تلقى اللبنانيون قرار المملكة العربية السعودية بوقف هبة 3 مليارات دولار للجيش اللبناني وهبة المليار دولار لقوى الأمن الداخلي بكثير من القلق، وحملوا حزب الله مسؤولية إضعاف لبنان مؤكدين أن دعم السعودية هو طوق النجاة الذي يثبّت هويتهم العربية وارتباطهم بمحيطهم العربي.
وعلى وقع هذا القرار، أصدرت شخصيات سياسية ورئاسية لبنانية سلسلة مواقف خصت بها "اليوم"، حيث اكدت ان المواقف التي صدرت عن لسان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل وكوادر "حزب الله" "تضر بمصالح لبنان"، معلنة "اننا "ندمر أنفسنا بهكذا مواقف"، ولفتت إلى أن "كيل السعودية قد طفح" من سلوك بعض اللبنانيين ما دفعها الى اتخاذ هذا القرار"، محملة "حزب الله والتيار الوطني الحر المسؤولية".
الجميل لـ"اليوم": إننا ندمر أنفسنا
أبدى رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل، في تصريح لـ"اليوم"، تفهمه للموقف السعودي بشأن وقف المساعدات المخصصة للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي، وقال الرئيس الجميل: "لقد كانت مفاجأة للبنانيين الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية جبران باسيل في شأن اعتداء ايران على سفارة المملكة في طهران، وهذا أمر غير مسموح ويعتبر نكرانا للجميل، وكان يتوجب ان يكون هنالك موقف واضح تضامني مع المملكة"، مشدداً على "اننا كشعب لبناني متضامنون بالكامل مع المملكة".
واوضح "اننا نتفهم الموقف الذي اتخذته القيادة السعودية بوقف المساعدات بعد الاساءة التي تعرضت لها من قبل بعض اللبنانيين، مؤكداً "اننا ندمر انفسنا بهكذا مواقف، لهذا المطلوب وضع حد لهذا الوضع الشاذ الذي يدفع ثمنه لبنان ولا يمكن على الاطلاق ان يستمرّ".
اضاف الرئيس الجميل: "على رئيس الحكومة تمام سلام ان يقدم بالتعاون مع كل الوزراء على التعويض عن هذه التصرفات المستنكرة وبالتالي العمل على فتح صفحة جديدة مع المملكة، الا انني اتفهم ان المملكة لن تقبل بسياسة "بوس اللحى" ومبدأ "عفا الله عما مضى" فيما لو ليس هناك من نية حقيقية في اصلاح ما تعكر في العلاقات بين لبنان والسعودية وبعض الاشقاء العرب"، جازماً بأن "الاعتداء على السفارة السعودية في أي مكان ليس وجهة نظر بل هو عمل عدائي يستوجب الاستنكار".
سليمان لـ"اليوم": ندفع ثمن الشغور الرئاسي
شدد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان على ان "العلاقات اللبنانية السعودية كانت وستبقى جيدة مع وجود هبة أو من دونها، كاشفاً ان "هنالك من يعمل على الاضرار بالمصالح اللبنانية في الخارج".
وأكد في تصريح خص به "اليوم"، ان "لبنان سيبقى ذا وجه عربي كما جاء في مقدمة دستوره"، معتبراً ان "لبنان يدفع ثمن تداعيات الشغور الرئاسي من 25 مايو 2014"، موضحاً ان "وجود رئيس للجمهورية يلعب دوراً هاماً كونه الناظم الأول لعمل المؤسسات، ولهذا أدى غيابه عن هذا الموقع إلى ترهل المؤسسات اللبنانية".
وأسف "لحالة سوء الفهم التي وصلنا اليها والتي هي نتيجة طبيعية الى عدم التصرف بحكمة ازاء القضايا العربية التي يجب علينا كلبنانيين ان نكون من اوائل المدافعين عنها"، مشدداً على ان "هنالك مخططا للتخلص من كل الإنجازات التي ساهمت في حماية لبنان، بدءاً من شطب "إعلان بعبدا" من قرارات جامعة الدول العربية العام 2015 وعدم الالتزام بالخلاصات الصادرة عن المجموعة الدولية لدعم لبنان".
جعجع لـ"اليوم": كيل السعودية "طفح"
دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في تصريح لـ"اليوم" الحكومة اللبنانية الى "الطلب من حزب الله التوقف عن مهاجمة المملكة العربية السعودية"، مشدّداً على "ضرورة تشكيل وفد من 15 او 16 وزيرا مع رئيس الحكومة لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والقيادات السعودية لشرح الموقف اللبناني". وحمّل "حزب الله مسؤولية القرار السعودي"..
وبرر جعجع القرار السعودي خصوصاً بعد هجوم كوادر "حزب الله" الدائم على المملكة والسياسة الخارجية التي اتبعها باسيل، بالقول "انّ كل حكومات الأرض بما فيها الحكومة الايرانية استنكرت الاعتداء الذي تعرّضت له السفارة السعودية في ايران، ما عدا الحكومة اللبنانية"، لافتاً الى ان "كيل السعودية قد طفح" من سلوك بعض اللبنانيين ما دفعها الى اتخاذ هذا القرار"، مؤكدا انه "لو كنا مكانها لفعلنا الأمر نفسه".
