يعتبر ميناء رأس الخير الذي بدأت عمليات انشائه عام ٢٠٠٨م أحدث ميناء صناعي بالمملكة، وتكمن أهميته بوقوعه في منطقة صناعية جديدة متنوعة الإنتاج، ولها مستقبل كبير في اقتصاد الوطن، ويعد الميناء من شرايين الاقتصاد السعودي؛ لتغذية البرامج والمشروعات الحيوية التي ينفذها القطاع العام والقطاع الخاص على حد سواء في منطقة رأس الخير التصنيعية.
وتقدر تكلفة انشاء الميناء بأكثر من مليارين واربعمائة مليون ريال، ويبعد حوالي 80 كم من مدينة الجبيل الصناعية، وقد بدأ التشغيل الفعلي للميناء في شهر فبراير ٢٠١١م، وهو الميناء الصناعي الثالث بالمملكة، حيث يلقى كامل الدعم من رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للموانئ وزير النقل ورئيس المؤسسة العامة للموانئ، ويشهد بنية تحتية عالية وأرصفة صممت على أحدث المواصفات العالمية.
أرصفة جديدة
وقال مدير عام ميناء رأس الخير الكابتن مسفر القحطاني أن للميناء أهمية كبيرة في دعم الاقتصاد الوطني، حيث إن المؤسسة العامة تجد كل دعم من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، مما كان له الأثر في زيادة مناولة البضائع وزيادة في عدد السفن القادمة إلى جميع الموانئ السعودية التي تعتمد على السلامة والسرعة في الأداء، مع الأخذ في الاعتبار الاتفاقيات الدولية والمتطلبات العالمية.
وتجري الترتيبات للبدء في تنفيذ أرصفة جديدة في الميناء من ضمنها أرصفة مشروع وعد الشمال، التي أمر بإنشائها خادم الحرمين الشريفين، وسيكون الميناء داعما للشركات الصناعية بمدينة رأس الخير، والمقدر تكلفتها بقيمة 100 مليار ريال، وسيتم تصدير منتجات الشركات إلى الأسواق العالمية عن طريق الميناء، ويضم ميناء رأس الخير حالياً عدد ٩ أرصفة من ضمنها رصيف الخدمة ورصيف المدحرجات (RO-RO) ومن الخطط التشغيلية لرفع قدرة استيعاب الميناء وزيادة استقبال عدد أكبر من السفن فإنه يتم حالياً انشاء عدد ٦ أرصفة من ضمنها ٣ أرصفة لمشروع وعد الشمال التي من المقرر الانتهاء من الأعمال الانشائية بها بنهاية ٢٠١٦م، وزودت كافة أرصفة الميناء بالمصدات الواقية وشمعات الربط. وسير ناقل (Conveyor Belt) مع السلالم الثابتة لمادة الفوسفات لرصيف رقم 2، وذراع لتحميل مادة الامونيا لرصيف رقم 3، وذراع لتفريغ مادة القطران (القار) لرصيف رقم 5، وسير ناقل ومعدة لتفريغ الالومينا والفحم البترولي (Ship Unloader) لرصيف رقم (6).
خدمات الميناء
ويخدم الميناء أكثر من 80 مشروعا صناعيا مختلفا، ستقام في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية وتقدر حجم استثماراتها بأكثر من 100 مليار ريال، وسيتم من خلال أرصفة ميناء رأس الخير استقبال آلاف السفن وتصدير عشرات الملايين من الأطنان من منتجات المجمع الصناعي، كما أن الميناء مجهز لاستقبال مواد البناء والأجهزة الخاصة بالمصانع التي تقام في المجمع الصناعي.
وفيما يتعلق بدور الوكلاء الملاحيين، فإن من الشروط المتبعة للموانئ أن يكون هناك وكيل ملاحي لكل سفينة قادمة يقوم بإنهاء الإجراءات الحكومية، ويكون المسؤول أمام الميناء خلال وجود السفينة بالميناء وحتى مغادرتها، ونحن نتعامل مع الوكلاء بكل شفافية ودعم لإنجاح العمل دون اي عوائق تضر بالمستفيد من خدمات الميناء او السفينة.
وكذلك الميناء بصدد الانتهاء من انشاء برج المراقبة الذي يبلغ ارتفاعه ١٠٧ أمتار ومجهز بأحدث أجهزة الاتصالات والرادارات البحرية لخدمة مراقبة سلامة الملاحة البحرية في القناة الملاحية في الميناء، وأيضاً بصدد الانتهاء من مشاريع سفلتة الساحات ويقوم حالياً بمشروع توسعة وامداد الميناء بالطاقة الكهربائية.
