علمت «اليوم» من مصادر تونسية، أن حركة العبور استؤنفت، أمس، في المعبر الرئيسي راس جدير القريب من مدينة بن قردان، على أن يستمر مفتوحا للعابرين مبدئيا، انطلاقا من الساعة السابعة صباحا حتى السابعة مساء. كما عادت حركة العبور في المعبر الثاني الذهيبة-وازن التابع لولاية تطاوين بأقصى الجنوب بنفس التوقيت.
ولا تزال عمليات التمشيط وملاحقة الإرهابيين متواصلة، وسط بن قردان، جنوب تونس، تزامناً مع تقليص ساعات حظر التجوال، من الساعة العاشرة ليلاً إلى الخامسة صباحاً، عوضاً عن الساعة السابعة مساء إلى الساعة الخامسة صباحاً.
وقال والي مدنين، الطاهر المطماطي، إن "القرار سيبقى ساري المفعول إلى إشعار آخر، وتستثنى كل الحالات الصحية وأصحاب العمل الليلي".
وكانت تونس أغلقت المعبرين مباشرة بعد الهجوم الارهابي لمسلحي تنظيم "داعش" المتطرف على مقار أمنية وعسكرية في السابع من الشهر الجاري، قبل أن تصده قوات الأمن والجيش وتقتل حتى يوم الإثنين 52 عنصراً إرهابياً. هذا، واستمرت عملية تمشيط جبل سمامة في الوسط الغربي لتونس، لملاحقة مجموعة مسلحة أخرى كانت تستعمل المغاور الجبلية والأماكن الوعرة كمخابئ جبلية.
وأفادت وزارة الدفاع الوطني التونسي، في بلاغ لها أن التشكيلات العسكرية تمكنت إثر الاشتباك مع مجموعة إرهابية بجبل السمامة يومي 19 و20 مارس 2016، من كشف أماكن تحصنت بها المجموعة. كما قامت التشكيلات العسكرية بحجز أكثر من 1000 ظرف من عيارات مختلفة تم استعمالها من طرف الإرهابيين أثناء الاشتباك مع وحدات الجيش الوطني. ولا تزال عمليات تمشيط المنطقة متواصلة لاقتفاء أثر المجموعة الفارة، علما وأنه تمت معاينة آثار دماء لإرهابيين أصيبوا أثناء الاشتباكات، وفق المصدر نفسه. وفي شأن متصل، أعلنت السلطات التونسية مقتل متطرف متحصن في منزله في منطقة بن قردان قرب الحدود الليبية برصاص قوات الأمن بعد معركة استمرت ساعات، وأوقعت 10 جرحى في صفوف قوات الأمن والشرطة ومدنياً.
وأكدت وزارتا الداخلية والدفاع في بيان مشترك أن «وحدات أمنية وعسكرية حاصرت، الأحد، منزلاً يتحصن به عنصر إرهابي في منطقة الصياح بضواحي مدينة بن قردان. وانتهت العملية بمقتل العنصر الإرهابي ومصادرة بندقية آلية (كلاشينكوف) وذخيرة ورمانات يدوية». وأشار البيان إلى إصابة ثلاثة عسكريين وعنصر في الحرس الوطني وستة شرطيين ومدني في العملية، موضحاً أن الإصابات ليست خطيرة. وقال المصدر الأمني: إن العملية كانت تستهدف شخصاً يشتبه بأنه قتل مسؤولا في قوات الأمن في هجمات، مطلع الشهر في بن قردان.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدآ العمليات العسكرية بمدينة بن قردان تمّ، مساء يوم الإثنين 21 مارس 2016، فتح معبر رأس جدير بصفة استثنائية لمرور 18 شاحنة ليبية تابعة لإحدى الوزارات التموينية بعد حصولها على ترخيص من السلطات التونسية لتوريد مواد غذائية، وقد تمّ تأمينها عند دخولها المعبر، ومرافقتها.
وفي شأن متصل، تمكنت الوحدات الأمنية المختصة في تفكيك خلية إرهابية وصفت بالخطيرة جدا تضم 12 إرهابيا.
وقال بيان لوزارة الداخلية: "تمكنت الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة من كشف خلية تكفيرية خطيرة تنشط بالعاصمة يتولى عناصرها مساعدة الشبان المغرر بهم على الالتحاق بما يسمى داعش".
وأضافت الوزارة أن من بين المعتقلين 3 مهربين ساعدوا في تهريب المتورطين في أحداث بن قردان هذا الشهر إلى ليبيا.