أكد مختصون واقتصاديون أن القمة السعودية الصينية والتي من المقرر عقدها بالرياض غداً الثلاثاء بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- والرئيس الصيني شي جين بينغ، سوف تعزز التعاون المشترك وتدعم النمو الاقتصادي المستدام بين البلدين كون التبادل التجاري بين البلدين وحتى نهاية 2015م تجاوز سقف 71 مليار دولار، مما يجعل الصين شريكا استراتيجيا لاقتصاد المملكة.
وأوضح المختصون والاقتصاديون خلال حديثهم لـ «اليوم» ان الصين تستورد من السعودية 50 مليون طن من النفط سنوياً وان العلاقات السعودية الصينية تمتد لعقود طويلة جدا وزادت عمق هذه العلاقات منذ نهاية التسعينيات وحتى وقتنا، وهذا يبرهن حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين الذي يعد عاليا مقارنة بدول العالم.
إستراتيجية ذات أبعاد
وأوضح نائب رئيس مجلس غرفة وتجارة جدة مازن بترجي أن المملكة تولي اهتماماً خاصاً بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة، وأيضا العمل على تعزيز الصلة بين القطاع الخاص في البلدين الشقيقين وأيضا إقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة.
وقال بترجي: إن التعاون المثمر حقيقة بين المملكة والصين ولم يعد مقتصراً على مجالات محددة حيث نشهد في الوقت الراهن تحول هذه العلاقة إلى شراكة إستراتيجية ذات أبعاد واسعة، مشيراً إلى أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وإفريقيا حيث ان المملكة أيضا حريصة على الاستثمار في المشاريع المتعلقة بالنفط باعتبار المملكة المزود الرئيسي للنفط في الصين، وتعد الصين ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
تنويع مصادر الدخل
من جهته، ذكر الخبير الاقتصادي جمال بنون انه خلال العشر السنوات الماضية ارتفعت وتيرة حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين المملكة وجمهورية الصين وأصبحت شريكا استراتيجيا للمملكة حيث توجد استثمارات ضخمة للصين في المملكة والعكس كذلك وفي مجالات عدة، أما التبادل التجاري فهو يدخل في قطاعات عدة منها المقاولات والبناء والتشييد والسلع الاستهلاكية وغيرها.
وبين بنون انه خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الاخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أعلن عن فتح السوق السعودي للاستثمار من قبل المستثمر الأجنبي، وهذا يأتي تبعا للسياسة الجديدة للمملكة من تنويع مصادر الدخل، حيث يعد السوق السعودي مغريا جداً ومناسبا وآمنا للمستثمرين الأجانب، لذلك نتوقع دخول شركات صينية في السوق السعودي بعد زيارة الرئيس الصيني ولقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
مراكز تكنولوجية
وتشير الإحصائيات إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في عام 2015 إلى أكثر من 71 مليار دولار، وقد بلغ عدد الشركات الصينية في المملكة عام 2013 إلى ما يقارب 115 شركة صينية تنفذ 160 مشروعا في مختلف أنحاء البلاد مستخدمة قوى عاملة قوامها 30 ألف عامل، وأيضا في 6 أبريل 2012م أعلنت شركة سابك السعودية خطة استثمارية جديدة بقيمة 100 مليون دولار لإنشاء مركز تكنولوجيا جديد في شنغهاي حيث تقوم الشركة بتصدير بترو كيماويات للصين بقيمة أكثر من 2 مليار دولار سنويا.
يذكر أن مشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورا بمحافظة جدة تقوم على أعماله شركة صينية ضخمة هي شركة هيئة الحديد الصينية بتعاون مع عدة شركات محلية وعالمية وأيضا قطار المشاعر المقدسة هو مشروع خط سكة حديدية يربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة منى، عرفة ومزدلفة، حيث بلغت تكلفة المشروع نحو 6.7 مليار ريال سعودي، وبدأ تنفيذ المشروع منذ بداية 2009 من خلال الشركة الصينية لإنشاء السكك الحديدية، هذا وتعد المملكة بالنسبة للصين أحد أهم الأسواق الاستثمارية العالمية.
