يبدو ان العملية الارهابية في مدينة بن قردان التونسية لم تنته بعد إذ اشتعلت الاشتباكات أمس بين الوحدات الأمنية والعسكرية وعدد من الإرهابيين بمنطقة وادي فسي على بعد 13 كلم من مدينة بن قردان، بعد أن حاولوا اقتحام مقر شركة تونس للطرقات السيارة واستولوا على مؤونة عمال الشركة، وذلك بالتزامن مع مواجهات مسلحة أخرى تدور خارج مدينة بن قردان بين الوحدات الأمنية ووحدات الجيش الوطني والإرهابيين الفارين.
وفي تصريح لـ"اليوم" أكّد المدير العام لشركة طرقات السيارة أحمد الكامل أن "إرهابيين اثنين قاما بمهاجمة مواطنين بالقرب من شركة أشغال افريقيا للطرقات السيارة في بن قردان واستوليا على مؤونة عمال الشركة، فبادر الموظفون إلى إبلاغ أمن الشركة الذي قام بنقل البلاغ للسطات التونسية حيث تواجدت على الفور الوحدات العسكريّة والأمنيّة في عين المكان وقامت بتمشيط المنطقة للقبض على الإرهابيين" واوضح الكامل أن عمال الشركة الآن "يعملون بشكل عادي ولم يصبهم أيّ أذى".
كما أعلنت السلطات التونسية في حصيلة جديدة مقتل سبعة "ارهابيين" خلال عملية نفذتها قوة من الجيش والامن التونسيين ليلة الثلاثاء قرب المدينة مما يرفع عدد الإرهابيين الذين قتلوا منذ هجمات الاثنين الى 43.
وكانت حصيلة نشرتها وزارة الداخلية ليلة الثلاثاء اشارت الى سقوط خمسة قتلى في "منطقة بنيري" بالقرب من الحدود الليبية، الا ان السلطات اعلنت أمس أن العدد بات ستة قبل ان ترفعه مجددا الى سبعة، وكانت قوات الامن والجيش طوقت ليلة الثلاثاء منزلا احتمى فيه جهاديون مفترضون في هذه المنطقة التي تقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب بن قردان، على مقربة من الحدود الليبية.
وفي تطور لافت يسمح لأول مرة بتواجد قوات عسكرية اجنبية على الاراضي التونسية صرح وزير الدفاع الوطني، فرحات الحرشاني، بأنه يجري التحضير لوضع إطار قانوني، في إطار العلاقات الثنائية التي تربط تونس بالدول الصديقة، يسمح بتواجد بواخر عسكرية وقوات أجنبية وتقنيين في تونس من أجل دعم القوات العسكرية التونسية.
وأكد الحرشاني، أن هذه الأطر القانونية تسمح أيضا بإرسال قوات تونسية إلى الخارج في إطار العلاقات الثنائية بين تونس ودول أخرى، مشيرا إلى أن الوزارة ما زالت بصدد مناقشة هذا القانون في انتظار عرضه على مجلس نواب الشعب.
وأكد وزير الدفاع أن منظومة مراقبة الحدود مع ليبيا، ستستكمل بطائرات من دون طيار، في إطار اتفاقات مع "دول شقيقة وصديقة"، وستراقب هذه الطائرات الحدود البرية والبحرية مع ليبيا.
وفي تصريح خاص لصحيفة "اليوم" قال الدكتور والباحث في الجماعات المسلحة سفيان جاب الله: إن الذي يحدث في بن قردان ليس محاولة احتلال مدينة، وليس مجرد عمل انغماسي بل الذي يحدث حسب الظاهر "هو تكتيك مرحلي ضمن استراتيجية واسعة كردة فعل من قبل تنظيم "داعش" على بدء مهاجمة التنظيم في ليبيا، وكتهديد للدولة التونسية بشأن تدخلها مع الحلف الدولي في حربه ضد التنظيم، وأخيرا كتصدير للأزمة من داخل ليبيا".
وشدد أن التنظيم يسعى إلى "تقوقع تونسي يركز على الداخل مع انسحاب نسبي من محور الحرب في ليبيا، وتشتيت نقاط القصف الجوي للتحالف الدولي وتوسيع دائرة التدخل الحربي بما يضعف نجاعة هذا التدخل و يعطي لداعش مجالا أكبر لاسترجاع الأنفاس وترميم البيت الداخلي وتوسيع مناطق الغموض".