إن مما انعم الله به على هذه البلاد الطاهرة، انه كلما فقدنا ملكا عوضنا الله سبحانه بمن يكمل مسيرته من بعده من ملوك هذه البلاد، فبعد المؤسس الملك عبدالعزيز "رحمه الله"، أكمل مسيرته المباركة الملك سعود، وبعده فيصل وبعده خالد ثم فهد، ثم عبدالله "رحمهم الله" جميعا، الى وقتنا هذا، وقت الحزم والعزم والصدق والهيبة بقيادة الملك سلمان "حفظه الله"، الذي أعاد للامة هيبتها وعزتها ومجدها، فأطلق هذه العاصفة المباركة حفظا للعقيدة الاسلامية واغاثة للمظلومين وردا للشرعية التى سلبت من أعداء الامة في اليمن الشقيق، فكبت الله بهذه العاصفة الاعداء، وأفشل الله بها خططهم ومكرهم "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، وتحقق النصر الموعود من الله، مصداقا لقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم". فنصرة الدين واعلاء كلمة التوحيد موجبان لتحقيق النصر، ثم بعد ذلك أتت القوة المبهرة والجمع المبارك الذي سمي بالتحالف الاسلامي ضد الارهاب، والذي جمع عشرات الدول العربية والاسلامية من مشارق الارض ومغاربها، فارتجف بهذا التحالف كل خائن طامع وغادر مستكبر، فزادت الهيبة وظهرت العزة.
ولله الحمد أصبح كل عربي ومسلم يعرف من هو سلمان بن عبدالعزيز، الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، فالدين والوطن والشعب والامة ليس عليهم اي مساومات او مفاوضات، ثم أتت مواقفه السياسية والاقتصادية للمملكة وانفتاحها على شتى الدول الكبيرة والصغيرة في العالم كله، ومنها دول له ثقلها العسكري والاقتصادي والحضاري، ونحن ولله الحمد لسنا بحاجة لأحد، كما قالها الملك سلمان عند زيارته للبيت الأبيض ولقائه الرئيس الامريكي اوباما، ولكن يهم المملكة استقرار العالم وامنه، فبرهن هذا القول بالفعل، فبالشمال رعد ووعد وقوة، وفي الجنوب حزم وعزم وكرامة، وفي الشرق اقتصاد وحصاد وانجاز، وفي الغرب عبادة ووفادة واطمئنان، وفي الوسطى نجد ومجد وازدهار، فشكرا لك ياخادم الحرمين الشريفين، وأطال الله لك العمر، ومتعك بالصحة والعافية، وشكرا للمحمدين العضدين.