جاهزية الميناء
يميز ميناء رأس الخير بالبنية التحتية التي وضعت وفقاً لأحدث المواصفات والتصاميم العالمية بحيث أخذت بعين الاعتبار كل متطلبات المصانع والشركات من حيث اطوال الارصفة والاعماق وكذلك المعدات الموجودة من مصدات حديثة تمتص الصدمات الناتجة من السفن خلال الرسو او المغادرة وايضا قدرته على استقبال السفن بأنواعها وكذلك المثقلات بمختلف اوزانها وابعادها.
وبالنسبة لجاهزية الميناء، فإن الميناء أخذ في عين الاعتبار سلامة الأرواح والسفن والممتلكات خلال عملية إدخال السفن أو الشحن والتفريغ والمتطلبات التشغيلية الأخرى، ويقدر بمساحة إجمالية قدرها 23 كم2 وبها قناة ملاحية بطول 24 كيلو مترا وعمق 16 مترا ومنطقة غاطس بمساحة 8 كم2 ويتكون الميناء من ثلاث بحيرات صناعية بمساحة مياه تقدر بـ 6.3 مليون متر مربع وهي محمية بكاسر أمواج بطول 20 كيلو مترا، خصصت البحيرة الغربية منها لحماية مياه التبريد التي تقوم بتبريد المصانع بالمنطقة والبحيرة الشرقية للتوسعة المستقبلية للميناء والتي من ضمنها أرصفة وعد الشمال، أما البحيرة الوسطى والتي تبلغ مساحتها 3.3 مليون متر مربع فتحتوي على الأرصفة الحالية والتي هي بعمق 15 مترا وبعض الأرصفة التي سوف يتم إنشاؤها مستقبلا، وأيضا تم بناء قطع بحرية عدد 6 قطع للميناء تقوم بتقديم خدمات خلال دخول السفن وخروجها وربطها على الأرصفة ونقل المرشد البحري من الميناء الى السفن ومن السفن الى الميناء وأيضا تقوم بأعمال مكافحة الحريق والتلوث.
تطورات الخصخصة
فيما يتعلق بالخصخصة، قامت المؤسسة العامة للموانئ منذ ما يقارب 15 عاما بخصخصة عقود الإسناد لشركات وطنية بموجب هذه الخصخصة تقوم تلك الشركات بتقديم خدمات التجهيزات البحرية ومحطة البضائع حيث تقوم بتشغيل القطع البحرية، وأيضاً محطة مناولة البضائع وتشغيل أبراج المراقبة والقاطرات وأيضا تقوم بتوظيف السعوديين وتدريبهم على عمليات تشغيل الموانئ تحت إشراف إدارة الميناء ورأس الخير ووقعت عقودا عديدة لمدة 10 سنوات.
ويضم الميناء عددا من الخدمات مثل الارشاد وخدمات السحب والقطر للسفن، خدمات الشحن والتفريغ، مراقبة ومكافحة التلوث، تركيب وإصلاح العوامات الملاحية، خدمات الانقاذ البحري والخدمات الطبية، نظام الرادار والاتصالات البحرية، خدمات تموين السفن، المسح الهيدروغرافي البحري، التدريب والتأهيل، ويمتلك الميناء جميع المعدات المخصصة لمناولة مختلف انواع البضائع.
مشاريع مستقبلية
ومن المشاريع التي تقام حالياً ومنها المستقبلية في الميناء، انشاء رصيفين جديدين (9 و10 وجزء من رصيف 8)، انشاء ثلاثة أرصفة لمشروع وعد الشمال ليخدم شركة معادن للفوسفات، ورصيف واحد لاستخدام الميناء، إنشاء مستودعات إدارية وسفلتة ساحات التخزين، إنشاء مجمع سكني في مدينة رأس الخير لاستيعاب العاملين في الميناء والمشاريع الاخرى، طريق مستقل من الميناء مرتبط بشبكة الطرق الواصلة لمدينة رأس الخير، نظام أمني معزز بالكاميرات الحرارية والمصدات الامنية.
ويقدر إجمالي حجم الصادرات والواردات في الميناء منذ انشائه بـ ١٨ مليون طن تقريبا، فيما تمثل الصادرات بالنسبة للواردات ٨٢٪ من اجمالي الاطنان، وإن الميناء استقبل ٨٠٠ سفينة بمختلف الاحجام، حيث إن الميناء حالياً يقوم بتصدير الفوسفات والأمونيا ويستقبل حبيبات الألمنيوم والفحم البترولي ومادة الكوستك صودا والقطران والبضائع العامة الخاصة بالمصانع والبضائع مسبقة الصنع.
أرصفة مشروع وعد الشمال المكتملة
عمليات التحميل بالميناء قائمة
إحدى السفن الراسية بالميناء
العمل على انشاء ارصفة مشروع وعد الشمال
جدار يحمي الميناء من الأمواج
أحد ارصفة الميناء المكتملة وجاهزة للعمل
الكابتن القحطاني خلال حديثه للمحرر عن عمليات الميناء