بعبق التاريخ الجميل ذلك الذي قدم فيه الاتحاد أجمل ألحان الكرة الآسيوية حتى وعت بسيدها اليوم يعود العميد مجددا إلى الكرنفال الآسيوي بعدما تجاوز الوحدات الأردني في جدة بهدفين لهدف وبمستوى فني ضعيف ولكن لا شك كانت النتيجة أهم لخطف بطاقة التأهل، وبالحديث عن المستوى الاتحاد يلعب بتفاوت، فتارة يقدم مباراة جميلة وأخرى أقل من المتوقع فلعب أمام الفيصلي مباراة جميلة واستطاع أن يفوز بثلاثية خارج أرضه وجاء أمام القادسية ليخسر بتعادل عادل في جدة والأمل في أن يكون اليوم في مستواه، ولعل السبب وراء ذلك من وجهة نظر شخصية المدرب، فهو لا يثبت على تشكيلة إذ إنه كل مباراة يزج بتشكيلة مغايرة لسابقتها حتى إذا كان المستوى مرتفعغ والنتيجة جيدة، ذلك مع التسليم بأن هناك حالات اضطرارية بداعي الإصابة أو الإيقاف ، كما أن بيتوركا لا يؤمن بقدرات با جندوح رغم أنه لاعب متميز في مركز المحور . ولكن للإنصاف، فإن الفريق الاتحادي في الآونة الأخيرة بصفة عامة أفضل بكثير مما كان عليه في الفترة الماضية التي غاب فيها عن المنافسات الآسيوية فهو يمتلك مجموعة من اللاعبين الشباب الواعدين، بالإضافة إلى باجندوح، فهناك فهد المولد الذي أعتبره مفتاح اللعب في الفريق الاتحادي إلى جوار عبد الفتاح عسيري الذي بدأ يستعيد مستواه، ولن نغفل عبد الرحمن الغامدي العائد من الإصابة والصاعد زياد الصحفي يضاف لهذا الخماسي هداف الدوري ريفاز الذي يتميز بحاسة تهديف مرتفعة، وسان مارتن الذي إذا كان في مستواه فسيكون قادرا على جعل أحداث الفرق لمصلحة الاتحاد ولكن من يضمن لي أنه سيكون في مستواه ؟، أما خط الدفاع الاتحادي فهو أقل الخطوط عطاء، ولربما يستعيد بعضا من عافيته في حال عودة ياسين، ولكن تظل الأطراف دون المستوى المطلوب، ولعل الجميل أن خلفهم يقف حارس متمكن .
وفق هذه المعطيات، أقول: إن الاتحاد لربما يكون مؤهلا للتأهل إلى المرحلة التالية في ظل إمكانيات لاعبيه الشباب والروح المعنوية العالية، وبالتأكيد الدعم الجماهيري غير العادي الذي سيحظى به الفريق في جدة، ولكن هل يستطيع الفريق الاتحادي أن يذهب بعيدا وينال اللقب الآسيوي ؟ طبعا بواقعية وتجرد العميد بوضعه الراهن أقل من أن يصل إلى قمة آسيا ولكن إذا ما كان هناك تغيير إيجابي شامل على خارطة الفريق في المرحلة التالية فسيكون هناك حديث آخر، وحتى ذلك الحين نتمنى للعميد حظا سعيدا في مواجهة اليوم، والتي تعد مفصلية في مسألة التأهل إلى الأدوار التالية على اعتبار أنها الانطلاقة، وفيما إذا نجح الاتي في الخروج على أقل تقدير بالتعادل، فإن موقفه بلا شك سيكون أفضل في المباريات التالية وأتمنى أن يكون بيتوركا منطقيا، ولا يجازف بالبحث عن الفوز، كما قال قبل اللقاء، فالتعادل على أرض الخصم في مثل هذه المافسات يعد فوزاً .