البيت والمدرسة وجهان لعملة واحدة في الأدب والأخلاق والتربية والعلم فاذا اهتزت هذه العناصر اختلت التربية, والمعلم في كل دول العالم لا ينحصر دوره في التعليم فقط كونه في الأصل مربيا فاضلا، فهو قدوة حسنة لطلابه، وهو يسعى بكل ما يملك لإخراج جيل متماسك يتصف بالأخلاق الإسلامية التي حثنا عليها ديننا الحنيف لإيمانه التام بأن نجاح طلابه نجاح له وفشلهم فشل له.
ومما لا شك فيه أن التعليم ابداع وامتاع وابتكار ليستمتع الطلاب، وبالتالي يخرج لدينا طلاب مبدعون، وهنا يكمن دور المعلم اذا لمح في طالبه ابداعا عليه أن يعززه ويوصي أهله بتعزيزه. والبيت أيضا مسؤول عن تطوير ابداع الابن وابلاغ معلميه بذلك، وتعزيز التطوع لديه مسؤولية مشتركة, ونحن نلمس شغف الطلاب بالتطوع وحبهم خدمة المجتمع في كافة المجالات ولو استرجعنا الافطار الرمضاني لوجدنا أن اغلب القائمين عليه من ترتيب وتوزيع لدى الاشارات المرورية طلاب في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية، اضافة الى أن طلاب المرحلة الابتدائية يشاركون في الافطار بتنظيمه في المخيمات والمساجد والحرمين الشريفين.
إن تعزيز ذلك التطوع وتطبيقه في المدرسة ضروري جدا فاهتمامهم بمدرستهم أحد أنواع التطوع ولنأخذ مثلا من أمثلة التطوع الداخلية : اذا عزز القائمون على المدرسة مسؤولية النظافة عند الطلاب لما احتجنا لميزانيات للتنظيف، والاهم من ذلك تعليمهم أن النظافة من الايمان وهم بذلك سيتعودون على تنظيف كل ما هو أمامهم ولن يقتصر ذلك على مدرستهم، بل سيتعودون على تنظيف البيت والشارع ونحقق ايضا مفهوم التطوع وخدمة المجتمع، ولن يحافظ الطالب على نظافته فقط، بل على نظافة مجتمعه، وكما قيل : "من شب على شيء شاب عليه" فالطالب سيكبر ويعلم ابناءه النظافة في مدارسهم وشوارعهم والمرافق العامة. فكم نحن نعاني الأوساخ في تلك المرافق، لكننا اذا بدأنا من المدرسة وتعويد الطلاب سنتميز ببيئة نظيفة, عندها عزيزي المعلم سيذكرك طالبك بكل خير، فأنت من علمته ذلك.
خاتمة:
أيها المعلمون : "اغرسوا في طلابكم حب التطوع" فحبهم لخدمة المجتمع سينعكس على أخلاقهم وتربيتهم وعلمهم.