انطلاقاً من مبدأ أن الأسرة هي اساس المجتمع وبقوة العلاقات التي تربط افراد الأسرة يمكن أن تُصاغ قيم واتجاهات الفرد وأي خلل فيها ينعكس سلباً على أفرادها وخاصة الأبناء في سن المراهقة. ومن هنا تأتي أهمية توعية الآباء بكيفية التعامل مع الأبناء خلال هذه المرحلة التى تُعتبر من اصعب المراحل التي يمُر بها الإنسان أخلاقياً نظراً للتغيرات النفسية والجسدية والعقلية التى تصاحبها، وبالتالي يزيد خوف الأهل على أولادهم ويعود هذا إلى أن معظم الأسر لا تملك الحد المطلوب من الثقافة التربوية وتثقيفهم في كيفية التعامل مع أبنائهم في هذه المرحلة، يساعد على تخفيف وطأتها وعلى عدم تحولها من شيء مؤقت الى شيء دائم ومستمر.
تظهر العديد من علامات المراهقة على الشباب والشابات عند وصولهم سن البلوغ، ويحدث خلالها تحول عقلي وسلوكي ملحُوظ تجيش العواطف وتكثر الاضطرابات النفسية وعدم التمييز بين الصواب والخطأ، وأحياناً تقل الرغبة في الذهاب الى المدرسة ويحاول إثبات ذاته بكل الطرق وذلك نتيجة للتغيرات التي طرأت عليه، وكثير من هذه المشكلات سببها الرئيس هو عدم فهم طبيعة واحتياجات المراهق وأيضاً عدم تهيئة الطفل لهذه المرحلة قبل الوصول اليها، ويُمكن تهيئة الطفل بإعلامه أنه ينتقل من مرحلة الى أُخرى وأنه أصبح مسؤولا عن تصرفاته، وأن هناك تغيرات عقلية وجسدية تحدث له واِرتِكازاً على احتياجاته يتم التعامل مع المشكلات التي تواجهه، فإن المراهق يسير بتيار ضد تيار الأهل، ويشعر أن والديه لا يفهمانه وذلك لاختلاف المفاهيم والبيئة التي نشأ بها كل منهم، وفي هذه الحالة الحل يكمُن في الحوار وتفهّم وجهة نظرهم فعلاً لا شكلاً، وإعطائهم الفرصة لشق طريقهم وأيضاً من أبرز مشاكل المراهق الخجل والانطواء الأمر الذي يُعيق تقدمه الاجتماعي ويأتي دور الأهل بمساعدته لتعزيز ثقته بنفسه.
الغضب والاندفاع من سمات شخصية المراهق وتزيد إذا نشأ في جو تربوي مشحون وعلاج ذلك إعطاؤه الحب والأمان فشعور الأمان من الحاجات الاساسية لنشأة سوية. وكما يُلاحظ كثرة السلوك المزعج لدى المراهقين كعدم مراعاة الآداب العامة لفظياً وعملياً، ومدخل العلاج لهذا السلوك هو توعية المراهق بمسؤولياته وتصويب المفاهيم الخاطئة.
من المهم أن يعلم الآباء بالصراعات النفسية التي يشتكي منها المراهق ولا يتكاسلوا في دورهم بالمتابعة المستمرة، وفي المُحصلة احتواء المراهقين لا يكون بتواجد في المنزل فقط بل باستثمار هذه المرحلة ايجابياً وتوظيف طاقاتهم لمصلحة المجتمع ككل، وهذا لا يأتي دون دعمهم وتنمية فكرهم وتشجيعهم على القراءة وممارسة الرياضة وإرشادهم لكيفية الاستفادة من وقت فراغهم بما يعود عليهم بالنفع.