قالت محطة (في.ار.تي) الإذاعية البلجيكية: إن عدد قتلى هجمات بروكسل، الثلاثاء ارتفع إلى 34 قتيلا، وهم 20 في انفجار بمحطة مترو، و14 في تفجيرين بمطار بروكسل. وهزت سلسلة اعتداءات منسقة على ما يبدو، الثلاثاء المطار الدولي ومحطة مترو في بروكسل في أحدث فصول الاعتداءات التي تستهدف أوروبا. وشددت الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء القارة وشلت حركة وسائل النقل بعد التفجيرات التي وصفها رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أنها "عشوائية وعنيفة وجبانة". واستهدف تفجيران القاعة الرئيسية في مطار زافنتم الدولي فيما أعلن المدعي البلجيكي فريديرك فان ليو أن انتحاريا على الأقل نفذ أحدهما. واستهدف تفجير ثالث محطة مالبيك للمترو قرب حي المؤسسات الأوروبي، فيما كان المواطنون يتوجهون إلى أعمالهم. وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال أن بلاده تعيش "لحظة مأساة، لحظة سوداء" مع تعرض بروكسل "لاعتداءات عشوائية عنيفة وجبانة".
وقال ميشال خلال مؤتمر صحافي عقده مع المدعي العام الفدرالي البلجيكي: "كنا نخشى اعتداء وها إنه وقع". وقال بيار ميس المتحدث باسم قسم الإطفاء في بروكسل: إن 11 شخصاً قتلوا في المطار فيما أعلنت الشركة المشغلة لمحطة المترو أن 15 آخرين قتلوا في انفجار المحطة وأصيب 55 آخرون بجروح.
برك من الدماء وتحدث شهود عن مشاهد فوضى عمت المطار وبرك من الدماء، فيما كان الركاب يهربون بذعر وتتصاعد سحب الدخان من مبنى المطار الرئيسي. ورفعت السلطات مستوى الإنذار من خطر إرهابي إلى أقصى مستواه فيما اتخذت إجراءات مشددة في مطارات أوروبية كبرى أخرى. وتأتي هذه الانفجارات بعد أربعة أيام على اعتقال صلاح عبد السلام الفرنسي من أصل مغربي، المشتبه به الوحيد على قيد الحياة من المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس في 13 نوفمبر، والتي أوقعت 130 قتيلا، في حي مولنبيك ببروكسل. وأظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون، الركاب يهربون بذعر فيما يتصاعد الدخان الأسود من مبنى قاعة المطار الذي تحطم زجاجه. وقال شهود في المكان: إنه سمع إطلاق نار في قاعة المسافرين في مطار بروكسل الدولي قبل دوي الانفجارين، صباح الثلاثاء، حسبما نقلت وكالة "بلغا".
وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية البلجيكية أن مستوى الأنذار رفع من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة وهي الدرجة القصوى في مجمل أنحاء البلاد.
وعززت السلطات البلجيكية إجراءاتها الأمنية حول المنشآت النووية في البلاد بعد الاعتداءات الدامية حسبما أوردت الوكالة الفدرالية للرقابة النووية. "ابقوا حيث أنتم" فور وقوع الانفجارات شلت الحركة في العاصمة البلجيكية، حيث أغلق المطار وأوقفت حركة وسائل النقل، كما طلب من السكان ملازمة منازلهم.
ودعت السلطات البلجيكية السكان إلى عدم التنقل وملازمة أماكنهم. وكتبت خلية الأزمة على موقع تويتر "ابقوا حيث أنتم" مشيرة إلى أن جميع وسائل النقل العام ومحطات المترو والمحطات الكبرى في العاصمة الأوروبية أغلقت حتى إشعار آخر. كما طلبت المفوضية الأوروبية من موظفيها، الثلاثاء ملازمة منازلهم أو مكاتبهم بعد الانفجارات.
وأعلنت المنظمة الأوروبية المكلفة أمن الملاحة الجوية "يوروكونترول"، الثلاثاء، على موقعها الألكتروني، إن مطار بروكسل أغلق حتى إشعار آخر.
وأعلن المطار على حسابه على تويتر أنه تم إلغاء رحلات وتحويل مسار رحلات أخرى. وتراجعت أسهم شركات الطيران والسفر بشكل كبير في مختلف أسواق المال الأوروبية. تعزيز الإجراءات الأمنية
ودفعت الانفجارات بعدة دول أوروبية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في مطاراتها ومحطاتها على حدودها.
ودعت فرنسا إلى تعزيز مكافحة الإرهاب على المستوى الأوروبي بعد "الاعتداءات الخطيرة" في بروكسل كما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، الثلاثاء، مشيرا إلى نشر 1600 عنصر شرطة ودرك إضافيين في البلاد. وأعلن مصدر ملاحي تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار رواسي شارل ديغول في باريس. كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار غاتويك بلندن بعد الانفجارات، حسبما أعلن متحدث باسم المطار.
من جهتها، فرضت هولندا تدابير أمنية مشددة في مطاراتها، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا، بحسب ما أفادت الأجهزة الهولندية لمكافحة الإرهاب، الثلاثاء. واتخذت إجراءات أمنية مشددة في مطار فرانكفورت، أحد أكبر مطارات أوروبا، إثر الانفجارات، على ما أعلنت الشرطة الفدرالية الألمانية. وبعد أيام على توقيف صلاح عبد السلام في بلجيكا، سجل التحقيق في اعتداءات باريس تقدما، الإثنين، مع كشف هوية شريك للمجموعة المنفذة هو نجم العشراوي الذي عثر على آثار من حمضه النووي على متفجرات استخدمت في يوم الاعتداءات. تنديد
توالت ردود الفعل المنددة بهجمات بروكسل من مختلف أنحاء العالم والدعوات إلى الوحدة في مواجهة الإرهاب. وأدانت دول مجلس التعاون الخليجي الست هجمات التي وقعت في بروكسل، أمس. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في بيان: إن المجلس أبدى دعمه لبلجيكا. ودان الأزهر بشدة اعتداءات بروكسل التي أوقعت، الثلاثاء، عشرات القتلى والجرحى، معتبرا أنها "جرائم نكراء تخالف تعاليم الإسلام السمحة". اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أنه "يوم حزين جدا لأوروبا". وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن "أوروبا كلها مستهدفة من خلال اعتداءات بروكسل".