لعدة سنوات مضت كان فريق من المتعصبين لأجهزة أبل يتفاخرون أمام نظرائهم بسبب ما عرف عن مدى أمان وحماية أجهزتهم أمام مستخدمي الأجهزة الأخرى سواء على مستوى أجهزة الكمبيوتر أو اللوحية أو حتى الهواتف الذكية، إلا انهم لا يمكنهم الاستمرار بهذا الفكر وذلك لأن حالها أصبح كحال كافة الأجهزة الإلكترونية من حيث التضرر من الفيروسات وخشيتهم من أن يتم اختراقها.
فقد أشارت تقارير مختصة في أمن المعلومات إلى أن الأجهزة الذكية التي تعمل بنظام "iOS" تمثل إحدى الأولويات الموجودة على أجندة قراصنة الإنترنت، حيث إن مطوري البرمجيات الخبيثة لأجهزة أندرويد بدأوا بالتوجه نحو أجهزة آبل الذكية مثل آيفون وآيباد لتطوير تطبيقات خبيثة تسهل تعطيلها واختراقها.
وكشفت دراسة قامت بها شركة "Quick Heal" المُتخصصة في مجال الحماية والأمان أن تجاوز نظام حماية آبل ليس من الأمور السهلة، إلا أن المُخترقين سوف يستهدفون الأجهزة التي تجاوزت قفل الحماية JailBreak، حيث سيصبح من السهل السيطرة عليها، فقد نجحت شركة صينية خلال الأشهر الثلاثة الماضية في نشر أكواد خبيثة في التطبيقات الموجودة داخل متجر آبل "App Store"، حيث قامت الشركة بنشر نسخة مُحمّلة بالشفرات الخبيثة من برنامج "Xcode" المُستخدم في تطوير تطبيقات لأنظمة آبل عُرفت وقتها باسم "XcodeGhost".
وبعد تقلب الموازن في متجر التطبيقات قامت أبل بما وصفته بـ "تنظيف" متجر تطبيقاتها عبر إزالة برمجيات خبيثة تستهدف أجهزة آيفون وآيباد في أول هجوم إلكتروني واسع النطاق يتعرض له نظام "iOS".
وفي سياق متصل كشف استطلاع أجرته شركة "كاسبرسكي لاب" بالتعاون مع "B2B International" بأن مستخدمي أجهزة ابل يتعرضون لتهديدات إلكترونية بنفس القدر الذي يواجه مستخدمي منصات التشغيل الأخرى، بل إنهم يواجهون في كثير من الاحيان أنماط إضافية ومختلفة من أنواع الهجمات الإلكترونية، لكن بالرغم من أنه لم يتم الكشف عن عدد كبير من البرمجيات الخبيثة التي تتهدد أمن نظام تشغيل حواسيب أبل "OS X" كالتي تتعرض لها أنظمة التشغيل الأخرى مثل "Windows" إلا أن هذا لا يعني أن أجهزة أبل وبيانات مستخدميها في مأمن من الإصابة بمثل تلك الهجمات.
وأشار الاستطلاع أن نسبة 24% من المستطلعة آراؤهم من مستخدمي ابل الذين اتخذوا من أجهزة الكمبيوتر المكتبي وسيلة رئيسية للاتصال بالإنترنت، وأن 10% منهم فضلوا استخدام أجهزة الكمبيوتر المحمول، وقد أبلغوا عن تعرضهم للإصابة ببرمجيات خبيثة خلال هذا العام.
وأكدت نتائج الاستطلاع أن عدد مستخدمي أجهزة الكمبيوتر المتضررة من هذه الإصابات أعلى بنسبة 32%، ومع ذلك، بلغت نسبة مستخدمي أجهزة أبل الذين تعرضوا لهجمات الفدية الخبيثة على سبيل المثال لا الحصر، 13% مقارنة بـ 9% من مستخدمي الاجهزة بنظام التشغيل ويندوز، وكانت هناك حالة مماثلة من التهديدات التي تستهدف البيانات المالية، فقد تم الإبلاغ عن هذه الحالات من قبل 51% من مستخدمي الأجهزة بنظام "OS X" و43% من مستخدمي الاجهزة بنظام التشغيل ويندوز.
وأشارت نتائج الاستطلاع أيضا إلى أن مستخدمي أجهزة أبل عموماً أقل إدراكاً لحجم التهديدات الإلكترونية قياساً إلى نظرائهم من مستخدمي الاجهزة بنظام التشغيل ويندوز، حيث أن هناك 39% من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر المحمولة من أبل، لم يسمعوا أو قد يكونوا بالكاد سمعوا عن هجمة الفدية الخبيثة، فيما تبين أن 30% لا يعرفون شيئاً عن مخاطر البرامج الخبيثة والتي من المحتمل أن تستغل إحدى الثغرات غير المكتشفة في نظام التشغيل.
تبين نتائج الاستطلاع أنه من بين جميع المستطلعة آراؤهم فإن 33% لا يعرفون شيئا تقريبا عن هجمة الفدية الخبيثة و 28% لا علم لهم بتأثيرها، كما أن نصف مستخدمي أجهزة الحواسيب المحمولة من أبل لا يزالون يتجاهلون الحاجة إلى تثبيت برامج أمن الإنترنت على أجهزتهم، حيث إن 47% من هذه الأجهزة و59% من أجهزة الكمبيوتر المكتبي “ابل” فقط مجهزة بمثل هذه الحلول الأمنية.
وعندما يقوم مستخدمو أجهزة “ابل” باختيار برامج الحماية الأمنية لأجهزتهم، يهتم الكثير منهم وهم ما يقارب من 41% بسعر البرنامج في المرتبة الأولى، بالمقارنة مع نسبة 36% وهم المهتمون بجودة الحل الامني من حيث قدرته على كشف ومنع تلك الهجمات الخبيثة، ويأتي في المرتبة الثالثة من حيث درجة الاهتمام، مدى تأثير ذلك الحل على أداء الجهاز بنسبة 33%، أما مستخدمو الأجهزة العاملة بنظام ويندوز فيهتمون بالمرتبة الأولى بكفاءة الحل في الكشف عن البرمجية الخبيثة بنسبة 47% ثم تأتي تكلفة الحل في المرتبة الثانية بنسبة 42%، وتليها في المرتبة الثالثة قدرة الحل على منع الهجمات الإلكترونية بنسبة 31%.