذ إستراتيجية السلامة المرورية في المنطقة قد حققت إنجازات عديدة لتحسين وضع السلامة المرورية في المنطقة، حيث انخفض عدد الحوادث الجسيمة والتي تشمل حوادث الوفيات والإصابات البالغة للعام 1436 هـ إلى 3983 حادثا، مقارنة بـ 4165 حادثا للعام 1435 هـ وذلك بواقع انخفاض بنسبة 4.4%، نتج عنها 1225 وفاة و5686 إصابة بالغة بواقع انخفاض طفيف في عدد المتوفين بنسبة 1%، وانخفاض في عدد الإصابات البالغة بنسبة 7٫8 %.
كما أوضحت الإحصائيات نسب حوادث الوفيات والإصابات البالغة حسب المحافظات، حيث شهدت محافظتا الأحساء وحفر الباطن ومدينة الدمام أعلى معدلات حوادث الوفيات والإصابات البالغة في المنطقة.
كما ناقش اجتماع السلامة المرورية إطلاق خدمة الإسعاف الجوي بالمنطقة الشرقية، والطلب من الأمانات لتوفير أراض لإقامة مهاجع دائمة للإسعاف الجوي.
الإسعاف الجوي يباشر مهامه في نقل مصابين في أحدى الحوادث
