ما زالت مختلف الأوساط الصحية والطبية في العالم تشيد بالدور الفاعل الذي يقوم به «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» باليمن، من أدوار لها مردوداتها الإيجابية على مجمل الأعمال الرائدة التي يقوم بهام المركز؛ للتخفيف من معاناة اليمنيين، وهم يواجهون اعتداءات الميليشيات اليمنية وقوات المخلوع صالح في تعز وغيرها من المدن، التي تدور فيها المعارك؛ لإعادة الشرعية اليمنية إلى وضعها الطبيعي.
الدور الإنساني الذي تقوم به المملكة، متمثلا في ذلك المركز، من مساعدات إغاثة وإيواء، يمثل أحد الجوانب الحيوية؛ للوقوف إلى جانب الشعب اليمني وهو يخوض معركته المصيرية؛ للخلاص من أعدائه، فالمركز ما زال يستقبل الجرحى ويقوم بعلاجهم وتقديم مختلف أشكال الدعم لإجراء العمليات الجراحية وتلقي العلاج والخدمات الصحية، سواء في موقع المركز أو في الدول القريبة من اليمن.
وهو دعم أضحى يتخطى الألم الإنساني، ويرمز إلى أهمية الوقوف مع الحق ومكافحة الجرائم المتمثلة في الاعتداءات المستمرة على أبناء اليمن في منازلهم وهم عزل من السلاح، وتصعيد تلك الجرائم يرمي إلى إطالة أمد الأزمة اليمنية ومحاولة الانعتاق من الهزائم المتلاحقة، التي تمنى بها الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، وتلك هزائم ترسم شكل الأنفاس الأخيرة لتلك الميليشيات والقوات.
تهيئة المستشفيات في مأرب وعدن وتعز لتقديم الخدمات الطارئة للنازحين، والبرنامج الخاص بانقاذ الجرجى ومرافقتهم في مستشفيات الأردن والسودان وغيرها من الدول المجاورة، والاستعداد بالتمويل والإشراف لكل عمليات الإغاثية هي أدوار إنسانية يقوم بها المركز؛ لتغدو مكملة لدعم القضية اليمنية ومساعدة الأشقاء في اليمن؛ للتغلب على مأساتهم والخروج من أزمتهم بسلام.
هذه الأعمال الإغاثية والمساعدات العلاجية، التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- للشعب اليمني، والمتزامنة مع مجريات الحرب الدائرة على الأرض اليمنية بين الجيش اليمني والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، تمثل توفيرا للاحتياجات العلاجية، التي يجب توافرها على ساحة المعارك، وقد تكفلت المملكة أيضا بعلاج المصابين في مستشفيات الدول المجاورة ضمن برنامج مركز الملك سلمان الإنساني.
توفير المستلزمات الطبية والعلاجية، وتوفير المأوى ومختلف البرامج الطبية والصحية لأبناء الشعب اليمني المواجهين للعدوان الحوثي وقوات المخلوع صالح، تمثل عملا إنسانيا ما زال يحظى بإعجاب وتقدير وتثمين دول العالم دون استثناء، والمملكة بتقديم هذه الأعمال الإنسانية تبرهن على أنها قادرة على تقديم المساعدات العسكرية لليمن، وقادرة -في الوقت ذاته- على إنقاذ اليمنيين من بطش وسيطرة أعدائه وتخفيف المعاناة التي لحقت بهم.
وقد نجح المركز أيما نجاح في تقديم أعماله الإنسانية الكبرى لأبناء الشعب اليمني، وتلك خطوة مكملة -بإذن الله- لكل الخطوات الرامية إلى تحرير اليمن من سيطرة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح على مقدراته ومحاولة القفز على شرعيته وتهميشها، ولن ينسى أبناء الشعب اليمني جهود المملكة الحثيثة؛ لرفع معاناتهم وتخليصهم من أزمتهم الطاحنة مع من يحاولون إلحاق الظلم بهم والعبث بسيادة بلادهم ووحدتهم الوطنية.