ريفي لـ"اليوم": باسيل انحاز بشكل فاضح الى ايران
اوضح وزير العدل اشرف ريفي في تصريح انه «تفهم الدوافع التي آلت الى هذا الموقف على الاخوة في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج»، لافتاً الى انه «سبق لنا ان وجهنا لوماً كبيراً لوزير الخارجية جبران باسيل الذي بكل اسف انحاز بشكل فاضح الى موقف ايران و"حزب الله" في لبنان، وأضر بذلك بعلاقة لبنان العربية وبصورته حتى باستقراره الداخلي وكذلك الامر وجهنا مواقف اعلامية وسياسية لـ"حزب الله" لنقول له: واهم ان كنت تعتقد يوماً انك تستطيع ان تحكم البلد قد تتحكم فيه او بجزء منه لفترة زمنية محددة ولن تحكمه مهما كلف الامر". وقال: "نؤكد كلبنانيين وعرب أننا لن نكون الا لبنانيين وعربا".
ولفت الى ان "رئيس الحكومة تمام سلام اصدر بياناً بهذا الشأن وهو يجب ان يوضح بشكل لا لبس فيه الموقف اللبناني الحقيقي المناصر للأخوة العرب وللقضايا العربية والداعم للموقف العربي وخاصة اذا كان هنالك إجماع عربي، فلم يسجل في تاريخنا اننا خرجنا يوماً عن الاجماع العربي الا في هذه المرحلة التعيسة بكل أسف والتي يهمن فيها "حزب الله" على الحركات السياسية في لبنان".
حمادة لـ"اليوم": لتستقيل الحكومة
شدد النائب مروان حمادة في تصريح لـ"اليوم" على ضرورة ان "يكون هناك موقف حاسم في موضوع مسؤولية وزارة الخارجية اللبنانية و"حزب الله" في توريط لبنان مع اعز الاشقاء العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية"، موضحاً ان "ما اقترحته بالامس انا مصر عليه ولا ارى حلا الا بتحول هذه الحكومة العاجزة اصلاً داخلياً والمسيئة خارجيا الى حكومة تصريف اعمال وحسب لكي يتوقف الأذى المتأتي من السياسات المتهورة لوزراء التيار العوني و"حزب الله في الحكومة"، جازماً بأن "اي ايذاء هو ايذاء يرتد علينا ولا بد ان نرفض من الذين يستمرون في القتل في سوريا وفي التشبيح في لبنان ان نستمر في التصدي لهم".
وقال حمادة: "لا اظن ان القرارات التي اتخذت تستهدف الشعب اللبناني وليست هي بالتأكيد تستهدف الجيش اللبناني هي قرارات تستهدف بعض السلطة اللبنانية محذرة من التمادي في سياسات التغاضي عن جرائم "حزب الله" وعن تصرفات بعض الوزراء وتحديداً وزير الخارجية".
وختم: "اذا كانت الحكومة لا تستطيع أن تلجم وزير الخارجية وتلزم باقي الوزراء ارى ان المخرج الوحيد للرئيس تمام سلام هو تحويل الحكومة الى تصريف اعمال، وهي اصلاً بالكاد تصرف الاعمال وما يجري على الساحة الداخلية من امور حياتية واجتماعية فضائحية يكفي لدفع هذه الحكومة الى الاستقالة".
مصدر في "المستقبل" لـ"اليوم": "حزب الله" وباسيل يتحملان المسؤولية
اكد مصدر بارز في كتلة "المستقبل" لـ"اليوم" ان "القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بمراجعة علاقتها مع لبنان يتحمل مسؤوليته "حزب الله" أولاً بسبب تهجمه على المملكة العربية السعودية والمسؤولين فيها، على الرغم من كل المواقف الداعمة التي وقفتها المملكة الى جانب لبنان ويتحمل مسؤولية ما جرى وزير خارجية لبنان جبران باسيل نتيجة المواقف التي اتخذها في القمة العربية وفي دول مجلس التعاون الاسلامي بالخروج عن الاجماع العربي والاسلامي وامتناعه عن ادانة الاعتداء الايراني وبخروجه عن السياسة الخارجية التقليدية للبنان التي تكون مع الاجماع العربي والاسلامي".
واعتبر المصدر ان "على الحكومة ان توضح سياستها الخارجية وتلتزم بالبيان الوزاري الذي نالت الثقة على اساسه".
#.. دول مجلس التعاون ومجلس علماء باكستان يؤيدون قرار المملكة#
أعربت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجلس علماء باكستان عن تأييدهم التام لقرار المملكة العربية السعودية بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية، ووقف مساعداتها بتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبنانية.
وقال الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني إن دول مجلس التعاون تساند قرار المملكة الذي جاء ردًا على المواقف الرسمية للبنان التي تخرج عن الإجماع العربي ولا تنسجم مع عمق العلاقات الخليجية اللبنانية، وما تحظى به الجمهورية اللبنانية من رعاية ودعم كبيرين، وأكد أن دول المجلس تعرب عن أسفها الشديد لأن القرار اللبناني أصبح رهينة لمصالح قوى إقليمية خارجية، ويتعارض مع الأمن القومي العربي ومصالح الأمة العربية، ولا يمثل شعب لبنان.
فيما أوضح رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي أمس أن المواقف الرسمية التي اتخذتها جمهورية لبنان في المحافل العربية والإقليمية والدولية مؤخراً تدل على أنها تقف في صف الدول والتنظيمات الإرهابية ضد الدول الإسلامية، وأكد أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى قرارات حازمة مثل التي تتخذها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لإنقاذ الأمة من المؤامرات مشيراً إلى أن قرار المملكة يهدف إلى إنقاذ اللبنانيين من الوقوع أسرى لإملاءات حزب الله، وحثّ الشيخ الأشرفي الشعب اللبناني على مراجعة مصالحه لضمان بقائه في المحيط العربي، بعيداً عن التأثيرات الإيرانية التي يتبناها ما يسمى بحزب الله.