توقعت مؤسسة جارتنر العالمية للدراسات والأبحاث أن يتجاوز عدد الأجهزة الذكية خلال العام الجاري سقف 7.8 مليار جهاز بسبب النمو المتسارع لها.
وأوضحت أن الأجهزة الذكية تشمل كلا من الأجهزة القابلة للارتداء والهواتف، والكمبيوترات اللوحية، والكمبيوترات الشخصية، والتي ستنمو أيضا بوتيرة متسارعة لتصل إلى 8.3 مليار جهاز خلال عام 2018.
وأشارت التوقعات إلى أن المستخدمين في السوق الناضجة سيستخدمون من 3 إلى 4 أجهزة شخصية، وهي عبارة عن مزيج من الأجهزة «الرئيسية» و «المتخصصة»، حيث ستضم الأجهزة الرئيسية كلاً من الهواتف الذكية، والكمبيوترات اللوحية، والكمبيوترات المحمولة القابلة للتحويل «الأجهزة من فئة 2 في 1»، والكمبيوترات المحمولة من فئة النوت بوك، التي ستمثل أكثر من جهازين من مقتنيات كل مستخدم في أي وقت، أما الأجهزة المتخصصة فإنها ستضم مجموعة متنامية من الأجهزة القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية، والأساور الصحية، والنظارات الذكية، وأنواع جديدة من الأجهزة المتصلة بالشبكة كالبطاقات الذكية، وأجهزة القراءة الإلكترونية، والكاميرات المحمولة.
وأكدت الدراسة التي حملت هذه التوقعات انه بحلول عام 2019، ستقوم 20% من الأجهزة الشخصية بتسجيل عواطف وانفعالات المستخدم من أجل إنشاء استجابات فردية، أو حشد مصادر للتحليل من قبل النظام، حيث إنه بوجود الأجهزة القابلة للارتداء التي تعمل على تسجيل معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وأنماط النوم، وحساب عدد الخطوات، فإن عواطف وانفعالات المستخدم هي الوجهة القادمة للأجهزة الشخصية، كما أن أكثر من 740 مليون جهاز قابل للارتداء سيوضع قيد الاستخدام خلال العام القادم، أي بزيادة قدرها 20% عما يتم استخدمه خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن يصل عدد الأجهزة القابلة للارتداء قيد الاستخدام 1.1 مليار جهاز بحلول العام 2019.
ويمكن لهذه الأجهزة قياس العواطف والانفعالات باستخدام مزيج من أجهزة الاستشعار المختلفة، بما فيها أجهزة تسجيل الصوت، أو بالإمكان رصد العواطف والانفعالات البشرية وتحليلها عن طريق تسجيل تعابير الوجه بواسطة الفيديو أو الكاميرا الثابتة، أما أجهزة تتبع الحالة الصحية واللياقة البدنية الشخصية فإنها ستتطور لتصبح أكثر دقةً، ما سيتيح للأشخاص إمكانية تتبع صحتهم البدنية والعقلية بدرجة افضل، وفي الوقت نفسه، ستتمكن المؤسسات من تتبع مستويات إجهاد أو تعب الموظفين الذين يعملون ضمن بيئات خطرة، أو الذين يحملون على عاتقهم المسؤوليات الجسام مثل مراقبي خطوط الحركة الجوية، واتخاذ التدابير الوقائية عند الضرورة.
ومن المتوقع أن يعتمد ثلث مستخدمي الكمبيوترات الشخصية في العام ذاته على لغة الخطاب أو الإيماءات لإصدار الأوامر، فبالتزامن مع طرح وانتشار استخدام الكاميرات ثلاثية الأبعاد في الآونة الأخيرة بواسطة الكمبيوترات المكتبية والكمبيوتر المحمولة من فئة النوتبوك، إلى جانب ميزة المساعد الشخصي التي يقدمها نظام التشغيل «ويندوز 10»، من المتوقع تنامي لغة الخطاب والإيماءات لإصدار الأوامر، لدرجة أنها ستطغى على وظائف لوحة المفاتيح والشاشات التي تعمل باللمس.
كما أن عمل أكثر من 60% من إجمالي قاعدة الكمبيوترات الشخصية المُنصّبة وفق نظام التشغيل «ويندوز 10»، إذا اختار ما لا يقل عن نصف مستخدمي نظام التشغيل «ويندوز 10» الذين شاركوا في الدراسة لغة الخطاب أو الإيماءات لإصدار الأوامر، كما أن لغة الخطاب والإيماءات ستقدم مكاسب جديدة للاستخدام والإنتاجية ضمن القطاع التجاري، فعلى سبيل المثال، الخدمات الميدانية التي يتعذر خلالها استخدام اليدين من قبل العامل، حيث بإمكان هذه الوظيفة توفير إمكانية الوصول للملفات والمستندات باستخدام الإيماءة لقلب الصفحة. وعلى نحو مماثل في المنزل، حيث بإمكان لغة الخطاب أو الإيماءات تقديم حلول مناسبة ومثالية للتفاعل مع الكمبيوترات الشخصية في حال انشغال الأيدي بأمر آخر، فعلى سبيل المثال، بالإمكان التلويح أمام الشاشة لقلب صفحة من كتاب، أو فتح المتصفح للبحث عن مواد معينة من خلال الإيماءات.
وحول قطاع الأعمال فمن المتوقع انه بحلول العام 2018، ستدخل واحدة على الأقل من شركات تصنيع الهواتف غير التقليدية إلى قائمة أفضل خمس علامات تجارية للهواتف الذكية في الصين، حيث إن شركات الإنترنت الصينية تستثمر بدرجة قوية في مجال تطوير قطع وتجهيزات ومنصات وتوزيع الهواتف المحمولة، سعياً منها لاحتلال مكانة بارزة في سوق الهواتف الذكية، وهي لا تحرص على رفع مستوى ولاء ومشاركة المستخدم من خلال الشراكات والاستثمارات فحسب، بل هي على استعداد للتضحية بالإيرادات اليومية للأجهزة من أجل تأمين مستوى أعلى من صافي حقوق الملكية، وتأمين إيرادات أكثر ربحية في المستقبل، ونتيجة لذلك، ستتنامى التنافسية والتعقيد ضمن قطاع الهواتف الذكية، كما ستتغير طريقة استخلاص القيمة منها، بحيث سيتحلى سوق الهواتف الذكية بمرونة أكبر، وسيفتح الباب أمام لاعبين جدد للخوض فيه، أما دخول شركات الانترنت الصينية على هذا المسار فإنه سيشكل عامل ضغط أكبر على شركات توريد الهواتف الذكية التقليدية، التي ستلجأ للابتكار ضمن مجالات تتخطى القطع والتجهيزات للبقاء في إطار لعبة السوق.