علمت "اليوم" من مصادر موثوقة بأن مشاورات اليوم الأول بين الحكومة اليمنية والحوثيين أسفرت عن انتصار الإرادة الدولية بتركيز المشاورات على القرارات الأممية وبالأخص القرار الأممي 2216 (2015). وكانت أهم نقاط الحوار في اليوم الأول حول تثبيت وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة وفك الحصار عن المدن وبخاصة الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز. وأكدت المصادر نفسها انه تم التطرق خلال المفاوضات للحديث عن المعتقلين في سجون ميليشيات الحوثي، وضرورة الإفراج عنهم كبادرة حسن نية. كما تم الحديث عن خطوات تحسين الاقتصاد وإيصال المساعدات للمتضررين وعدم عرقلة وصولها للمتضررين داخل اليمن من قبل تلك الميليشيات. وكانت بدأت بمدينة بال السويسرية، امس، مفاوضات بين وفد الحكومة اليمنية ووفد يمثل جماعة الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح تحت رعاية أممية، بهدف إنهاء الأزمة في اليمن، وقال متحدث باسم الأمم المتحدة: إن وقفا لإطلاق النار بدأ في اليمن امس الثلاثاء، الذي يعتبر خطوة أولى تجاه بناء سلام دائم في البلاد، وانتهكت وقف إطلاق النار في تعز ومأرب والضالع، وفق ما أفادت المقاومة اليمنية، فيما أكد مستشار وزير الدفاع والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي المشتركة، العميد ركن أحمد عسيري، أن القوات الخاصة البحرية ومشاة البحرية سيطرت على كامل جزيرة جبل زقر.
مسودة المشاورات
ونشر الوسيط الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد المسودة النهائية لهيكلية المشاورات اليمنية، والتي نصت على أن المفاوضات ستجري بين وفدين يتألفان من ثمانية أعضاء وأربعة مستشارين لكل وفد.
في السياق ذاته، قال عضو وفد الحكومة اليمنية إلى سويسرا عز الدين الأصبحي: إن المسودة أوضحت أن المشاورات ترتكز على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات ذات الصلة، إضافة إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وأضاف الأصبحي، إن القضايا الرئيسية المطروحة للنقاش تشمل إجراءات بناء الثقة مثل احترام وقف النار وإطلاق المعتقلين لدى الطرفين وفتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية.
ويرأس وفد الحكومة اليمنية عبدالملك المخلافي وزير الخارجية، كما يرأس وفد الحوثيين محمد عبدالسلام وهو الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الله الحوثية.
و لم تصدر جماعة أنصار الله الحوثية حتى الآن أي تصريح حول موقفها من إعلان وقف إطلاق النار.
ويضم وفد الحوثي والمخلوع شخصيات من الجناح المتطرف لدى التيارين، أو ما يطلق عليهم الصقور، حيث يضم وفد الانقلابيين الحوثيين مهدي المشاط مدير مكتب زعيم المتمردين، ومحمد عبدالسلام الناطق الرسمي للحوثيين، وحمزة الحوثي ابن عم زعيم الحوثيين "كانت صحافية يمنية قد صفعته بحذائها أثناء مؤتمر صحافي خلال مباحثات جنيف 1، وعلي العماد المتهم بفضائح فساد كشفتها وسائل إعلامية مؤخرا، ومحمد البخيتي عضو المجلس السياسي للحوثيين، إضافة إلى ثلاثة مستشارين هم حسن زيد المقرب من زعيم المتمردين، ونايف القانص نائب رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا التابعة للانقلابيين، وحسين زيد بن يحيى الذي يرأس فصيلا في الحراك الجنوبي ويحظى بدعم زعيم الحوثيين لكونه ينتمي سلاليا إلى ما يعرف بالسادة أو الهاشميين.
أما وفد المخلوع صالح فيضم يحيى دويد (زوج بنت صالح)، وعارف الزوكا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، وثلاثة أمناء مساعدين لحزب المؤتمر (ياسر العواضي وفائقة السيد وأبو بكر القربي)، وثلاثة مستشارين هم طه الهمداني، وطارق محمد عبدالله صالح (ابن شقيق المخلوع)، وعبدالعزيز الترب سياسي جنوبي.
تحرير جزيرة
ميدانيا، قال مستشار وزير الدفاع والمتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي المشتركة، العميد ركن أحمد عسيري، إن القوات الخاصة البحرية ومشاة البحرية سيطرت على كامل جزيرة جبل زقر.
وكانت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قد تمركزت في الجزيرة اليمنية الواقعة في البحر الأحمر بين سواحل اليمن وإريتريا، والقريبة من مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن. ومن شأن سيطرة قوات التحالف على كامل جزيرة زقر توفير حماية للممرات الملاحية في باب المندب.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس عما اذا كان وقف اطلاق النار المقرر بدؤه عند الساعة التاسعة بتوقيت غرينيتش، دخل حيز التنفيذ في الوقت المحدد، اجاب المتحدث باسم التحالف العميد الركن احمد عسيري "نعم"، عبر رسالة نصية قصيرة.
خرق حوثي
وأفادت مصادر محلية يمنية امس الثلاثاء بأن الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح قاموا بخرق "الهدنة "منذ بدء سريانها في عدد من المحافظات اليمنية. ففي محافظة تعز، قالت المصادر إن الحوثيين وقوات صالح "شنوا قصفاً عنيفاً وعشوائيا بالأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية"، وما زالوا يفرضون حصارا خانقا على المدينة. في الوقت ذاته، ذكرت مصادر محلية أخرى في محافظتي لحج والضالع جنوبي اليمن، أن قصفا عنيفا بقذائف "الهاون والكاتيوشا"، استهدف عددا من المناطق الواقعة في قبضة الجيش والمقاومة الشعبية.
المقاومة تتقدم
في المقابل، نجحت المقاومة الشعبية في التقدم بمنطقة المسراخ جنوب مدينة تعز، وكبدت عناصر الميليشيات خسائر في الأرواح والعتاد. كما تمكنت القوات الشرعية من التقدم إلى منطقة سوق النجد الذي زرعته الميليشيات بالألغام.
من جانبه، أكد قائد اللواء 35 مدرع بمحافظة تعز، العميد الركن عدنان الحمادي، أن الجيش الوطني نجح في دحر الميليشيات من مواقع عدة في المحافظة. وفي محافظة الجوف شمال اليمن، قتل عدد من الانقلابيين، إضافة إلى مقتل وأسر عدد آخر في مواجهات مع رجال المقاومة المدعومة من قوات التحالف شرقي مدينة الحزم، مركز المحافظة. وذكرت مصادر ميدانية أن المقاومة والجيش الوطني نفذا هجوماً شاملاً تحت غطاء جوي من مقاتلات التحالف، تمكنا على أثره من إحكام سيطرتهما على مناطق الخسف وأم الجنع وجبل منصور والهضبة، بوادي (وسط)، لتنتقل المعارك إلى قريتي السيل، والندر، ومعسكر اللبنات الذي قطعت عنه المقاومة طرق الإمدادات كافة.
من جهتها نفت الرباط مصرع جنود مغاربة باليمن في عملية استهداف مقر قيادة عمليات "التحالف العربي"، بباب المندب في تعز بصاروخ، فجر الإثنين.
وقال بيان لوزارة الخارجية: إن "المملكة المغربية تنفي بشكل قاطع الخبر الذي تداولته بعض وسائل الأنباء حول مصرع جنود مغاربة باليمن"، مضيفًا أن "هذا الخبر لا أساس له من الصحة".
