حذر رئيس اللجنة الوطنية الفرعية للحديد والصلب في مجلس الغرف شعيل العريض من عدم اختبار المنتجات المستوردة في الحديد بالشكل المطلوب، مشيرا الى دخول منتجات تحمل في مكوناتها مادة الرصاص المخالفة وخصوصا في دهانات صاج الحديد الملون وفي مادة الزنك المطلية على الحديد المجلفن، مؤكدا ان نسبة الرصاص فيها بلغت خمسين ضعف الحد المسموح به عالميا.
وقال خلال مشاركته في مؤتمر صناعة الحديد والصلب بمدينة دبي: "إذا أردنا أن نحمي الشركات من الانهيار والخسارة وعدم التفريط في شبابنا المؤهلين ما علينا فقط عمله هو تطبيق الأنظمة والقوانين الدولية عاجلا وإلا سنجبر مكرهين على تخفيض التكاليف والاستغناء عن العمالة التي ستمس العمالة الوطنية وإغلاق المصانع بسبب هول حجم الخسارة القائمة".
وأشار العريض الى أن صيغة الحماية التي يجب أن تكون هي بتطبيق معايير المواصفات وإخضاع المنتجات المستوردة للاختبار في مختبرات محايدة ومنع الرديء منها.
وطالب وزارة التجارة والصناعة بدعم الصناعة الوطنية والوقوف معها بفرض تطبيق القوانين الصارمة والتشريعات لحماية المستهلك والمنتج في آن واحد، وأن يكون هناك نظر فاحص للمنظور الاقتصادي الوطني وأن تتحقق المنافسة العادلة التي من شأنها أن لا تسبب ضررا بالغا لا بالمصانع الوطنية ولا بالمستهلكين النهائيين على حد سواء.
وزاد على ذلك قولا إنه لا توجد مختبرات كافية ومحايدة تختبر جودة هذه المنتجات التي أغرقت السوق السعودية والخليجية، مطالبا أن تخضع هذه المنتجات تحت نظر وزارة التجارة والصناعة للاختبار العادل في المختبرات الكبيرة؛ وذلك منعا للغش التجاري الحاصل في هذه المنتجات المستوردة.
وأضاف: نحن لا نطالب بالدعم المادي بقدر ما نطلب الدعم بتطبيق القوانين والمواصفات، مضيفا إن الوضع بهذه الصورة القائمة ينذر بملامسة الخط الاحمر في موضوع تسريح العمالة الوطنية وكل ذلك بسبب خسارة مصانعنا الملتزمة بالمعايير والمواصفات وإغلاق خطوط انتاج بسبب المستورد الرديء.
وعن كمية السكراب المستورد ومدى تطبيق الاختبارات عليه، قال: إن المستورد نسبته قرابة 10 في المائة، حيث يعمل اختبارات عليه وتؤخذ عينات منه وذلك لوفرته لدينا بالمملكة.
من جانب آخر عقد مؤخرا حلقة نقاش موسع خاصة بسوق الحديد في المنطقة الخليجية والتي أقيمت في مؤتمر صناعة الحديد والصلب بمدينة دبي حضرها جمع غفير تجاوز 850 شخصا من المختصين والخبراء والتي جمعت عددا من المدراء التنفيذيين ورؤساء مجالس شركات الحديد والصلب في العالم.
وتناولت حلقة النقاش عدة محاور رئيسة اعتمدت في طرحها على مبدأ الشفافية والصراحة؛ لمعالجة واقع الأزمة التي تعاني منها بعض الشركات الوطنية والخليجية من حالة الإغراق غير المبرر للحديد الصيني وغزوه بشراهة السوق السعودية والخليجية، حيث تناولت الجلسة بالأرقام والحقائق حالة هذا المنتج الذي انتفت فيه أقصى معايير المواصفات العالمية وأثره على المستهلك النهائي صحيا وبيئيا وما طال أثره على الصناعة المحلية سلبا.
واتفق المشاركون على ضرورة الالتزام الفعلي بالمواصفات، حيث تحدث المهندس عبدالعزيز الحميد من شركة سابك عن الالتزام الفعلي من سابك تجاه العالم والتزامها بنظام مراقبة الجودة في شركة حديد بمواصفة الجودة الدولية، قائلا إن شركة الحديد تمتلك مختبرات ومرافق معاينة جيدة التجهيز، حيث يتم جمع عينات كتل وكريات خام الحديد والحديد المختزل اختزالا مباشرا والخردة والسبايك المعدنية والمواد المضافة والمنتجات الوسيطة والنهائية، بحيث يتم اختبارها وتحليلها دوريا؛ للتأكد من مطابقتها التامة للمواصفات المطلوبة، حيث تملك المختبرات أحدث أجهزة قياس الطيف سبكتومتر وتجهيزات خاصة بالتحليل الكيميائي وفحص التركيب المعدني وفحص الخصائص المكانيكية؛ وذلك لضمان الجودة العالمية في منتجات شركة حديد سابك من الصلب.