منذ مدة طويلة لم أر الهلال ينافس بل ويتصدر جميع المناسبات الكروية لكرة القدم في المملكة، بدءا من الأشبال حتى الفريق الأول، ولم أتذكر أن حدث هذا إلا في عهد المغفور له بإذن الله، الأمير عبدالله بن سعد، ومن ثم صاحب اللاعب الخفي الأمير بندر بن محمد والآن يتكرر مع وجه السعد نواف بن سعد لذلك يبدو أن الهلال إذا ما وفق سيكون فارس الرهان الذي لا يشق له غبار في جميع الفئات السنية والرجال وإن حدث سيكون حدثا تاريخيا يعجز المنافسون عن كسره، وسيظل مخلداً سنوات طوال ولكن والعلم عند الله أن الهلال سبق وأن حقق دوري الفئات السنية الأشبال والشباب والرجال في موسم واحد في زمن الرئيسين المذكورين بأعلى مقالي. وحتى كتابتي لهذا الموضوع، فالهلال على مستوى الناشئين متصدراً للدوري بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه، وفي الأولمبي في المركز الأول ومتقدماً على أقرب منافسيه بخمس عشرة نقطة، وفي الفريق الأول فهو متصدر عن أقرب منافسيه بنقطتين ومتأهل لنهائي كأس ولي العهد ومنافس قوي لكأس الملك وكأس أبطال آسيا، أما فريق شباب النادي فهم في المركز الثاني، وما يفصلهم عن المركز الأول سوى نقطتين يستطيع نجومه من تجاوزها متى ما وفقهم الله لذلك.
كل ذلك العمل الجبار لم يأت من فراغ إلا بوجود إدارة واعية بقيادة المحنك ووجه السعد نواف بن سعد الذي جمع خبرات السنين ليفرغها لعشقه الأول. نعم الهلال يسير في الطريق الصحيح لحصد الألقاب ومؤهل، بإذن الله، لضم بطولات أخرى تضاف لبطولة السوبر التي خطفها الزعيم في لندن من منافسه التقليدي، فكانت هي باكورة وجه السعد، هذا الموسم، بعد أن كان كأس الملك آخرها في الموسم الماضي مع نفس المنافس، إذاً فاللقب بحاجة إلى ألقاب أخرى تنضم إليه ولن يتم ذلك إلا بتضافر الجهود وتوزيع طاقات اللاعبين على مختلف المسابقات، ولكن ما يجب أن يدركه مدربه دونيس أن جمهور الهلال قد يؤيد عملية التدوير التي يقوم بها في مختلف المسابقات ولكن الشيء الذي يجب أن يدركه أن يقع بين فكيّ جمهور لا يرحم فهم اليوم ما دام الفريق مواصلا انتصاراته، مؤيدون له، ولكن إن حدث ما لا يحمد عقباه فإن جمهوره قد لا يرحمه عندها يقع الفأس على رأسه، لأنهم متعودون على الفوز وحصد الألقاب ولن يثنيهم عنه إلا حصدها فقط، فالتدوير الذي يقوم به السيد دونيس هو سلاح ذو حدين فليحذر من الحد الآخر.
الهلال يغرد خارج الرياض مازال جمهور الهلال في الرياض يوماً بعد آخر يخذل عشقه الأزرق فإنك عندما تشاهد جماهير الهلال في بقية مناطق المملكة: جدة، الشرقية، الأحساء والقصيم وآخرها مكة فإنك تعجب لحال جماهيره في الرياض التي هي قريبة من الكيان والملعب إلا أنها تحضر بشكل مخجل، وإن حضرت فهي تحضر على استحياء وبتثاقل على الرغم من أن ناديهم ينافس في جميع الفئات السنية ولك في جمهور الهلال بمكة مثال حي، فقد كسر جمهوره الرقم المسجل لنادي الاتحاد على الرغم من أن المسافة التي تفصل بين جدة ومكة بسيطة جداً إلا أن جماهير مكة الهلالية وقفت معه ولم تتوقف من الأهازيج إلا وهي تضع محبوبها في الصدارة يا ترى لو يوزع الهلال جماهيره على مختلف مناطق المملكة فكم من ملعب سيمتلئ عن بكرة أبيه وكم من طفل سيجري حب الهلال في عروقه، وكم من شاب سيغير ميوله، وكم من مسن سيندم على عدم اختياره الهلال . أتمنى من جماهير العاصمة الحبيبة أن تقف مع زعيمها ولا تكون جماهير صورية وجماهير فوز ونهائيات فقط، وأنها لا ترى إلا بطولة آسيا لسبب في نفس يعقوب وتتجاهل المنافسات المحلية التي هي كارت العبور للمنافسات القارية والعالمية.