المملكة تحتل المكانة العالمية التي تستحقها، بما تمثله من ثقل إسلامي وعربي وقوة اقتصادية مؤثرة في العالم أجمع، بالإضافة إلى إمكانياتها العسكرية المتطورة، التي أثبتت فعاليتها في الدفاع عن الوطن وبالتالي مساندة الدول الشقيقة، مما أكسبها احترام العالم قاطبة، وإقرارهم بأنها لم تعد قوة إقليمية، بل تعدى الأمر إلى استطاعتها أن تقوم بتشكيل العديد من الاتحادات المؤثرة تحت قيادتها.
لقد برز في هذا الوقت قيادات وطنية شابة، لخدمة الوطن كلٌ في مجاله، بكل حماس واقتدار، مما أدى إلى تضافر الجهود والتكامل لخدمة وإنجاح الأهداف المنشودة للدولة، كالاقتصادية منها والعسكرية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والسياسية والتجارية.
وبلا شك إن أحد هذه الكفاءات الرائدة التي يفخر بها الوطن هو معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير، الذي خلف صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بعد أربعين عاما على تسلمه -رحمه الله- لها، لتنتقل هذه الوزارة المهمة إلى عادل الجبير عماد استراتيجية التواصل مع واشنطن.
حيث واكب الجبير من هذا الموقع المحوري في الدبلوماسية السعودية أحداثا بغاية الأهمية منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر حتى حرب اليمن الأخيرة.
نستعرض هنا أبرز محطات حياة الرجل.
فهو حاصل على درجة البكالوريوس من جامعة شمال تكساس في الاقتصاد والعلوم السياسية ودرجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعة جورجتاون في العاصمة الأمريكية، للجبير خبرة دبلوماسية تصل إلى نحو ثلاثين عاما قضاها كلها في سفارة بلاده في الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لذلك فهو متحدث للانجليزية وكذلك الألمانية بطلاقة.
قدر الجبير جاء به في وقت حرج جدا، سواء في المنطقة أو العالم، وبمصاحبة الكثير من الملفات المعقدة، والأهم أنه أتى بعد الفيصل، لكنه ظهر لنا بشكل مغاير، وقاد الوزارة والدبلوماسية السعودية بشكل حيوي ومتسارع، ونجح في ترميم الكثير من الجسور، وتعبيد العديد منها، وأوجد خطاً جديدا للخارجية السعودية، بعضها يعتمد على العمل الدبلوماسي الصرف، وبعضها يعتمد على الحضور الإعلامي.
بلا شك ان الأستاذ عادل الجبير يمتلك كاريزما قيادية، وحضورا مُلفتا، وقوة حجة بأسلوب السهل الممتنع، كما إنه مُلمّ بالأمور الإقليمية والعالمية، ويتمتع بذهنية متوقدة ونشاط في المشاركات العالمية، ممثلاً لأعظم بلد مسلم، لطرح رؤية المملكة بما تمثله من الحكمة وثبات المبادئ على الاحترام والمساندة للدول الشقيقة والصديقة، والوقوف في وجه المعُتدي لإحقاق الحق، لذا كل ما يمكن أن يقال إنه (الرجل المناسب في المكان المناسب).