الفنون التشكيلية عامل جذب سياحي مهم في جميع الدول المتقدمة منها والنامية، وكذلك بعض الدول الفقيرة التي تؤمن بأهمية الفنون البصرية، ومن يتذكر الشارقة ودبي قبل عقدين من الزمن يدرك مدى أهمية الفنون في سياسة الجذب السياحي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ويعلم جيداً كيف استفادت من خبرات الفنانين العرب؛ لتكون الآن في مصاف الدول العظمى في اهتمامها بالفنون.
لقد أدركت الدول أهمية الفنون؛ لما لها من أهمية في الارتقاء بالذائقة الحسية والبصرية، إضافة إلى الاستثمار بالفنون ورفع المستوى الاقتصادي للبلد، فمنذ أن بدأت الشارقة بتأسيس متحف الشارقة للفنون بدأت بعض الجهات في إعادة بناء القرى التاريخية لتصبح معلماً مهماً من الناحية الثقافية والمعمارية والسياحية.
أما في دول المغرب العربي، فقد أدركت الحكومات أن الفن هو واحد من أهم روافد السياحة المحلية، فأصبحت تسمح -وفق النظام الأساسي للدولة- بتنظيم ملتقيات للفنون التشكيلية الدولية، وتمنحهم فرصاً بدعمهم مادياً وتساندهم في الدعم بلديات المدن والمؤسسات الخاصة والبنوك والفنادق؛ لتنعش اقتصاد البلد وتظهره سياحياً من خلال البرامج السياحية المُعدة للمشاركين.
وهنا نستطيع ذكر مهرجان «المحرس الدولي» للفنون التشكيلية في تونس، والذي يعد واحداً من أقدم المهرجانات التشكيلية في تونس والوطن العربي، وكذلك مهرجان «فاس» للفنون التشكيلية الدولي بالمغرب، ومهرجان «المنمنمات» في الجزائر، وغيرهم الكثير.
لقد عايشت تلك المهرجانات وعرفت نظامها، ووجدت بأنها علاوة على أنها رافد للفن، فإنها رافد للسياحة الثقافية لكل بلد، ويحرص القائمون على تلك المهرجانات على توطيد العلاقة بين المبدع والمكان.