DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جيري فالويل الابن رئيس جامعة ليبرتي الأمريكية

تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في أمريكا.. رئيس جامعة ليبرتي نموذجا

جيري فالويل الابن رئيس جامعة ليبرتي الأمريكية
 جيري فالويل الابن رئيس جامعة ليبرتي الأمريكية
دعا جيري فالويل الابن، رئيس جامعة ليبرتي في ولاية فيرجينيا الأمريكية، طلابه إلى الحصول على تصاريح لحمل السلاح، مشيرا إلى أنه إذا أقدم كثير من الناس على ذلك، فيمكنهم "عندئذ وضع حد لأولئك المسلمين"، على حد تعبيره. وبعد مناقشته لموضوعي السيطرة على السلاح وهجمات سان برناردينو بولاية كاليفورنيا التي قتل فيها زوجان مسلمان 14 شخصا في 2 ديسمبر، قال فالويل إن الضحايا كان بوسعهم الدفاع عن أنفسهم لو كانوا مسلحين. وحثّ فالويل الطلاب على التقدم بطلب للحصول على تصاريح لحمل السلاح، منتقدا الرئيس أوباما قائلا "يزعجني جدا" أن الرئيس قد دافع عن قوانين أكثر صرامة لمكافحة حمل الأسلحة ردًّا على حوادث إطلاق النار. وذكر فالويل: "لقد اعتقدت دوما أنه إذا كان بإمكان مزيد من الناس الصالحين استخراج تصاريح حمل السلاح، فبإمكاننا وضح حد لهؤلاء المسلمين قبل أن يتقدموا نحونا ويقتلونا"، وقد أثارت تصريحاته موجة من التصفيق، مضيفاً "دعونا نلقنهم درسا إذا ظهروا هنا". وأوضح فالويل ضرورة أن يلتحق الطلاب في الدورة المجانية التي تقدمها الجامعة لتوجيههم خلال عملية تقديم طلبات الحصول على تصاريح حمل أسلحة جيب. وتعد "جامعة ليبرتي" قِبْلة للمرشحين الجمهوريين للرئاسة لضمان أصوات المسيحيين المحافظين، فهي جامعة مسيحية إنجيلية رائدة داخل فرجينيا، وذلك بحسب ما افادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها. وتأتي تصريحات فالويل وسط نقاش وطني متوتر حول حوادث إطلاق النار الشامل والسيطرة على السلاح والإرهاب والأمن في أعقاب عمليات اقتحام بالأسلحة الفتاكة في سان برناردينو وكولورادو سبرينغز، كاليفورنيا في الأسابيع الأخيرة. وتشهد هذه الفترة أيضا قلقا متزايدا لدى كثير من المسلمين الأمريكيين الذين يقولون إنهم يعانون من موجة من التهديدات بالقتل والاعتداءات والتخريب على عكس أي تجربة مروا بها منذ أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية. وأثارت تصريحات فالويل انتقادات في أوساط الجالية المسلمة. يقول إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وهي جماعة دعوة: "هذه التصريحات لا تعمل إلا على زيادة الجو السام الذي يتوجب على المسلمين الأمريكيين التعامل معه في أعقاب هجمات باريس الإرهابية وهجمات سان برناردينو". وأضاف هوبر أن سلسلة من الحوادث البغيضة التي تستهدف المسلمين بدأت تزداد عقب التصريحات المعادية للمسلمين من قبل دونالد ترامب وبن كارسون اللذين يريدان الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري. يقول هوبر: "إننا نشهد تعميما لخطاب الكراهية ضد المسلمين. ويتعين على الزعماء السياسيين والدينيين لأمتنا بدء الخطاب حول تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا". وأفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" إنه يحقق في حادث إطلاق النار في سان برناردينو كعمل من أعمال الإرهاب، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن أحد المشتبه بهم، وهي الزوجة مالك تاشفين، تعهدت بالولاء لتنظيم "داعش" في رسالة على صفحتها بـ «فيسبوك» نشرتها يوم الهجوم. وكتب