نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، القول: إن على إسرائيل الاستعداد لاحتمال انهيار السلطة الفلسطينية، ووصفت الخارجية الفلسطينية تصريحاته بأنها "انعكاس لنوايا مبيتة وخبيثة".
فيما استشهد فلسطيني، أمس، برصاص جيش الاحتلال بزعم طعنه جنديا قرب مجمع مستوطنات غوش عتصيون جنوب القدس.
ونقلت صحيفة "هاآرتس" عن نتنياهو القول خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أمس الأول الأحد :"على إسرائيل إعداد العدة لاحتمال انهيار السلطة الفلسطينية"، وأكد في الوقت نفسه أنه يتعين منع هذا السيناريو قدر الإمكان.
وكشفت الصحيفة، أن المجلس الوزاري المصغر كرس خلال الأيام العشرة الأخيرة جلستين لبحث احتمال انهيار السلطة الفلسطينية بسبب الجمود السياسي والتصعيد فى الأوضاع الأمنية والأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية والأزمة السياسية في القيادة الفلسطينية.
وواصلت إسرائيل، أمس، لليوم الخامس على التوالي البحث عن منفذ عملية تل أبيب وسط تضارب التكهنات حول مكان اختبائه، بينما يوجه الرأي العام الإسرائيلي أصابع الاتهام لأجهزة الأمن لفشلها في العثور عليه. وتعيش قوات الأمن حالة من الارتباك، ورغم الإمكانيات التكنولوجية المتطورة وعمليات التفتيش الواسعة التي تعكر الحياة العامة بمدينة تل أبيب، فإن كل ذلك لم يؤدِّ لاعتقال نشأت ملحم منفذ العملية من قرية عارة داخل أراضي الـ48. ويشير المحلل للشؤون الأمنية يوسي ميلمان إلى أن قوات الأمن دفعت خيرة قواتها الخاصة لتل أبيب. ويوضح ميلمان أن عمليات التفتيش عن ملحم تتركز الآن في شمال تل أبيب بعد العثور على هاتفه المحمول الأحد، لكن الشرطة تقر بأنها لم تمسك بعد بأي طرف خيط يقودها للهدف. ولفت المحلل الأمني إلى أن قوات الأمن تعتقد بوجود علاقة بين العملية وبين قتل أمين شعبان، سائق سيارة تاكسي عُثر على جثته بعد ساعة من العملية بالناحية الشمالية للمدينة. ويكشف فولفسون عن أن ملحم عمل في الماضي بشمال المدينة بعدة وظائف، وأن الشرطة تفتش مساكن الطلبة العرب بجامعة تل أبيب كما أن الإحباط ما انفك يلازم الإسرائيليين جراء الفشل في إلقاء القبض، خاصة أنه مسلح مما يتسبب بحالة فزع للسكان. وفي السياق، اعتقلت قوات الأمن -التي تخشى من قيام ملحم بعملية ثانية- شقيقه الآخر واستأنفت التحقيق مجددا مع والده الذي كان أبلغ الشرطة بعد العملية مباشرة بأن منفذها ابنه بعدما شاهد الصور في شاشة التلفاز. ولا تستبعد الشرطة، أن يكون ملحم قد استولى على شقة سكنية في شمال تل أبيب وحوّل ساكنا مسنا فيها لرهينة، مستغلا معرفته للمنطقة بحكم عمله في دكان خضراوات وفي مغسلة، وسط ترجيحات أخرى بأنه فرّ لأراضي السلطة الفلسطينية. وعلى خلفية هذا الفشل، قال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان للإذاعة العامة: إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن منفذ العملية لا يزال في تل أبيب وليس بمكان آخر. وشدد أردان على عدم قدرته الكشف عن المزيد من المعلومات حول العملية، مبديا تفهمه للقلق الواسع في تل أبيب. بالمقابل، ينتقد المعلق البارز نحوم برنيع رئيس الحكومة لتحريضه على المواطنين العرب فيها، ولعدم قيامه بما يلزم لمكافحة ظاهرة السلاح غير المرخص والجريمة المتفشية وسطهم رغم مطالبات متكررة من قبل قياداتهم. ودعا برنيع في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت نتنياهو للاعتراف بأنه لا يملك حلا سحريا للهجمات الفلسطينية بدلا من اتهام المواطنين العرب، وهم الذين توجه لهم التهم الفورية، محذرا من تأجيج النزاع بين العرب واليهود في إسرائيل. ووصف النائب مسعود غنايم (القائمة المشتركة) تصريحات نتنياهو بالعنصرية والتحريضية، متهما إياه بأنه لا يتصرف بمسؤولية واتزان كرئيس حكومة. وردا على سؤال الجزيرة نت، أجاب غنايم بأن أقوال نتنياهو لا تعدو أن تكون لائحة اتهام ضده وضد سلفه من رؤساء الحكومات الذين عملوا بشكل منهجي على إهمال وإقصاء فلسطينيي الداخل وميّزوا ضدهم بكل المجالات.