أول انطباع تتركه أعمال النحات محمد الثقفي هو أن الفنان يبذل الكثير من الاهتمام والجهد بالتقنية التي تبدو أنها جاءت من خلال بحثه الطويل خصوصاً في تطعيم المادة الأساسية للنحت وهي عادة الحجر الطبيعي بخامات أخرى كالزجاج والمعادن والخشب. كما يرتكز بحثه على الوصول بالقطعة النحتية إلى الشغل على السطوح ليقدم رؤيته بدل التركيز على القيم الأساسية للنحت كدراسة السطوح والفراغات وعلاقة الخطوط بالكتلة، ونوعية الخطوط دون أن يهمل ذلك. فالتقنية في أعمال الثقفي تخطف البصر بنعومتها والمواد الداخلة في تركيب العمل. ويبدأ البحث عند الثقفي ابتداءً من البحث عن الخامات وتطويعها لتخدم الفكرة التي يرغب الفنان تنفيذها. وفي البحث عن الخامات، وعلى رأسها الحجر الطبيعي مثل البازلت والجرانيت والحجر الكلسي والرخام وغيرها من المواد المضافة كالستينليس ستيل والبرونز والنحاس والخشب.. الخ.
وفي بعض الأعمال القليلة، اكتفى الفنان بالخامة الأولى وهي الحجر الطبيعي دون سواها، ولم يدخل عليها شيئاً لأنها بحد ذاتها تتمتع بجمال طبيعي من حيث مادتها وصلابتها ولونها، فيقوم الفنان بإحداث خطوط وسطوح بسيطة فيها. وهذه الأعمال تكون على شكل بيضاوي تقريباً، وفي العادة يستخدم الفنان خطوطاً لينة منحنية غير حادة ولا منكسرة. وهذا يدل على حسه الشرقي الأصيل.
ولكن في معظم الأعمال، يُدخل الفنان المواد الأخرى المكملة للحجر الأساسي، فنراه يلجأ إلى التكوينات الهندسية حينا كالتكوين المثلثي أو الهرمي وفي بعض الأحيان شكل متوازي المستطيلات البسيط الذي يشبه العلبة! ولكنه يشتغل أكثر على الإضافات التي يكملها من مواد أخرى كالزجاج الملون والنحاس والبرونز والستينليس ستيل وغيرها ليضيف لوناً يتكامل مع اللون الأصلي للخامة الرئيسية. وفي معظم الأعمال يقوم الثقفي بإدخال الحروف العربية من داخل الإضافة الزجاجية ليعطي للعمل طابعاً عربياً مستوحىً من الفنون الإسلامية أو يستخدم بعض الأشكال التجريدية معتنياً باللون الداخلي في الإضافة وخاصة الزجاجية منها ليصل في النتيجة إلى قطعة جمالية متكاملة.
ويعتني الفنان أيضاً بسطوح عمله ككل وهي على الأغلب سطوح ناعمة لمّاعة مصقولة، يقوم الفنان بصقلها لتعطي للعمل مظهراً أنيقاً. ولكنه في بعض الأعمال الأخرى، يلجأ إلى السطوح الخشنة إلى جانب الناعمة، والتي غالباً ما تكون سائدة.
ولا بد أن نشير هنا إلى أن الفنان الثقفي، يبني بعض الأعمال التي لها طابع نصبي وخاصة في كثير من الأعمال التي لها طابع البناء المعماري، وهي تتمتع بحس العمارة التي تنتصب إلى أعلى من رسوخ في القاعدة والتوازن العام في الشكل المعماري.
إن تجربة النحات الفنان محمد الثقفي يمكن أن تصنف إلى جانب التجارب النحتية الجادة الرائدة في المملكة، وخاصة إلى جانب تجربة الفنان علي الطخيس الذي يقوم بالبحث عن الخامات الطبيعية الأساسية الموجودة في الطبيعة المحلية في المملكة. ويميل الثقفي إلى تلميع وصقل سطح العمل النحتي تماماً كما سبقه إلى ذلك الفنان علي الطخيس.