نجاح أي مشروع تجاري يعتمد على تطبيق منظومه متكاملة من القواعد والأساسيات اللتي لاتقبل تجزئتها عن بعض وهذه المنظومة لاتقبل الاستثناء في تطبيقها عند بدء أي نشاط تجاري صغر حجمه أو كبر.
فمن الأسباب الرئيسيه في تعثر بعض المشاريع والحيلوله بينها وبين نجاحها هي تلك العمالة التي تم استقطابها على أساس رخص رواتبها دون الأهتمام بكفاءتها وقدرتها على تسيير العمل بالطريقه التي قد تخدم الأغراض التي من أجلها تم انشاء المشروع.
ومن هذا المنطلق عندما نلقي نظره خاطفه على المشاريع من حولنا خلال جدول حياتنا اليومية ونقيس مدى كفاءة سيرها ورضانا عنها خصوصا اذا كانت نشاط خدماتي كالشقق المفروشه ومحطات الوقود والمراكز التجاريه سنرى العجب العجاب من العماله التي تعمل بتلك الوظائف والتي هي أبعد ماتكون عن هذ المجال ولكن سوء الاداره والتخطيط والنظره القاصره من اصحاب المشاريع جعلتهم يتناسون الانطباع الذي ستعكسه تصرفات تلك العماله على زبائنهم والجمهور بشكل عام ناهيك عن كونه سيمثل واجهة لوطنه وسمعته بتعامله مع مرتادي هذه المنشأه بمستوى الخدمات التي سيقدمها .
أحد المواقف الطريفه حدثت لي شخصيا عند زيارتي لأحد الشقق المفروشه بمدينة الدمام في وقت متأخر بالليل وعن دخولي تفاجأت بعامل الاستقبال من العماله الآسيويه قد أرهقه السهر فأفترش فراشه ونام في لوبي المدخل أمام الاستقبال بملابسه الداخليه بدون أدنى أعتبار للزبائن الساكنين أو الزوار المرتادين لها! فهذه الفئه من ملاك أو مدراء المشاريع لم يراعوا احترام الزبائن ولا واجهة هذا البلد الذي ينعمون من خيره, فاذا كان اختياره لمثل هذه العماله المتواضعه ثقافيا ومهنيا لتدني رواتبهم وللحد من المصروفات فهذه مصيه واذا كانوا يشغلون هذه الأماكن لكونهم يديرون هذه المنشآت من الباطن فالمصيبه أعظم!
ناهيكم عن بعض المهن التي هي هالقنبله الموقوته كسائقي شاحنات اسطوانات الغاز و شاحنات نقل المواد الكيميائيه عند تسليم مقود هذه الشاحنات لسائقي ذو خبره محدوده بالقياده للسيارات الثقيله وبدون اعطائه دورات في السلامه كيف ستنعكس عاقبة أي غلطه تحدث خلف هذا المقود على السائق نفسه وعلى المواطن الضحيه نتيجة اللامبالاه بأستقطاب الايدي العامله للمهن المطلوبه وعدم الاهتمام بتكثيف دورات تعليميه وتثقيفيه تخدم المستثمر نفسه في منشأته على المدى البعيد وتخدم وطنه عندما يرتقي بأختيار وتدريب العماله في طريقة آداء العمل بشكل أحترافي والتعامل مع الجمهور بشكل أخلاقي.
فكلنا أمل بأؤلئك المستثمرين وخصوصا أصحاب المنشآت التجاريه الصغيره بالأهتمام بأستقطاب الأيدي العامله الكفئ لأنها ستعكس ذلك ايجابيا على المنشأه كما نشيد أيضا بوزارة العمل بالاهتمام لهذه النقطه ومضاعفة جهدها بعدم السماح للعماله الغير متدربه والمتخصصه بمزاولة المهن ذات العلاقه بمواجهة الجمهور أو الخدمات المقدمه اليه فنيا كانت أو مهنيا والتأكد وتثقيف المستثمرين الصغار وتحثهم بتدريب وتطوير عمالتهم بالحاقهم بالجهات المتخصصه بالموارد البشريه لتأهيلهم وتطويرهم لينعكس ذالك ايجابيا على المنشأه والوطن في آن واحد.