"رؤية رد فعل الناس أمر رائع. كل شيء بدا منطقيا، نفعل ذلك لأننا مهتمون بالعلم، لكن الأمر يعود بالنفع على المجتمع"، هكذا استهل عالم الحفريات، دييغو بول، حديثه عن اكتشاف حفرية شديدة التميز، لديناصور عملاق انقرض في صحراء وسط الأرجنتين.
ونُقل الهيكل للعرض في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك. ويبلغ طول الهيكل 122 قدما، وهو لديناصور نباتي عاش قبل حوالي مئة مليون عام. وقد يكون الديناصور الأكبر الذي اكتُشف على الأرض، لكن حتى الآن لم يطلق عليه أي اسم علمي.
وكُشف عن الحفرية يوم 14 يناير كانون الثاني، أمام حشد من الصحفيين. ورصدت بي بي سي العرض في أحد الأفلام الوثائقية، الذي قدمه سير ديفيد أتينبورو.
وعن المقارنة بين الحفرية المكتشفة، والديناصور المعروض في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، قال أتينبورو: إن الديناصور الجديد "أكبر بحوالي مرة ونصف".
كان دكتور دييغو بول من بين العاملين في الحفرية التي كشفت عن الديناصور عام 2013.
وترجع قصة اكتشاف الديناصور إلى عام 2013، عندما اكتشف راعي أغنام نتوءًا ضخما لإحدى عظام الديناصور.
وأقام علماء حفريات من الأرجنتين معسكرا لاستكشاف العظمة، وتبين أن طولها يبلغ 2.4 متر. وانتهى الحفر باكتشاف 223 عظمة، لسبع حفريات.
ويُرجح أن الحفرية المعروضة في نيويورك هي الأكبر بين المجموعة. ويقول دييغو بول: "إنه بالفعل أمر مميز أن نعثر على كل هذه العظام لهذه الديناصورات العملاقة".
وتابع بول: "عادة ما تُدفن الحفريات نتيجة فيضانات النهر. لكن في حالة الحفرية المكتشفة، لا يوجد دليل على حدوث فيضان، والأرجح أن هذه الحيوانات ماتت بالقرب من النهر".
ولمعرفة نمط نمو الديناصورات المكتشفة، يجب التعرف على السياق الطبيعي الذي عاشت فيه. واكتشف بول وفريقه بقايا نباتية في الحفريات، وكذلك بقايا لديناصورات أخرى.
ويقول سير ديفيد: "لا نعرف كيف نمت هذه الديناصورات بهذا الحجم، كلها توقعات. لكن الأرجح هو أنه حال احتياجهم لهضم الكثير من الطعام، فسيحتاجون لحفظه في معدتهم لفترات طويلة، وسيحتاجون معدة كبيرة، وجسدا كبيرا جدا لحملها".
وتابع: "أحد أكبر دفاعات الفيلة هو حجمها، إذ يصعب على الحيوانات الأخرى افتراسها. ويمكن أن تصبح المفترسات كبيرة، وكذلك تصبح الفرائس أكبر".
ويضيف بول: "حيوان بالغ بهذا الحجم غالبا لا توجد مفترسات له. لكن صغاره ربما كانت ضحية للافتراس".
وعثر الباحثون بالفعل على عدد من الأسنان في موقع اكتشاف الحفرية، ترجع الكثير منها لأنواع أخرى من الديناصورات، من بينها ما يعرف بالديناصور "ذي سن القرش".
ويبدو أن الحفرية المكتشفة كانت لديناصورات تمر بمرحلة تطور، فيها اختبار شديد لحدودها البيولوجية. ومن المستحيل معرفة الظروف التي أدت في النهاية إلى انقراضها، حال ثبوت صحة هذه الفرضية.
وعلى كلٍ، فالفرضيات على اختلافها تلفت الانتباه إلى الكائنات الحالية، التي تطورت في ظروف بيئية معينة، وأصبحت مهددة الآن بفعل تغيير البشر للبيئة من حولهم.