توفي رجل الخير والعطاء الشيخ سليمان بن محمد الرشيد احد اعيان مدينة الدمام وعميد اهالي بريدة فيها، وقد عرفته منذ ما يزيد على خمسين سنة جارا وفيا لوالدي رحمهما الله، عرفته وتواصلت معه حتى وفاته كان رجل عطاء وبذل في أوجه الخير بعيدا عن الاضواء، للفقراء والمساكين وبناء المساجد وغيرها ويحرص ان يشرف على ذلك ويتابع وكان حريصا على جيرانه واقاربه بتفقدهم والسؤال عنهم وكان صاحب رأي ونصح وخبرة لكل من استشاره لما له من خبرة في تجارب الحياة وكان يشرف على اعماله واموره بنفسه.
وكان في رمضان يفطر في المسجد القريب من بيته وكنت انا واخواني نخصص له يوما نفطر معه وكان يتذكر والدنا فيدعو له وفاء ومحبة ويخجل الانسان حينما يتحدث له؛ لتودده لكل الحاضرين في مجلسه مع كبر سنه ووجاهته وكان يلتقي فيه اعيان الشرقية وكبارها، ومن صلته بأقاربه كان يخصص غداء الجمعة لهم كل اسبوع وكان يحب اهل الخير وطلبة العلم ويثق بهم ويشارك الجميع في مناسباتهم ولو بالاتصال. أحبه الجميع واحبهم ومثل هذا يعزي الجميع فيه فقد كان باذلا للخير وداعما له في داخل المملكة نحتسب ان ما قدمه من خير رفعةٌ له عند ربه وحجاب له عن النار وبركة في ذريته غفر الله له ورحمه وجعل الفردوس الاعلى مستقره وأعزي اولاده وزوجاته واقاربه وانسابه واهل بيته وكل من عرف بوفاته علىه رحمة الله، واوصي اولاده بالدعاء له فان الدعاء من استمرار عمل الانسان كما في الحديث «اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث» ومنها «او ولد صالح يدعو له» وكذلك انفاذ وصاياه فذلك من اعظم البر، وصلة من كان يصلهم وقد قال بعض العلماء ان البر بعد الممات اصدق من البر في الحياة لان البر بعد الموت لا رياء فيه ولا سمعة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله ورضي الله عن صحبه الكرام وغفر لعباده الصالحين.