فتح تفاعل أمانة الشرقية مع البائعة "أم عبدالرحمن"، وتوجيه أمين المنطقة المهندس فهد الجبير باعتماد مبلغ 20 ألف ريال؛ لسداد ديونها وتوفير الاحتياجات اللازمة لها، والابقاء على بسطتها في مكانها الحالي، لحين الانتهاء من تجهيز مكان دائم لها في متنزه الملك فهد بالدمام؛ ملف العشرات "بل المئات" من أصحاب البسطات المخالفة الذين يسعون وراء الرزق ويواجهون حملات البلدية ومراقبيها الصحيين وكذا قسوة الديون التي أثقلت كاهلهم.
قصة "أم عبدالرحمن" التي سلط برنامج "الراصد" الضوء عليها، لم تكن الأولى أو الوحيدة ولن تكون الأخيرة.. وإنما هناك عشرات النماذج مثلها، ولكن أصحابها قابعون في الظل يتجرعون مرارة الديون وملاحقات البلدية والحاجة، ولم تصل إليهم وسائل الإعلام.
وبقدر ما أثارته قصة «أم عبدالرحمن» التي تعول 13 طفلاً وطفلة أكبرهم ابنة عمرها 16 عاما، من تعاطف وتفاعل معها واعجاب بكفاحها، إلا أنها تجسد بحق معاناة فئة النساء المكافحات اللاتي يمتهن البيع على بسطات مخالفة في الأسواق والممرات العامة وأيضا الرجال.
وما الدور المقبل والحلول الدائمة من جانب "الأمانة" وبلدياتها تجاههن. وهل ستكتفي بالتفاعل مع حالة طرحها برنامج تلفزيوني، عبر ما أعلنته على لسان مدير إدارة العلاقات العامة ومتحدثها الإعلامي محمد الصفيان، عن توجيه أمين المنطقة إضافة لدعم "أم عبدالرحمن" وتسديد ديونها، وأن تشارك في جميع مناسبات ومهرجانات الأمانة، التي تقيمها على مدار العام، وكذا تأكيد حرصها على إشراك الأسر المنتجة في جميع المهرجانات التي تقيمها من باب مسؤوليتها الاجتماعية؛ أم أن هناك حلولا جذرية تنهي معاناة هؤلاء من خلال إنشاء أسواق متكاملة ومجهزة لهم، يمارسون فيها عملهم دون خوف من مطاردة فرق البلدية أو الوقوع فريسة لشبح الديون.
«اليوم» التقت مع «أم عبدالرحمن» في بسطتها؛ لرصد تفاصيل معاناتها عن قرب، وقالت: "أعمل يوميا في حي الضاحية من التاسعة صباحا حتى المساء؛ لأوفر لابنائي وبناتي لقمة العيش، حيث أعول 13 طفلا وطفلة، أغلبهم في المدارس، وأضافت أن وفدا من الأمانة قام بزيارتها أمس، ونقلوا لها توجيهات أمين الشرقية بسداد ديونها البالغة 20 ألف ريال، وتوفير مكان بديل لها في حال الانتهاء من مشاريع الأمانة التي خصصت فيها أماكن للأسر المنتجة، وشكرت بادرة الأمانة على دعم الأسر السعودية المنتجة».
##مبادرة «بسطة».. تشخيص وحلول لواقع الباعة الجائلين##
أبرمت أمانة الشرقية مؤخراً، اتفاقية تعاون مع مؤسسة المجدوعي الخيرية، لتنفيذ مشروع مبادرة "بسطة" الخاصة بالباعة الجائلين، وقعها أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، مع عضو مجلس الأمناء بمؤسسة المجدوعي الخيرية لخدمة المجتمع يوسف المجدوعي، والمدير التنفيذي المهندس مشاري الجويرة.
وطرحت الأمانة دراسة ميدانية شاملة على واقع الباعة المتجولين تضمنت أنواع البسطات الحالية من حيث المنتج أو الخدمة المقدمة، والعقبات والصعوبات التي تواجه أصحاب البسطات وتحديد النطاق الجغرافي الذي تنتشر فيه، وكذلك تحديد نوع الفئات العاملة فيها، وكذا الاحتياجات للبسطات الثابتة والمتحركة والسيارة، فيما تناولت الورشة متطلبات بيئة العمل والمواصفات القياسية للعمليات والمنتج ودعم سلسلة الإمداد والتمويل، وكذا العلاقة المقترحة مع صاحب البسطة سواء كانت بالتأجير المنتهي بالتمليك أو التأجير أو الانتفاع، ونماذج عمل للامتياز التجاري الأصغر في سلسلة العوائد، وعوامل نجاحه، ومن أهمها التكلفة المبدئية الصغيرة وقصر فترة استرجاع رأس المال التي قد تصل إلى 7 أسابيع مثل "مشروع منتجات الألبان"، وعمل رواد الامتياز التجاري بجهد أكبر مقابل عوائد مالية عالية، علاوة على عدم تطلبه خلفية علمية أو ثقافية عالية وهو ما يناسب واقع الفقراء.
إقبال من الزبائن على المنتجات