تابع الوطن كل الوطن بل والعالم بحزن شديد الجريمة البشعة التي ارتكبتها مجموعة من الفئة الضالة تجاه الشهيد وكيل الرقيب "بدر الرشيدي" غدرا وخسة، وبدم بارد، رغم أن الضحية يعتبر احد ابناء عمومتهم وهناك صلة دم تسري في اجسادهم مما يثير عشرات الاسئلة والشعور بإلحاح للعثور على إجابة مقنعة وراء جريمتهم غير المعقولة ولا المقبولة لا دينيا ولا اخلاقيا وقبل هذا وبعد هذا إنسانيا. فلا عجب بعد هذا أن يطالب سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ الجليل "عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ" بتنفيذ حد القتل بحقهم مع تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف. مشيرا سماحته أن ما قامت به تلك الفئة الضالة من الغدر برجل الأمن "الرشيدي" إنما هو قتل غيلة وخيانة.. بل راح سماحته يحذر من تأثير هذه الفئة الضالة على تفكير الأبناء وعقول الشباب. داعياً إلى توعيتهم وتحذيرهم من شرورهم العظيمة. وشدد سماحته على أن هدف تنظيم "داعش" الإرهابي ليس سوى سفك الدماء وإرهاب المسلمين..)، هذا بعض مما قاله سماحته لنشرة التاسعة لقناة (mbc) مؤخرا، وما طالب به سماحته ردده العديد من المواطنين والمواطنات الذين صدموا بهذه الجريمة الشنيعة والغريبة على مجتمعنا المسلم.. والذين باتوا يتحدثون في مجالسهم ومنتدياتهم عن ظاهرة الفئة الضالة مع تنامي جرائمها وتعدد طرق أساليب غدرها، فئة شبابية يفترض كونها القدوة الصالحة قولا وعملا، وعلى الاخص فيهم من يحمل شهادات اكاديمية متميزة، يحلم بها الملايين، فكيف سمحت لهم نفوسهم المريضة بتجاوز حدود العقل والمنطق والاهم الدين والخوف من الله بارتكاب جريمة قتل النفس التي حرمها الله سبحانه وتعالى.. الفئة الضالة الحاملة لفيروس التكفير الذي بات يقتات الهدوء والأمن الوطني والاجتماعي. وتسعى جاهدة لهدم البناء وقتل الابرياء، بعدما تغلغل فيروسهم في بعض الفئات البعيدة عن الوعي والإدراك والإيمان الحقيقي والمنهج الإسلامي المتزن الساعي لتحقيق ما يهدف إليه الاسلام بأننا جميعا إخوة متساوون متحابون تحت راية التوحيد.. كوطن خير وفريد.. لنعيش جميعا حياة خير وفعل وعطاء صباح مساء.. بعيدا عن التكفير.. وكراهية الآخر كونه لا ينتمي لفكري أو يؤمن برأيي. ولعل من الاسباب وراء ظاهرة (الفئة الضالة) عند دراسة انطلاقها ومعرفة جذورها المتشعبة: ابتعادنا عن الحوار المباشر بين مختلف فئات المجتمع وبشكل خاص فئة الشباب، نحن والحق يقال كنا بعيدين عنهم طوال العقود الماضية، فبات الرأي الواحد هو الذي يسود ويسيطر في البيت والمدرسة وحتى العمل، ولعل ما حدث في وطننا وغير وطننا من تفشي ظواهر التكفير والإرهاب والعنف هو نتيجة طبيعية لبعدنا عن الحوار والمناقشة وتقبل الرأي الآخر بصدر رحب.. أعيدوا التفكير في معالجة الارهاب والتكفير؟.
تغريدة.. أشد بلاء على الوطن أن يفكر بعض مواطنيه في القتل والانحراف إلى طريق الفئة الضالة؟!