فالويل في تغريدة لاحقة إنه كان يشير في كلامه إلى "أولئك المسلمين" الذين يرتكبون أعمالا إرهابية فحسب. وقال في مقابلة مع إحدى صحف ولاية فرجينيا إن "هناك الكثير من المسلمين الصالحين، وكثير من المسلمين الصالحين المعتدلين" الذين يكونون موضع ترحيب في حرم جامعة ليبرتي. ومع ذلك، قال إنه لن يتراجع عن تصريحاته التي أدلى بها مسبقا. تجدر الإشارة إلى أن جيري فالويل الأب واجه انتقادات واسعة بعد الحادي عشر من سبتمر 2001 لأنه رأى في الهجمات عقابا إلهيا على نشاط التيارات الليبرالية والعلمانية بأميركا، كما واجه انتقادات من مسلمي أميركا أواخر عام 2002 لوصفه الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- بأوصاف غير لائقة خلال أحد البرامج التلفزيونية الأميركية المعروفة، وهو برنامج "سيكستي مينتس" (ستون دقيقة). مر فالويل بفترة تدين في مرحلة مبكرة من حياته جعلته يتوجه إلى دراسة الدين، وبعد تخرجه عام 1956 أسس كنيسة في مدينة لينشبرج تحت اسم "توماس رود بابتيست تشيرش" أو كنيسة شارع توماس المعمدانية. اتخذ فالويل من كنيسته الصغيرة مركزا لإطلاق حملاته التبشيرية. ومع بداية السبعينيات ارتقى فالويل بنشاطه التبشيري إلى مستوى جديد، فأسس عام 1971 جامعة لتدريس العلوم الدينية والاجتماعية من منظور مسيحي باسم ليبرتي ينيفيرسيتي (جامعة الحرية). صعود الشمولية الأمريكية وفي إطار تزايد ظاهرة الخوف من الإسلام أو ما يعرف بـ "الإسلاموفوبيا"، نشر موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي الكندي مقالا تحليليا للكاتب جاريكاي شينجو، الباحث في جامعة هارفارد الأمريكية، سلط فيه الضوء على حملة الحرب الأمريكية على الإرهاب التي تستهدف المسلمين في جميع أنحاء العالم، مؤكدا أن المسلمين الأمريكيين يعيشون في دولة بوليسية استبدادية مع تفاقم أعمال التحرش والمراقبة ضدهم. وأوضح الكاتب أن حكومة الولايات المتحدة تدّعي الحرية والعدالة للجميع، لكنها من الناحية العملية تبدي كل الخصائص الرئيسية الأربع للدولة الشمولية تجاه المسلمين: فهناك حرب على الإرهاب تستهدف المسلمين في الخارج، ودولة بوليسية استبدادية في الداخل، وإعدامات عامة بالطائرات بدون طيار ومعسكرات اعتقال خارج إطار سيادة القانون، واعتماد كبير على الدعاية والديماغوغية السياسية. لقد كانت السمة المميزة للفاشية هي اضطهاد بعض الجماعات المستهدفة غير المحظوظة. ويتحمل المسلمون اليوم العبء الأكبر من الدولة البوليسية الاستبدادية في أمريكا. وعلى الرغم من أن سجلات "الإف بي آي" تثبت أن المسلمين منذ أحداث 11 سبتمبر ارتكبوا حوادث إرهابية محلية أقل من نظرائهم العنصريين البيض، فإن مجتمع المسلمين الأمريكيين يتعرض لمستويات غير مسبوقة من المراقبة والتدخل الحكومي. وأكد الكاتب أن المسلمين في أمريكا يعانون من وطأة نظام مراقبة فاش يعمل بنفس المستوى الذي واجهه الألمان الشرقيين تحت نير وكالة التجسس لجهاز أمن الدولة "ستاسي". وقد بيّن الباحث آرون كوندناني كيف أن مكتب التحقيقات الفيدرالية"إف بي أي" عيّن جاسوسا واحدا لمكافحة الإرهاب لكل 94 مسلما في الولايات المتحدة وهو ما يقترب من نسبة "ستاسي" بتعيين جاسوس واحد لكل 66 مواطنا من ألمانيا الشرقية. ويرى جاريكاي شينجو أن العنصرية، مثل الزيت، تسكب الوقود على الحرب على الإرهاب. ونادرا ما يتوجب على المسيحيين البيض أن يشعروا بالقلق من قيام عميل سري أو مخبر بالتسلل إلى كنائسهم أو منظماتهم الطلابية أو