العلم من أجل نعم الله علينا فهو السلاح المسالم الذي يُتحصن به في ميادين التطور والحضارة، وهو السلاح الحاسم لتغير الواقع المعاصر وتحديات المستقبل.
رفع اللهُ به العلماء مكانة رفيعة، ومدح صنيعهم، وأجزل لهم العطاء فقال تعالى في سورة المجادلة ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) وقال تعالى في سورة الزمر ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) .
العلم هو السراج المُضيء الذي يهدينا الى طريق الحق والصواب، فبعد أن أنعم الله عز وجل على هذه الإنسانية ونقلها من فناء العدم الى حيز الوجود، فقد تكرم عليها وسهل طريقها للفرار من ظلمة الجهلِ الى نور العلم والمعرفة.
والباحث في التاريخ الإسلامي يجد أن علاقته بالعلم والتشجيع عليه، واضحة وبينة، فلتاريخنا رصيدٌ وافٍ من الرقي بالعلم والثقافة والتطور في شتى ميادينه.
وفي مملكة الخير والبركة، مملكة العلم والتعليم، حظي العلم بمكانة رفيعة، بُنيت قواعده على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -، حين بدأ إنشاء الدولة السعودية وتثبيت دعائمها، كان اول عمل قام به دعوة العلماء وحثهم على نشر العلم، وإعلان إنشاء "مديرية المعارف" في غرة رمضان عام ١٣٤٤ من الهجرة ووضع الأسس لأول بذرة تعليم في الدولة وقبل وضع النظام الأساسي للحكم الصادر في عام ١٣٤٥ من الهجرة (المرجع: لمحات من السيرة.. التعليم السعودي خلال ٩٠ عاما: مجلة المعرفة).
وقد سار على هذا النهج في تشجيع العلم، أبناؤهُ من بعده: سعود الخير والتطوير، وفيصل الحنكة والحكمة، وفهد الثقافة والمعرفة، وعبدالله الانسانية والبركة، وسلمان البطولة والشجاعة.
ففي ربوع مملكتنا الحبيبة، تنوعت مجالات العلم والتعليم بشتى أشكاله وفروعه، حتى أصبح لدينا اليوم ما يقارب ٣٠ جامعة وعدد من الكليات والمعاهد الحكومية والأهلية والتي بدورها تزود المواطن بالعلم والمعرفة وترفع ثقافة المجتمع وإزالة ظلمة الجهل عنه، وتزف لنا جيلاً بناء لهذا الوطن المعطاء.
إن جامعاتنا اليوم فرشت طريقها بالعطاء والإصرار في أن تكون أمام مواجهة التحديات وإثبات القدرات الخارقة لأبناء هذا الوطن.
فعلى سبيل المثال لا الحصر: جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، أشبة ما تكون بمحطات الانطلاق نحو الفضاء،
فضاء لا يستلزم مكونات الفيزياء المعروفة بقدر ما يحمل رواده إلى عالم مليء بالمسلمات والامكانيات، لذلك كان لا بد من التشمير وإعمار العقول في بيئة وجدت لتكون منارة تجتذب العابرين صوب المستقبل.
ففيها يجد صاحب الفكرة بيئة النمو والعطاء.
فما بين العام ٢٠٠٩ من الميلاد حيث حجر الأساس لجامعتنا الذي دعم بالتميز وبذور النجاح حتى صارت اليوم الافكار تنمو فيها والانجازات تتوالى، وأبواب الجامعة مفتوحة تستقبل الكفاءات لتكبر معها الجامعة ولتناطح حلم الوطن وحلم قائده المعطاء، ولدت الجامعة لتكون كبيرة بحجم معطياتها وتصنيفها العالمي.
كيف لا وهي تجاور مهبط الوحي الذي بشر الانسانية بالسمو والتفوق والريادة.
كيف لا وهي المعبر العلمي لشباب الوطن كغيرها من جامعات وطننا العزيز نحو الحضور في محافل العلماء وجحافل الرواد.
فلا عذر اليوم! لرجال المستقبل وعلماء الغد من سلوك طريق التميز والنجاح.