إذا كان يُحسب لإدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي بن ناصر نجاحها المذهل في إبرام الصفقات المحلية نتيجة ذكاء المفاوض إلى جانب القوة الشرائية في سوق الانتقالات السعودية، فإنه يُحسب عليها إخفاقها في إبرام الصفقات الأجنبية المؤثرة خلال السنوات السبع الماضية، التي تربع خلالها سموه على كرسي رئاسة النادي.
ومع أن اللاعبين الأجانب يمثلون ما نسبته 40% من قوة أي فريق وربما أكثر متى ما كانوا في مستوى الطموحات والتطلعات من حيث الأداء الفردي والجماعي إلا أن الإدارة وعلى مدى السنوات الفارطة لم تغير من سياستها لإدارة هذا الملف المهم، فهي دائما ما تقع في نفس الأخطاء سواء من حيث التأخر في إبرام تعاقداتها أو من حيث جلب لاعبين دون المستوى أو الإتيان بلاعبين في مراكز لا تحتاج لتعزيز في ظل تألق اللاعب المحلي وقيامه بدوره المطلوب على أكمل وجه.
وعندما نعود بالذاكرة للوراء قليلا، فإننا نجد إدارات النادي المتعاقبة منذ أيام الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود مروراً بالأمير فيصل بن عبدالرحمن ثم الأمير ممدوح بن عبدالرحمن وأخيراً الأمير سعد بن فيصل بن سعد، رغم قصر الفترة التي قضاها كرئيس للنادي، إلا أن تلك الإدارات كان يُضرب بها المثل وكانت بعض الأندية تعتبرها أنموذجا يُحتذى به، نظراً لقدرتها على استقطاب اللاعبين المميزين والمؤثرين رغم أن الفريق في أواخر تلك السنوات عانى على مستوى اللاعبين المحليين بعد اعتزال جيل الأسطورة ماجد عبدالله .
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن من أولئك اللاعبين الأجانب الذين أثروا الدوري السعودي بصفة عامة وكانوا علامة فارقة في الفريق النصراوي الغاني أوهين كيندي والعاجي يوسف فوفانا والسنغالي انجي فيكتور ومواطنيه أداما سيسي وماما دوصو ويايا مالك والألباني حسين أزميجاني والقطري محمد سالم العنزي والبلغاري خريستو ستويشكوف، رغم أنه لعب مع الفريق في البطولة الآسيوية فقط، ثم تلاهم الجزائري موسى صائب والمغربي أحمد بهجا ومواطنه إسماعيل التريكي والبرازيلي كاريوكا والبوليفي خوليو سيزار والكنغولي روك بوسكاب والإكوادوري كارلوس تينوريو والبرازيلي إلتون جوزيه ومواطنه إيدير الذي لعب نصف موسم في عهد الإدارة الحالية .
وفي المقابل، نجد أن الإدارة الحالية تعاقدت في ست سنوات ونصف مع 33 لاعبا من 19 جنسية، وبواقع 7 من البرازيل و 3 من الأرجنتين ومثلهم من الجزائر ولاعبين اثنين من كل من كوريا الجنوبية ومصر ورومانيا والإكوادور، ولاعب واحد من كل من غينيا وأستراليا والكويت وكولومبيا وأوزبكستان واليونان والبحرين وعُمان وبولندا والأوروجواي وهولندا ومالي، ورغم هذا الكم الكبير من التعاقدات إلا أن جميع اللاعبين كانوا صفقات مضروبة، حيث كانوا عالة على الفريق ولم يقدموا ما يوازي المبالغ المالية الكبيرة التي تقاضوها بإستثناء ستة لاعبين يُمكن القول بأنهم قدموا مستويات مقبولة إلى حد ما، وهم: حسام غالي وبدر المطوع وفيكتور فيغاروا وجيمي أيوفي وأدريان ميرزيفسكي ومحمد حسين في أول موسمين فقط، حيث تراجع مستوى اللاعب منذ أواخر الموسم الفائت وبات يُشكل نقطة ضعف في دفاع الفريق .
ويرى الخبراء والمحللون الرياضيون أن أصفر العاصمة يملك أفضل اللاعبين المحليين في السنوات الأخيرة، حتى وإن تراجعت مستويات بعضهم في هذا الموسم، ولو وجد معهم رباعي أجنبي على مستوى عال قادرون على صناعة الفارق لسيطر الفريق على معظم البطولات، علما أن النصر في هذه السنوات شارك في 26 بطولة منها 23 محلية واثنتين آسيوية وواحدة عربية، ولم يحقق منها سوى ثلاث بطولات في العامين الأخيرين، نتيجة غياب العنصر الأجنبي المؤثر .
وبما أن الفريق حاليا في إطار تغيير بعض الأسماء الأجنبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لا سيما وأن لديه مشاركة قارية إلى جانب مسابقة كأس جلالة الملك وبقية منافسات الدوري، فإن المدرج الأصفر يأمل أن تكون التعاقدات الجديدة أيا كان عددها في مستوى الطموح لتساهم في رفع مستوى الأداء ومساعدة اللاعبين المواطنين لتحقيق تطلعاته والخروج من الموسم ببطولة .
أما فيما يتعلق بالمدربين الذين أشرفوا على الفريق في عهد الإدارة الحالية، فقد تعاقب على تدريب الفريق 11 مدربا ينتمون لـ 7 جنسيات وبواقع 3 من الأوروجواي واثنين من إيطاليا ومثلهما من كولومبيا وواحد من كل من السعودية وكرواتيا وأسبانيا والأرجنتين. ففي عام 09/2010 أشرف على الفريق خورخي داسيلفا، وفي عام 10/2011 درب الفريق الإيطالي زينجا وأكمل المهمة الكرواتي دراغان بعد إقالة الأول فيما تعاقب على تدريب الفريق عام 11/2012 ثلاثة مدربين وهم: الأرجنتيني جوستافو ثم المدرب الوطني علي كميخ بصفة مؤقتة قبل أن يترك المهمة للكولمبي ماتورانا الذي استمر في عام 12/2013 قبل أن تتم إقالته وتسند المهمة مؤقتا للمدرب الأوروجوياني دوترا، لحين وصول مواطنه جوزيه كارينيو الذي أكمل المهمة مع الفريق في العام التالي 13/2014 وحقق معه بطولتين، وفي العام الماضي 14/2015 تم التعاقد مع المدرب الإيطالي كانيدا، ولكن تمت إقالته وأوكلت المهمة للمدرب الجديد القديم خورخي داسيلفا الذي أكمل المهمة وساهم في تتويج الفريق ببطولة الدوري قبل أن تتم إقالته هذا العام، ويتولى المهمة مؤقتا مدرب الحراس الكولمبي هيجيتا الذي ترك المهمة للمدرب الحالي الإيطالي كانافارو .