أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أهمية محاربة الإرهاب والتصدي للأعمال العدوانية الإيرانية والتدخل الإيراني في شؤون المنطقة .
وأشار الجبير خلال المؤتمر الصحفي المشترك, الذي عقده اليوم بمقر وزارة الخارجية مع نظيره التركي مولود تشاووش اوغلو إلى أنه بحث مع نظيره التركي الأوضاع في المنطقة, وموضوع المجلس التنسيقي الاستراتيجي بين البلدين, الذي اتفق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته الأخيرة للمملكة .
من جانبه قال معالي وزير الخارجية التركي : " قمنا بتقييم الأوضاع في المنطقة ، وبحثنا موضوع تفعيل باتفاقية مجلس التنسيق الاستراتيجي فيما بين البلدين, وإن شاء الله سنقوم بالتوقيع عليها مستقبلًا ووضع رئيسين مشتركين لهذا المجلس, وبعد ذلك سنقوم بتفعيل هذه الآلية وبشكل مؤثر وفعال لصالح البلدين، كما قمنا اليوم ببحث وتقييم المسائل العالقة وخاصة موضوع الملف السوري وموضوع إيران، بالإضافة إلى التأكيد على أننا ضد الطائفية, ويجب على إيران أن تتنازل أو تتراجع عن هذا الموقف الطائفي.
وأضاف :" نحن نذكر موضوع الطائفية في الكثير من المحافل الدولية، وبالإضافة إلى ذلك تم بحث موضوع المفاوضات التي ستبدأ في جنيف وعملية السلام المتعلقة بالملف السوري, معرباً عن شكره للمملكة نظير الجهود المبذولة التي تقوم بها في موضوع المعارضة السورية, مؤكداً أنه يجب رفع الحصار الموجود على المواطنين السوريين، وتقديم الدعم الإنساني لهم، منوهًا بتقارب المواقف بين تركيا والمملكة .
بعد ذلك أجاب معالي وزير الخارجية ونظيره التركي على أسئلة الصحفيين, حيث أكد أوغلو فيما يخص المعارضة السورية ، أن تركيا تدعم طلب المعارضة للهدنة وتفعيلها مع المفاوضات في مؤتمر جنيف وتقديم المساعدات الإنسانية.
وحول اختراق روسيا لمجال تركيا الجوي قبل يومين قال : رغم أننا قمنا بتحذير الطائرة الروسية باللغة التركية واللغة الروسية, إلا أنهم اخترقوا الأجواء, وهذا ليس تحذيرًا تركيًا وإنما تحذير من حلف النيتو عبر المركز الاسباني, وتم التأكيد على ذلك, وقمنا باستدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية التركية وحذرنا من تكرار الاختراق.
وتداخل معالي وزير الخارجية عادل الجبير وقال : أود أن أعبّر عن تقديرنا للموقف التركي الشجاع والنبيل فيما يتعلق بدعم المعارضة السورية, وتأييدنا في حق تركيا بالدفاع عن أراضيها بالأسلوب الذي تراه مناسبًا, مبينًا أن المملكة وتركيا تعملان جنبًا إلى جنب في دعم المعارضة السورية في كل المجالات, ومواقفنا واحدة لدعم الأشقاء السوريين سواء في التعامل المباشر أو الاجتماعات الدولية مثل مجموعة فيينا أو الاجتماعات التي عقدت في نيويورك.
وعن التطمينات التي تعطى للمعارضة السورية قال الجبير : لا نعطي تطمينات للمعارضة السورية, ونحن وإخواننا السوريون في نفس الفريق وبالتالي التطمينات قدمت لهم ولنا في نفس الوقت, والتطمينات التي حصلوا عليها من الأمم المتحدة بقرار 2254 بفقرة 12و 13 بالنسبة للمساعدات الإنسانية وكذلك بالنسبة للقصف العشوائي لا يمكن التفاوض عليها, وهذه المطالب من الأمم المتحدة نص عليها في قرار مجلس الأمن, والتطمينات بفتح المساعدات الإنسانية التي قدمتها الدول العظمى لإخواننا في سوريا ، وأن المفاوضات تبدأ بصيغة جنيف1, التي سيكون لها سلطة كاملة بعيدة عن بشار الأسد ودستور جديد وسوريا جديدة لا يكون فيها لبشار الأسد دور يلعبه, ودورنا توفير الدعم للمعارضة وعدم الضغط عليهم , والتشاور معهم ومراجعة الخيارات الأفضل ومساعدتهم للوصول لقرارات أكثر فاعلية.
وأضاف معاليه : إن المعارضة كانت جاهزة لجنيف واجتمعوا في الرياض وقرروا وحددوا فريقهم التفاوضي, وبالتالي هم كانوا فعلا جاهزين, لكن بعض البلدان حاولت أن تخفف من الأمر وطلبوا من المعارضة أن تتوسع, واقترحوا كذلك مجموعات إرهابية أو مجموعة تساند إيران للانضمام إلى المعارضة، والمعارضة السورية رفضت ذلك ونحن دعمنا المعارضة بذلك في صورة واضحة, وبعد ذلك المعارضة أرادت أن ترى خارطة طريق لأن المفاوضات يجب أن تبدأ بموضوع الانتقال السلمي, وطلبنا من المعارضة الذهاب إلى جنيف ووضع شروطهم للبدء في المفاوضات, ومن الممكن أن يغادروا في أي وقت إذا لم تطبق تلك المطالب.
وحول تقارب مصر وتركيا، أفاد معالي وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اوغلو أن مصر بالنسبة لتركيا والعالم الإسلامي والشرق الأوسط هي دولة مهمة والشعب المصري شعب شقيق، واستقرار مصر مهم بالنسبة للقضية الفلسطينية أيضا, متمنياً أن تتجاوز مصر جميع المشاكل في الإطار سلمي ، مقدماً شكره وتقديره للمملكة لموقفها الايجابي بهذا الخصوص.
وتحدث معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير عن مجلس التنسيق الاستراتيجي بين المملكة وتركيا وقال :" يحتوي المجلس على عدة مسارات، هناك مسار أمني بالنسبة للتعاون العسكري ومكافحة الإرهاب, وهناك مسار سياسي تتقارب المواقف السياسية والتنسيق السياسي في القضايا ذات الاهتمام، وهناك جانب اقتصادي فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار في البلدين, وهناك جانب تعليمي فيما يتعلق بتبادل الخبرات بالنسبة للمؤسسات التعليمية, بين الجامعات ومراكز الأبحاث, وهناك جانب صحي فيما يتعلق بالطب وتبادل الخبرات في هذا المجال، وهناك جانب فيما يتعلق بالزراعة، عاداً المجلس خارطة طريق شاملة تثبّت العلاقات بين البلدين وتسمح لقادة البلدين بأن يكون لهم رؤية على العلاقات في مجملها.
وأكد معاليه بأن المملكة وتركيا أكبر دولتين اقتصاديتين في الشرق الأوسط، وتنظران إلى التحديات في المنطقة بشكل متطابق سواء في الأزمة السورية أو العراقية أو التحديات الإيرانية أو الوضع في اليمن أو حرية وأمن الملاحة في البحر الأحمر, أو فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة لسحب البساط من تحت التطرف والإرهاب الذي يحدث نتيجة لعدم وجود استقرار في بعض دول المنطقة، وكذلك تحسين أوضاع شعوبهم والحرص على التنمية الداخلية والازدهار الاقتصادي وغير ذلك.