كشف فريق حقوقي من ستة ناشطين يمنيين عن العديد من الفظائع والمآسي الإنسانية التي تتعرض لها اليمن؛ جراء الاعتداءات الحوثية المتكررة على المواطنين الأبرياء، ولفت بالصور والوثائق الأوضاع الصعبة التي عاشتها مدينة "عدن" تحت وطأة العدوان الحوثي الذي دمّر الأخضر واليابس بالمدينة وقتل وشرد الآلاف من المواطنين.
واستعرض الفريق الذي زار القاهرة تحت عنوان "عدن تتحدث"، في ندوة استضافها المركز المصري للدراسات والبحوث بالقاهرة، بالتفصيل ما أحدثه الحوثيون في اليمن من دمار وقتل وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين وإهدار الحقوق الإنسانية، كما طالب برفع الظلم عن كاهل اليمنيين ومحاسبة الجناة، وإيضاح حقيقة الأحداث الدائرة في اليمن وحجم الدمار، والجرائم المرتكبة على المدنيين من قبل المليشيات الانقلابية، ومحاسبتهم وفقا للقوانين والمعاهدات الدولية، وتعويض الضحايا تعويضًا عادلًا.
وفي بداية الندوة، قال رئيس المركز اللواء عبدالحميد خيرت: عاصفة الحزم التي قادتها السعودية، من خلال تحالف عربي، وضعت حدّاً للمشروع الحوثي، الذي هو بالأساس مشروع إيراني بامتياز، يهدف للسيطرة على المنطقة بروحٍ طائفية، ويسعى لتكريس القلاقل وتصدير الأزمات للعواصم العربية.. مستغلاً ما يعرف ظلماً بـ"الربيع العربي"؛ ليكون أداة تقسيم ومعول هدم يثير القلق في العالمين العربي والإسلامي.
وأضاف: إن تنظيم الحوثيين في اليمن كان المعادل المأساوي لتنظيم الإخوان الدولي وجماعته الإرهابية في مصر، وكلاهما اعتمد التضليل باسم الدين للوصول للسلطة واحتكارها بزعم الديموقراطية وصندوق الانتخابات.. وكلاهما مارس الخداع على البسطاء وحول الشوارع إلى قنابل موقوتة وتفجيرات واغتيالات وترويع.. وكلاهما اعتمد الفتنة بين أبناء الشعب الواحد واستحل الدماء.
وأعرب خيرت عن يقينه بأن عاصفة الحزم وما تبعها من مقاومة شعبية بطولية في اليمن، كانت المعادل الشعبي والموضوعي لثورة 30 يونيو في مصر، لانتزاع شرعية الوطن لا شرعية كرسي الحكم، وإعادته إلى الأغلبية المتضررة من سيطرة فصيل تكفيري وإقصائي وتخريبي على مفاصل دول عريقة وتاريخية.
وكشف عن أن خطورة المشروع الحُوثي تتلخص في أنه ذو مرحلتين؛ الأولى: أن يصبح التنظيم هو «صانع الملوك» في صنعاء، عبر إعادة تنصيب الرئيس السابق علي عبدالله صالح مرة أخرى أو أي شخصية تدين له بالسمع والطاعة، والثاني: أن يصبح الحُوثي في موقف مثل موقف حزب الله في لبنان، أي أن يتحكم في الدولة ومفاصلها، دون أن يحكم مباشرة!.. بل يكون وصيًا على الحكم وآمرًا له.. ومن خلال وضع كهذا يصبح سلاحًا قابلاً للاستخدام للمصالح الإيرانية متى ما قررت طهران ذلك، وفي المكان الذي تختاره.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم فريق "عدن تتحدث" أقدار مختار أن الهدف الرئيسي والأول للفريق هو نقل المأساة التي تعيشها مدينة عدن، خاصة في ظل التعتيم الإعلامي للانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الحوثيون تجاه الشعب اليمني، وأنهم "يتفننون في ارتكاب المجازر".
والتقط أطراف الحديث الصحفي والمسؤول الإعلامي للفريق، أحمد الدماني، وقال: إن الحوثيين تجاوزوا كل القوانين واخترقوا كل الأعراف.. وأضاف: إن مجازر عصابات الحوثي طالت الكثير من النساء والشيوخ والأطفال، مشيرًا إلى أن الاعتقال التعسفي للمواطنين وتعذيبهم بشكل علني، والقصف العشوائي للأماكن المأهولة بالمدنيين وممارسات أخرى لا تمت إلى الإنسانية بصلة.
وعن رؤيته للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، أوضح الدماني أن التحالف أنقذ الشعب اليمني من جماعة إرهابية تمارس التكفير والقتل، وأن التدخل السعودي "مُنقذ لنا من أوضاع مأساوية إذا تمكن الحوثيون من السيطرة على كامل البلاد"، وأكد أن قوات التحالف جاءت والحوثيون يسيطرون على كامل صنعاء وغالبية عدن، إلا أنه الآن تمكنت المقاومة والجيش اليمني الوطني من تحريرها واستعادة السيطرة على العديد من المناطق.
من جتهه، قال الناشط الحقوقي اليمني، محمد المسيري: إن أعضاء الفريق، هم شهود عيان على كافة الأحداث في عدن، وأن هدفهم الأسمى هو نقل الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون تجاه الشعب اليمني بالحرف الواحد، ليعلم الجميع حقيقة تلك الجماعة الإرهابية.
بدورها، قالت شريفة نصيب، عضو فريق «عدن تتحدث»: إن حرب الحوثيين على عدن، أهلكت الجميع، وأن الحرب امتدت إلى 90% من المديريات باليمن، مشيرة إلى حالة الفزع والرعب التي تنتاب السكان الذين كانوا يهربون فور علمهم باقتراب ميليشيات الحوثي خوفاً من البطش والتنكيل.
وبلهجة باكية، روت شريفة نصيب، كيف حالفها الحظ واستطاعت الفرار قبل مجزرة الرصيف بساعات، عبر قارب في البحر، بحثاً عن مكان آمن، واستعرضت العديد من الفظائع التي تعرض لها أقارب ومعارف على يد ميليشيا الحوثي.. وأنها رأت بأم عينيها مواطنين يقضون برصاص القناصة وعناصر الميليشيا المجرمة.. وبصوت تخنقه الدموع قالت: إنها في لحظة تمنت الموت قبل أن تخرج وتشاهد معاناة الأبرياء.