يفتتح قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في شهر يناير المقبل ، أعمال المنتدى الاقتصادي المهم (تنافسية القطاعات) بمشاركة نخبة من قادة الاقتصاد والفكر والأعمال بالمملكة والعالم. وهذا المنتدى الذي يمثل حدثا اقتصاديا دوليا، يمثل في حد ذاته دعما وتشجيعا من المملكة لقطاع الأعمال والاستثمار بالمملكة، بما يضيف لبنات جديدة في صرح اقتصاد المملكة الشامخ.
وفي ظل الحراك الواضح الذي طرأ على اقتصاد المملكة الشامل والتحولات الملحوظة المقبل عليها الاقتصاد السعودي، فإن المنتدى يمثل منعطفا مهما في «التحول الوطني» المنشود بكل تفاصيله التي سوف تعلن لاحقا. فالبرنامج لا يقتصر على الاهتمام بمنطلقات المستوى المحلي فحسب، وإنما يتعداه لملاحقة كل المستجدات والمتغيرات والتطورات ذات الصلة المباشرة بالشأن الاقتصادي الدولي.
الاقتصاد السعودي هو جزء لا يتجزأ من منظومة الاقتصاد العالمي، فكل الخطوات والتدابير التي تتخذها المملكة ضمن برنامج التنافسية، سوف تنعكس آثارها على اقتصاد المملكة ومدى اهتمام الأوساط الاستثمارية بأبعاده وأهدافه محليا ودوليا. وسوف يناقش المنتدى جملة من القضايا الاقتصادية الملحة، لا سيما فيما يتعلق بالاستثمار من خلال استقطاب أهم الشخصيات والجهات الدولية ذات الصلة؛ للتشاور والتحاور في هذا المنتدى الحيوي، وفقا لبرنامجه الموضوع.
التركيز سوف ينصب على رفع تنافسية القطاعات الاستثمارية ذات الأولوية، من حيث تأثيرها المباشر على التنمية الاقتصادية والبشرية والاجتماعية بالمملكة، والسعي لايجاد القنوات المؤدية لتنويع الاقتصاد. وسوف تلقى الأضواء في المنتدى على المكونات الأساسية التي سوف تسهم -دون شك- في رفع تنافسية القطاعات الواعدة استثماريا، وهذه خطوة مهمة من شأنها أن تحقق الكثير من الإنجازات الاقتصادية المهمة.
والقطاعات الواعدة تتمثل في: الصحة، التعليم، النقل، الصناعة، الخدمات، والسياحة. وهي قطاعات يمكن الاستثمار في قنواتها؛ للمساهمة الفاعلة في ايجاد اقتصاد تنافسي له صفة التنوع والنمو والاستدامة، لا سيما أن آراء الخبراء والمتحدثين -من المملكة ومن خارجها- سوف تثري المنتدى وتبلور العديد من الأفكار التي يمكن أن تطبق، ويكون لها أثرها ومردودها الإيجابي على تسريع كل الخطوات المتخذة نحو تطوير اقتصاد المملكة وتحديثه.
ولا شك أن استعراض تجارب الدول التي سبقت المملكة في هذا المضمار له فوائده الكبرى وانعكاساته على مختلف الأفكار، التي سوف تطرح ويكون لها الأثر الفاعل في المستقبل المنظور على تطوير مختلف القدرات والإمكانات، وصولا إلى مرحلة التكامل المنشود في حقول الاستثمار في شتى القطاعات. ومن شأن هذه الخطوة أن تؤدي إلى ضمان مستويات عالية من الكفاءة في الإنتاج وتحقيق التحول الاقتصادي المطلوب في مراحل متقدمة.
إنه منتدى مهم، يصب في روافد التحول الاقتصادي المنشود بالمملكة، وكل الإسهامات التي سوف تطرح من خلال المناقشات في هذا المنتدى سوف تنعكس إيجابا على إيجاد المناخات المؤدية إلى التمازج بين الرؤى المحلية والدولية. وهو تمازج له فوائده القصوى على كل مراحل الخطط والبرامج الفعلية؛ للخروج بنتائج مثمرة لها أهميتها في التحول الاقتصادي الوطني، وعلى عدة مسائل لها صلة بواقع المملكة التنموي والاقتصادي.