غائبٌ..
سائقُ الرُّوح نحو المَماتِ
على رِئتيكَ
يشيِّدُ هذا الأسى
عرشَهُ مِن غُبارٍ
يطوِّقُ فيكَ حديقةَ قلبِكَ
كي يسألَكْ!
في الهزيعِ الأخيرِ من النُّورِ
ضاع السؤالُ
وثمَّةَ صمتٌ يؤولُ
إلى شرفةٍ مِنْ حَلَكْ
في الفضاءِ البعيدِ
إلى ضفةٍ أشعلتْ في الدوربِ
قناديلَ بين اتِّساعِ الحنينِ
وبين الجوى داخلَ القلبِ
إني أقمتُ هُنا منزلَكْ
نَحو منفى السَّرابِ
إلى اللانهايةِ
لا قمر يُهدي ضوءًا
ولا نجمةٌ من سناكَ تُضيءُ
امتدادَ الفَلَكْ
والنشيدُ يناغيكَ
لم يكتملْ حلمُكَ الآنَ
هلَّا تمهَّلتَ
فالوقتُ ما زال يشتمُّ عنبرَكَ
العينُ ترغبُ في أنْ تحاصرَ طيفَكَ
لا في الخُطى
تتساءلُ أيُّ طريقٍ سَلَكْ؟
في أفولِ الحَياةِ
الطريقُ انتهى
حيثُ بيداءُ
لا نخلةٌ يستظِلُّ بها
تائهٌ في اللظى
يستبدُّ به وَجَعُ الفقدِ
قالَ لَهُ هيتَ لَكْ
وليْ دمعتانِ
أقلِّبُهما في فسيحِ المحاجرِ
تندلقانِ على خدِّكَ الثلجِ
أنت تنامَ عميقاً بجفني
أصابَكَ دمعي..
شعرتَ به؟ حارقاً كانَ
ما زلتُ أذرُفُ قلبي عليك
أما بلَّلكْ؟!
والسَّحابةُ ليس بها مطرٌ
لترشَّ اللهيبَ الخُرافيَّ
داخلَ أعماقِنَا
لتمتصَّ هذا السَّعيرَ الأليمَ
وتزهِرَ جلَّ الأزاهرِ
ليس لروحيَ بل هِيَ لكْ
كانَ يحدوهُ نايٌ
لفرطِ انْسكابِ البراءَةِ
مِنْ وجنتيهِ
على وجنتيهِ
وعينانِ مثلُ اللآلئِ
لا كاللآلئِ
ما أجملَكَ!!
وانْطوى العمرُ في غَيْهبِ الجُبِّ
حيثُ نداءٌ ليعقوبَ في البئرِ
لكنَّ
لا يوسفٌ يستغيثُ
ولا صوتُ ذاكَ الصَّدى
بيدَ أنَّ الحقيقةَ
ذئبٌ أرادَ بأنْ يقتلَكْ!