أحيائهم. والحقيقة البسيطة التي تفيد بأن هيئة إنفاذ القانون الأمريكية لا تتجسس على الجماعات المسيحية المحافظة لتعطيل التطرف اليميني العنيف، الذي يعتبر أكبر تهديد إرهابي في أمريكا، يؤكد ما يعرفه المسلمون الأمريكيون معرفة تامة من أن "عبادة الله في أمريكا تضعك موضع الاشتباه". تجدر الإشارة إلى أنه قد أجاز قضاة فدراليون مؤخرا مراقبة المسلمين المشتبه بهم بموجب الدستور الأمريكي. واعترفت شرطة نيويورك بأن المساجد والجماعات الطلابية والمطاعم وحتى المدارس الإسلامية كلها تحت المراقبة. ومن خلال الزيادة السريعة لكل من السياسات الحكومية السرية والمراقبة، تزيد حكومة أوباما من قوتها في مراقبة مواطنيها، بينما تقلّص قوة مواطنيها في مراقبة حكومتهم. ويؤكد الكاتب أن جزءا كبيرا من تهديدات الإرهاب الإسلامي المحلية مفبرَك، حتى تستطيع حملة ما يُسمى "الحرب على الإرهاب" أن تعزز الوسائل العسكرية المشتركة بمليارات الدولارات في الخارج وتكبح الحريات المدنية البالغة من العمر مائتيْ عام في الداخل. وأوضح جاريكاي شينجو أن المسلمين الأمريكيين يواجهون قمعا متزايدا من الدولة وتعصبا متزايدا من إخوانهم المواطنين، حيث تستمر جرائم الكراهية وانتهاكات الحريات المدنية ضد المسلمين في الارتفاع بشكل كبير. وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث مؤخرا أن المسلمين هم الأقلية التي تحظى بأكبر قدر من الكراهية بين الأمريكيين حتى الآن. وتشير إحصاءات مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين بنسبة مذهلة بلغت 50% العام الماضي. يشكّل المسلمون 1% من سكان الولايات المتحدة، لكنهم يشكّلون 13% من ضحايا جرائم الكراهية على أساس الدين. وتبدو ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وكراهية الأجانب شائعة الآن بين الأمريكيين للغاية. وكثيرا ما يأخذ التعصب من المسلمين شكلا يصور العادات الإسلامية على أنها إهانة للعادات الغربية. وأوضح جاريكاي شينجو أن أحد الجوانب الرئيسية للشمولية الأمريكية، التي تتقاسمها الأنظمة الفاشية، يتمثل في الميزانية العسكرية الهائلة للبلاد. في عام 1933، بلغ الإنفاق العسكري لألمانيا النازية 2% من دخلها القومي. وبحلول عام 1940، بلغ 44%. وتنفق أمريكا اليوم على الجيش أكثر من بقية دول العالم مجتمعة، حيث وسعت أمريكا نطاق جيشها باستحواذها على 662 قاعدة عسكرية أجنبية، وفقا لتقرير البنتاغون الصادر في 2010. وتكلفت الحرب على الإرهاب 6 تريليونات دولار، أي ما يعادل 75 ألف دولار لكل أسرة أمريكية، بحسب كلية كينيدي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد الأمريكية. ويشير الكاتب إلى سمة مميزة أخرى للاستبداد هي إنشاء نظام سجون خارج سيادة القانون حيث يتم إلى حد كبير تصميمه لحبس أفراد أقلية معينة وتعذيبهم، مؤكدا أن معسكرات الاعتقال في غوانتانامو جريمة ضد الإنسانية. وأي نظام غير قادر على تحرير الأبرياء وغير قادر على معاقبة المذنبين هو نظام يتسم بقسوة غير محدودة. يشار الى أنه في 24 أبريل 1934، تم تأسيس "محكمة الشعب" التي أمر بها أدولف هتلر بنفس طريقة تأسيس سجن جوانتانامو حيث تجاوزت هذه المحكمة النظام القضائي، فقد تم احتجاز السجناء إلى أجل غير مسمى في عزلة وتعرضوا للتعذيب وخضعوا لمحاكمات صورية. في عام 2007، أوضح أحد السياسيين المعارضين بقوة لانتهاكات حقوق الإنسان في غوانتانامو ما يمكنه فعله بشأن مخيم تعذيب غوانتانامو إذا صار رئيسا للبلاد، قائلا: "لو كنت