كشف المؤتمر السعودي العالمي لطب الأسنان عن الجهود العلمية الحثيثة لتوطين المعرفة عن استكشاف واستخدامات الخلايا الجذعية علاجيا والتوسع في هذا المجال في المملكة وأن التوجه الآن هو استقطاب باحثين متخصصين من الجيل الصاعد ليكونوا قياديين في المستقبل.
وقالت الدكتورة ذكرى عبدالرحمن الخيال، استشارية طب أسنان الأطفال، الباحثة المشاركة في قسم الخلايا الجذعية والتجديد بمستشفى الملك فيصل التخصصي خلال فعاليات المؤتمر السعودي العالمي لطب الأسنان والذي تنظمه كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود والجمعية السعودية لطب الأسنان بعنوان "طب الأسنان التجديدي" بالرياض امس، ان هناك خطوات واسعة تمت في إيجاد خبرات وطنية في مجال العلاج بالخلايا الجذعية المستخلصة من الأسنان.
وطرحت د. الخيال خلاصة خبرتها في مجال تطبيقات الخلايا الجذعية المأخوذة من الأسنان، مبينة أن المؤتمر محفل علمي مميز يشارك فيه باحثون وقياديون عالميون في تخصصات طب الأسنان، ونوهت بدعم "التخصصي" لتفرغها العلمي لمواصلة الأبحاث في مجال الخلايا الجذعية من الأسنان اللبنية وتطبيقاتها في الطب التجديدي العظمي.
كما أشادت بدور القائمين على الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار لدعمهم المشروع المتخصص الذي تشرف عليه بناء على توصية المؤسسة الأمريكية للتقدم العلمي.
وعن رحلتها البحثية العلمية قالت الخيال: "من خلال عملي في "التخصصي"، طبيبة أسنان أطفال ورعايتي لحالات طبية استثنائية مثل سرطان الدم، وأمراض نقص المناعة الوراثية وغيرها من الأمراض المستعصية أو المزمنة ازدادت قناعتي ورغبتي في التوسع في المعرفة والبحث العلمي في مجال الخلايا الجذعية كسبيل لعلاج متطور ومتقدم لإيجاد طرق علاجية أفضل لما نعتبره مستعصيا أو خللا جينيا، ومن هنا أتيحت لي فرصة للعمل في مركز الأبحاث، ونظرا لكوني طبيبة إكلينيكية كان لابد لي أن أخوض رحلة علمية بيولوجيا وبحثيا في مجال الخلايا الجذعية بين كلية كنج (King’s College) في لندن، وجامعة هارفارد لطب الأسنان (Harvard School of Dental Medicine) في بوسطن، والعمل للتعرف دورVEGF في نمو العظم الغشائي.
وأشارت إلى أنه قد تمخضت عن هذا التفرغ العلمي رغبة ملحة في مواصلة توطين المعرفة في هذا المجال بالمملكة والتوسع فيه، لافتة إلى أن انعقاد المؤتمر السعودي العالمي لطب الأسنان فرصة سانحة لوقوف المشاركين على التقدم الكبير الذي تحقق في تطوير العلاج بالخلايا الجذعية للأسنان.
وأوضحت الدكتورة ذكرى الخيال أن الخلايا الجذعية للأسنان هي الموجودة في الأسنان اللبنية لدى الأطفال وأسنان العقل لدى البالغين، وأن الدراسات الحالية لمثل هذا النوع من الخلايا الجذعية أظهرت قدرتها على تطوير أنواع كثيرة من أنسجة الجسم خلاف الخلايا الجذعية الأخرى. وهذا التنوع يفتح الباب لتطبيقات علاجية أكثر. وأشارت إلى أنه مابين أبحاث الاستكشاف وأبحاث المعالجة رحلة علمية وعملية جبارة بحاجة إلى دعم سياسي واجتماعي بالإضافه للدعم المالي. ورغم التقدم الملحوظ إلا أننا في اعتقادي مازلنا في بداية الطريق.
إلى ذلك سلط مؤتمر "طب الأسنان التجديدي" الأضواء على توظيف "الخلايا الجذعية" في طب الأسنان، وقدم الدكتور بول ت. شارب، من جامعة كنقز لندن في المملكة المتحدة، ورقة عن استخدام الخلايا الجذعية في إعادة بناء الأسنان وإصلاحها، وتقوم فكرته على أنه عندما يتضرر السن إلى درجة عميقة تستدعي كشف جزء من لب السن تقوم الخلايا الجذعية الموجودة في عصب السن بالتحرك ناحية الجزء المتضرر وتتحول إلى خلايا متخصصة ببناء طبقة العاج لحماية السن من الالتهاب.
وأشار إلى أنه عند الدراسة المخبرية لهذه الخلايا لدى الفئران وجد أنها تقوم بتحويل جزء من لب السن إلى طبقة صلبة من العاج"، لافتا إلى أنه يمكن الاستفادة من هذه الخاصية في إنشاء زرعات سنية مبنية على هذه الخلايا".
من جانبه شرح البروفسور جورج ت. هوانق، رئيس وحدة الخلايا الجذعية في جامعة تينيسي في الولايات المتحدة الأمريكية، خواص الخلايا الجذعية المستخرجة من الأسنان والأنسجة المحيطة بها، وجاء في محاضرته أنه يوجد على الأقل خمسة أنواع من الخلايا الجذعية التي يمكن استخراجها من الأسنان: خلايا جذعية مستخرجة من داخل عصب السن، خلايا مستخرجة من الأسنان اللبنية بعد سقوطها، خلايا مستخرجة من الأنسجة المحيطة بالأسنان وخلايا من الأنسجة المحيطة بذروة الجذر وأخيرا خلايا مأخوذة من تجويف السن قبل بزوغه، وبعض هذه الخلايا المستخرجة أثبتت إمكانيتها في المختبر التحول الى أنواع متعددة من الخلايا مثل الخلايا العصبية وقال: "إن هذه النتائج تفتح المجال لآفاق جديدة في تطبيقات طبية متعددة".