ما أنجزناه من اصلاحات في عامنا الذي يوشك على الانتهاء، يمثل مؤشرا ايجابيا على ما سيتم في عامنا المقبل وما يليه من الأعوام، فما تم يعتبر تغييرا جذريا وهيكليا ليس على الصعيد الاقتصادي فقط، بل وحتى على الصعيد السياسي والأمني والعسكري ايضا. اصلاحات تؤكد ان التخطيط عندنا يعقبه تنفيذ محكم يؤدي الى تحقيق النتائج المرجوة والتي تؤكد ان المستقبل سيكون حافلا بالإنجازات والإيجابيات وعلى جميع الأصعدة. انخفاض اسعار النفط لم يكن بأي حال من الأحوال حجر عثرة في طريق تحقيق ما نطمح له، والحقيقة انه كان مجرد (مطب هوائي) تم التعامل معه بسرعة متناهية وتم التأقلم عليه والتعايش معه. وهذه السرعة في التعامل مع المتغيرات ميزة نتميز بها، ميزة تم تكوينها على مر الأعوام العديدة الماضية، ميزة زادت من مهارتنا في التأقلم مع المتغيرات والمعطيات على الساحتين الاقتصادية والسياسية الدوليتين.
عام 2015 شهد تكوين مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، كما شهد فرض الرسوم على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني، وكذلك سرعة في اعادة ترتيب اولوياتنا في الانفاق وبما يتوافق مع المتغيرات على الساحة النفطية. كما شهد عامنا هذا حزمة من البشائر التي من المتوقع البدء بها في عامنا القادم، لعل اهمها خطة التحول الوطني التي تحمل في طياتها تقديم كل ما من شأنه زيادة فعالية اجهزة الدولة والقطاع الخاص على حد سواء. والتي ستؤدي الي اضافة بناءة لكل ما يمس حياة المواطن سواء على الصعيد الاجتماعي او الاقتصادي او الصحي او التعليمي. خطة التحول الوطني المزمع البدء بها في 2016 ستكون نقطة تحول مهمة، وستكون نواة تشكيل المستقبل، وستتضافر الجهود كافة على انجاحها وبأعلى درجات الجودة وبأكبر قدر ممكن من المخرجات التي نتطلع لها.
كما شهد عام 2015 تكوين مجلس الشؤون السياسية والأمنية، وشهد ايضا انطلاقة عاصفة الحزم المباركة والتي تخلص الشعب اليمني الشقيق من العبث الخميني الماكر واللئيم، كما تعيد اليمن الشقيق الى الصف العربي الذي سعى الحوثي الى اخراجها منه. الشعب اليمني شعب عربي نقي وشقيق، وعاصفة الحزم اتت تلبية لنداءاته لنا كي نخلصه من عبث العابثين، فما كان من قيادتنا الحكيمة وفقها الله سوى تلبية نداءات الأشقاء في اليمن العربي السعيد. ان بلادنا كانت وما زالت وستظل قائمة على حفظ المصالح الإسلامية والعربية ورعايتها ودعم كل ما من شأنه حفظها من تآمر المتآمرين ومكرهم، وهذه بلادنا وهذا نهجنا ولن نحيد عنه مهما كانت العواقب. كما وقفت بلادنا بقوة وحزم تجاه الظلم والعدوان الذي يتعرض له الشعب السوري الشقيق، وكنا صوت حق في وجه العدوان، وفتحنا ابواب بلادنا على مصراعيها لأشقائنا في سوريا، وما زلنا وسنظل حتى يزول الظلم والعدوان، وحتى تعود سوريا آمنة مطمئنة.
من الصعوبة ايجاز انجازات عام 2015 في مقال. ومن الصعوبة ايضا ايجاز ما سينجز بإذن الله في عام 2016. التفاؤل سيد الموقف في بلادنا، والجميع يعمل لهدف واحد وهو رفعة بلادنا وعلى جميع الأصعدة. دعم مليكنا سلمان بن عبدالعزيز اللامحدود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد الأمير الشهم محمد بن سلمان، وتكاتف الشعب السعودي والتفافه حول قيادته وتفانيه في تنفيذ الخطط كفيل بتجاوز كافة التحديات وتنفيذ كافة الخطط التي من شانها رفعتنا وتقدمنا. بلادنا ماضية الى الأمام، لن يعيقنا امر - كائن ما كان، وأيا كانت مصادره واساسه - عن المضي في ما من شأنه رفعتنا ورفعة المسلمين والعرب. رسالتنا للعالم سلام، ونهجنا العدل وفق ما بعث به نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.