مكان الرئيس، لأغلقت سجن غوانتانامو. إنه غضب أخلاقي، آفة في ضمير أمريكا. إنه الموقع الذي شهد أسوأ الانتهاكات الدستورية في السنوات الأخيرة. كان غوانتانامو منذ البداية مختبرا للاستجوابات والاعتقالات والمحاكمات العسكرية غير المشروعة". كان السياسي الذي تلفظ بهذه الكلمات هو السيناتور باراك أوباما. ومن المفارقات أن ولاية الرئيس أوباما شهدت تدهور أحوال معتقلي غوانتانامو، سواء من الناحية المادية والقانونية، إلى الأسوأ بشكل ملحوظ. وتعد الإعدامات العامة واحدة من أكثر الرموز الظاهرة البغيضة للشمولية. ففي إسبانيا الشمولية، تحت قيادة الجنرال فرانكو، كانت عمليات الإعدام العلنية الجماهيرية هي القاعدة، وكثيرا ما كان يتم تنفيذها في حلبات أو مصحوبة بفرقة موسيقية حيث يرقص المتفرجون على دماء الضحايا. وبقيام هتلر وموسوليني بتوريد الأسلحة إلى فرانكو، تم إعدام حوالي 200 ألف من الرجال والنساء علنا خلال الحرب وقطع رؤوسهم. وفي الوقت الحاضر، تعتبر الطائرات بدون طيار التكنولوجيا الشمولية المطلقة. وتستخدم واشنطن هذا النوع من الطائرات لأغراض تساوي الإعدام خارج نطاق القضاء العام للمسلمين في الخارج، والتجسس على المسلمين الأمريكيين في الداخل. يعتقد معظم الأمريكيين أن الطائرات بدون طيار موجَّهة وإنسانية. لكن لا شيء يمكن أن يكون أبعد من الحقيقة. فهذه الطائرات قتلت عددا من الأطفال أكثر مما قتلت من الإرهابيين. ووفقا لتقرير جديد نشره موقع "إنترسبت" الأمريكي الإخباري، فإن قرابة 90% من الأشخاص الذين قُتلوا في غارات بطائرات بدون طيار في أفغانستان هم من المدنيين. بحلول عام 2018، يعتقد بعض الخبراء أنه من المرجح أن تسيطر هيئة إنفاذ القانون في الولايات المتحدة على أكثر من 35 ألف طائرة بدون طيار ستستخدمها الحكومة الأمريكية لمراقبة مواطنيها من السماء. وتشكّل الدعاية السياسية جزءا لا يتجزأ من صعود الدولة الشمولية ضد المسلمين الأمريكيين. يقول الفيلسوف السياسي شيلدون ولين إنه برغم أن إنتاج الدعاية تركز بصورة فجة في أيدي مسؤولي ألمانيا النازية، فقد تُركت هذه المهمة في أمريكا للمؤسسات الإعلامية ذات التركيز الشديد، وبالتالي الحفاظ على الإيهام بجو "الصحافة الحرة". تتسم آلة الدعاية الأمريكية بالتقدم الشديد. وهي لا تعتمد على عناوين الإذاعة والخطب والمنشورات التي توزعها "وزارة النازي للدعاية والتنوير العام"، ولا على الرقابة الصرف أو مضايقة الصحافة الحرة بأوامر من "المكتب السياسي"، وإنما الدعاية الأمريكية خفية لكنها تغلغلية؛ فهي لا تعتمد إملاءات الحكومة فحسب وإنما على وسائل الإعلام والفن وثقافة البوب وهوليوود، بحسب ما أفاد جاريكاي شينجو. وقد كانت الأفلام والموسيقى الأمريكية وسيلة فعالة بشكل ملحوظ لتأجيج المشاعر المعادية للأجانب في زمن الحرب على الدوام. على سبيل المثال، فإن فيلم الحرب صاحب أعلى ايرادات في التاريخ "القناص الأمريكي" American Sniper والبرنامج التلفزيوني المفضل للرئيس أوباما "الوطن" Homeland ينخرطان في تعميم واسع للغاية عند مناقشة الإسلام وتصوير المسلمين والإرهابيين بطريقة تدل على ظاهرة الإسلاموفوبيا أو الخوف من الإسلام واسعة النطاق في الثقافة الأمريكية. وكانت "لجنة مكافحة التمييز الأمريكية العربية" قد أبلغت عن تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وجرائم الكراهية بعد عرض فيلم "القناص الأمريكي" والتي بلغت ذروتها بمقتل ثلاثة شبان مسلمين في ولاية كارولينا الشمالية