قالت مجموعة بورصة لندن، إنها تجري محادثات اندماج مع البورصة الألمانية، وهو الاتفاق الذي من شأنه أن يخلق مشغل البورصة الأوروبية المهيمنة. بعد ثلاثة أيام فقط من تحديد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لموعد الاستفتاء حول مغادرة الاتحاد الأوروبي، أكد مشغلو سوق لندن وسوق فرانكفورت أن المناقشات هي لإنشاء مشروع تجاري تبلغ قيمته أكثر من 20 مليار جنيه (28 مليار دولار). وارتفعت الأسهم في الشركتين على حد سواء. المزيج الذي يجمع بين بورصة لندن والبورصة الألمانية يعكس التوحيد العنيد الذي أدى إلى خلق حفنة من الجبابرة الذين يشرفون على الكثير من التعاملات التجارية العالمية. هذا التحالف بين انجلترا وألمانيا قد تكون له مناصب قيادية في الأسهم، والمشتقات، والمؤشرات، والمقاصة، ويترك هذا التحالف في منافسة مع عدد قليل من المشغلين في السوق في الولايات المتحدة وآسيا. وقال رئيس بورصة لندن التنفيذي كزافييه روليه في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرج في مارس: "إنه مهم جدا جدا في سياق الربط بين الأمريكيتين، والصين كما سمعنا، وأوروبا، وبطبيعة الحال لندن" أن واحدة من هذه الشركات العالمية يعتبر مقرها في المملكة المتحدة. إذا وافقت الجهات التنظيمية على اندماج كامل الحصص، يمكن لحاملي الأسهم في مجموعة بورصة لندن امتلاك 45.6 في المائة من المجموعة الموسعة، في حين أن المساهمين في البورصة الألمانية سيحصلون على 54.4 في المائة. الرئيس التنفيذي في كل شركة من الشركتين على حد سواء هما عاقدا صفقات شديدان. اشترى روليه، رئيس مجموعة بورصة لندن، شركة لتقديم المؤشرات، وتوسع في المقاصة، في حين أن كارستن كنجيتر، رئيس البورصة الألمانية، أنفق 1.5 مليار دولار في أول 60 يوما له في كمسؤول عن أكبر بورصة مشتقات في أوروبا. أعمال البورصات مليئة بعمليات الاستحواذ. أصبحت بورصة انتركونتيننتال شركة عالمية جزئيا من خلال عقد الصفقات، مثل شراء بورصة نيويورك يورونكست في عام 2013، التي أعطاها أعمال مشتقات تسمى ليف. ومن شأن صفقة بورصة لندن والبورصة الألمانية أيضا خلق منافس أقوى لمجموعة بورصة شيكاغو للسلع، أكبر سوق للمشتقات في العالم. وقد كان قد تم تشكيل هذه الشركة عن طريق استحواذ بورصة شيكاغو التجارية عام 2007 على مجلس شيكاغو للتجارة. ثم بعد ذلك بسنة، اشترت بورصة شيكاغو التجارية بورصة نيويورك التجارية. المناقشات تجري في مقابل خلفية غير مؤكدة عن مكان بريطانيا في أوروبا. الناخبون في المملكة المتحدة سيقررون يوم 23 يونيو ما إذا كانت بريطانيا ستبقى أم لا في الاتحاد الأوروبي. روليه من مجموعة بورصة لندن، جنبا إلى جنب مع 35 رئيسا لمجلس الإدارة أو رئيس تنفيذي من شركات مؤشر فاينانشال تايمز 100، وقعوا على خطاب لصحيفة التايمز، اليوم، يحث البريطانيين على عدم ترك الاتحاد الأوروبي. وقال روليه مرارا وتكرارا: إن هناك مجالا فقط لعدد قليل من الشركات لتشغيل أماكن التداول والمقاصة والخدمات ذات الصلة في جميع أنحاء العالم، ويجب على المملكة المتحدة ضمان أن واحدة من شركاتها تعتبر من بينهم. كان ينظر إلى الاندماج من قبل السياسيين الألمان باعتباره طريق الهروب لمجموعة بورصة لندن إذا اختارت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة. وقالت إنغريد أرندت-براور، رئيسة اللجنة المالية في البرلمان الألماني عن طريق الهاتف اليوم: "أنا لا أؤيد الاندماج الذي يهدف ليكون بمثابة شبكة أمان للحي المالي في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروربي". وأضافت: "الحي المالي في لندن يبدو أنه يخاف من عواقب احتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروربي". المناقشات بين الشركات لا تعني بالضرورة أن الصفقة ستتم. المحادثات جارية، وفقا لبيان صدر قبل يومين. إذا وافقت الشركات على الاندماج، سوف تستمر أعمالها الرئيسية في العمل تحت أسمائها التجارية الحالية. وقد يكون لدى مجلس الإدارة عدد متساو من الأعضاء من الشركتين على حد سواء. قفزت أسهم بورصة لندن بنسبة 14 في المائة إلى 2.630 بنسا في الحي المالي، وهو أكبر ارتفاع لها منذ عام 2008. وقفزت البورصة الألمانية بنسبة 3.2 في المائة لتصل إلى 78.80 يورو. وقفزت الأسهم بعد أن ذكرت رويترز أن الشركتين هما في المراحل الأولى من بحث اندماج محتمل. حاولت البورصة الألمانية شراء نسخة أصغر من بورصة لندن في عام 2005. وتراجعت عن مسعاها بعد أن عارض الخطة مساهمون تقودهم صناديق التحوط. أدى الفشل إلى نهاية فترة فيرنر سيفرت في منصب الرئيس التنفيذي للبورصة الألمانية. فشلت الشركة في عام 2004 في شراء البورصة السويسرية. سلف كنجيتر، ريتو فرانشيوني، قاد البورصة الألمانية لنحو عقد من الزمان. كانت الصفقة الأكثر شهرة لفرانشيوني تلك التي لم تتم: محاولة لشراء بورصة نيويورك يورونكست، وهو ما رفضته المفوضية الأوروبية في عام 2012. وصف فرانشيوني ذلك بأنه "يوم أسود لأوروبا".