مؤخرا رميا بالرصاص في الرأس على طريقة القناص. إن ظاهرة الإسلاموفوبيا الأمريكية تعمل في خدمة النزعة العسكرية الأمريكية، وتؤجج العسكرية الأمريكية في الخارج، بدورها، الإسلاموفوبيا ضد الأقليات في الداخل. يقول جاريكاي شينجو إن وسائل الإعلام تحدد اللغة التي نتحدث بها، وتشكل هذه اللغة أفكارنا، وتحدد أفكارنا الأفعال التي نقوم بها. اللغة هي نقطة ارتكاز للإدراك المجتمعي. وكل من يسيطر على لغة الجمهور يستطيع التحكم في تصوراته. تتحكم الشركات التجارية الأمريكية التي تشرف على مجالس إدارات وسائل الإعلام في لغة الجمهور. في عام 1983، كانت هناك 50 شركة تملك 90% من وسائل الإعلام الأمريكية. أما اليوم، فتسيطر 6 شركات إعلامية عملاقة على 90% مما يستمع إليه الجمهور الأمريكي ويقرأ ويشاهد. "فكروا في الصحافة كلوحة مفاتيح كبيرة يمكن أن تلعب بها الحكومة" هكذا أوضح جوزيف جوبلز، وزير الدعاية لألمانيا النازية ذات مرة. ويستطيع المسلمون الأمريكيون أن يميزوا اللغة الشمولية "المناورة" التي يستخدمها الإعلام الأمريكي بوضوح؛ فالطائرات بدون طيار عبارة عن مركبات طائرة بدون طيار، والتعذيب عبارة عن استجواب محسَّن، والاحتلال هو التحرير. ويصف جاريكاي شينجو دعوة دونالد ترامب الأخيرة الرامية إلى حظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة بأنها لم يسبق لها مثيل. لقد حظر قانون 1882 على الصينين الهجرة إلى الولايات المتحدة بشكل فعال. وبقي هذا القانون العنصري يراوح مكانه على مدار خمسة عقود وكان يطالب جميع الصينية بحمل شهادات إثبات هوية أو مواجهة الترحيل. عندما أيّد ترامب أن يرتدي جميع المسلمين الأمريكيين بطاقات هوية في جميع الأوقات، قفزت شعبيته ما يقرب من 3 نقاط مئوية. إذا كان الأمريكيون ينظرون إلى سياسات دونالد ترامب على أنها غريبة وغير أمريكية، فلماذا يكتسب شعبية باستمرار مع كل تصريح معادي للمسلمين؟ يتساءل جاريكاي شينجو. إن تاريخ أمريكا عبارة مخزون كامل من الشمولية والخوف الشائع غير العقلاني ضد "الآخر". وقد بدأ ذلك بموجات الخوف التي شنها المستوطنون الأوائل ضد سكان أمريكا الأصليين من الهنود، والاتحاد ضدهم والقيام بذبح الملايين منهم بغرض إخماد هذا الخوف. وعندما بدأ المستوطنون يتّحدون حول هوية مشتركة، أطلقوا خوفهم ضد الملكية البريطانية وتمردوا عليها. بعدها قاتل الأمريكيون ضد المكسيك وفرنسا وبلدان أخرى مختلفة للسيطرة على مساحات شاسعة من الأرض. وهناك 500 ثورة موثقة ضد سفن العبيد وحقيقة أن عدد العبيد يفوق أصحاب المزارع بكثير عزز دور الخوف التي كرّس العبودية لعدة قرون. ومع مزيد من الخوف، يندلع عنف أكبر، ومع المزيد من العنف، ترتفع حاجة أكبر لتبرير هذا العنف من خلال تصعيد الخوف. بعد الهجمات على بيرل هاربور، تم الزج بالأمريكيين من أصل ياباني في معسكرات الاعتقال الأمريكية. وبعدها، صار الأمريكيون من أصل فيتنامي هدفا لكراهية الأجانب في أمريكا خلال حرب فيتنام، وبعد ذلك كان هناك "الخوف الأحمر"، الذي استهدف الأمريكيين من أصل روسي خلال الحرب الباردة. ومن رماد الاتحاد السوفياتي، خرج الإرهابيون من الشرق الأوسط الغني بالنفط، حيث أصبحوا العدو الجديد رقم واحد لأمريكا واستمر الإرث الأمريكي لكراهية الأجانب. واليوم، بينما لا تزال هناك حرب لا نهاية لها على الإرهاب مستمرة في الخارج، يخشى المسلمون والعرب والسيخ الأمريكيون أن يعيشوا في دولة استبدادية، بحسب ما أفاد جاريكاي شينجو. باحث علوم سياسية